الحرب والفيروس التاجي: واقع دراما بؤس أطفال اليمن
بقلم: إزميرالدا لابي – بروكسل، (موقع” راديو وتلفزيون بلجيكا- rtbf” الناطق بالفرنسية – ترجمة : أسماء بجاش – سبأ)
تدق منظمة اليونيسف لطفولة والتابعة للأمم المتحدة ناقوس الخطر, منبهتاً من خلال صرخات الاستغاثة التي أطلقتها, وقوع ملايين الأطفال في اليمن في شرك المجاعة, جراء نقص المساعدة المستوجبة لهذا البلد الذي يمر منذ أكثر من خمس سنوات بحالة حرب, واليوم يضاف وباء “كوفيد-19” إلى قائمة الويلات التي تخيم على هذا الجزء من العالم.
فقد بدأ الصراع قبل خمس سنوات, بين الحكومة المدعومة من المملكة العربية السعودية والحوثيين الذين يتلقون الدعم بدورهم من إيران, وكما تجري العادة, ففي الحروب دائماً ما تسير العمليات القتالية بين المعسكران المتحاربين, وفي وسط المدنيين العزل من رجالاً ونساءً وأطفال.
ووفقاً للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن الأزمة الإنسانية في هذا البلد الفقير والواقع في شبه الجزيرة العربية تعتبر هي الأسوأ في العالم, كما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في أحد تقريرها أن “ملايين الأطفال في اليمن معرضون لخطر الوقوع في شرك المجاعة بسبب النقص الهائل في حجم التمويل الخاص بالمساعدات الإنسانية في خضم مواجهة جائحة الفيروس التاجي”.
من المرجح أن يصل عدد الأطفال في اليمن الذين يعانون من سوء التغذية إلى قرابة 2.4 مليون طفل بحلول نهاية العام الجاري، بزيادة تقدر بحوالي 20 %.
وفي الوقت نفسه، يمكن أيضا أن يزداد معدل الوفيات بين الأطفال ما دون سن الخامسة لأسباب “يمكن الوقاية منها”.
ومن جانبها, أشارت سارة بيسولو نيانتي، ممثلة منظمة اليونيسف في اليمن، إلى إنه في غياب الاستجابة الطارئة، سيبعث المجتمع الدولي برسالة مفادها أن حياة هؤلاء الأطفال في دولة دمرها الصراع وأطبق المرض والانهيار الاقتصادي خناقه عليها, لا تهم ببساطة”.
أجرس الإنذار تُطلق للحصول على المساعدات العاجلة:
يقول ابراهيم محمد علي, والد الطفلة سلمى البالغة من العمر خمس سنوات:” أننا محاصرون بسبب الحرب والفيروس التاجي, فالله وحده يعلم وضعنا, ففي بعض الأحيان لا يكون لدينا طعام لما يقرب من يومين أو ثلاثة أيام, حينها لا استطيع أن أعطي سلمى سوى القليل من الماء المضاف إلية بعض السكر حتى لا تبكي.
ولهذا, تطالب منظمة اليونيسف بي461 مليون دولار أي ما يعادل 411 مليون يورو, لمواصلة عملها الإنساني في اليمن و47 مليون دولار إضافية لمكافحة فاشية “كوفيد –19”, في هذا البلد.
وعلى الرغم من حالة الطوارئ هذه، لم يتم رفع سوى 39% من المبلغ الأول, في حين تم رفع 10% من المبلغ الثاني حتى الآن، وذلك بحسب المنظمة التي تدق ناقوس الخطر بشأن خفض برامجها على أرض الواقع.
يعمل مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في اليمن منذ سنوات عديدة, حيث قال: أتابع العديد من الخطوات, واليوم هو أحلك لحظة رائيتها في حياتي, فالعالم لديه خيار بسيط, ويمكنه إما استعادة تمويل المساعدات وإنقاذ الملايين من الأرواح، أو الاكتفاء بمشاهدة البلد وهو ينهار”.
إذ, لن يتمكن ثلاثة ملايين طفل وأحبائهم من الحصول على المياه النظيفة, ناهيك عن رؤية البنية التحتية لهذا البلد مدمرة ونظامها الصحي منهار.
قبل فترة وجيزة، جمعت الأمم المتحدة 1.35 مليار دولار من المساعدات الإنسانية في المؤتمر الافتراضي للمانحين الخاص باليمن, حيث كانت الأمم المتحدة تأمل في توفير 2.41 مليار دولار.
وقد أودت هذه الحرب الضروس المشتعلة بحياة عشرات الآلاف، معظمهم من المدنيين، وذلك وفقاً للتقارير الصادرة عن وكالات الإغاثة, كما يعيش أكثر من ثلاثة ملايين مدني في مخيمات داخلية للنازحين.
حرب طويلة الأمد:
وعلى مدى السنوات الست الماضية، أسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، جلهم من المدنيين، وفقاً للمنظمات الإنسانية, وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد أُجبر الصراع أكثر من 3.6 مليون شخص على الفرار من منازلهم منذ أن بدء الصراع في سرد فصوله في أواخر مارس من العام 2015.
كما يعاني حوالي من 4.5 مليون شخص من ذوي الإعاقة “الإهمال والهجر” و مواجهة الصعوبات المتزايدة, وذلك بحسب ما أوردته منظمة العفو الدولية في ديسمبر من العام المنصرم, كما تشير المنظمة غير الحكومية على وجه الخصوص إلى “التشريد الصعب” من التهجير والانفصال عن عائلاتهم وإلى الفوضى المصاحبة للرحلة.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.