بالتزامن مع محاولة احتواء فيروس كورونا في اليمن، السعودية تقصف الشاحنات المحملة بالمستلزمات الطبية
حذرت الأمم المتحدة في وقت سابق أن 16 مليون يمني معرضون لخطر الإصابة بفيروس كورونا، مما سيزيد الوضع سوءاً لما وصفته بالفعل بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
بقلم: احمد عبد الكريم (موقع ” منتبرس نيوز” الانجليزي, ترجمة : نجاة نور- سبأ :
على الرغم من الدعوات التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الصحة العالمية لوقف حربها على اليمن وسط جائحة فيروس كورونا، قام التحالف بقيادة السعودية باستهداف متعمداً لإمدادات الغذاء والدواء في اليمن.
تصاعدت أعمدة اللهب في 12 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية والسلع الأساسية الأخرى جراء استهدافها من قبل طائرات حربية سعودية أثناء انتظارها المرور عبر نقطة تفتيش جمركية في ميناء عفار في محافظة البيضاء قبل شهر تقريبا، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من السائقون، بمن فيهم مواطنون أجانب، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
تم إنشاء معبر عفار مؤخراً في محافظة البيضاء كنقطة دخول رئيسية للأغذية والأدوية في ضوء الحصار المستمر على ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي.
يأتي الهجوم وسط عدد من هجمات التحالف السعودي على إمدادات غذائية ودوائية في اليمن.
تم سجل أيضا حصيلة من الضحايا المدنيين وعددهم 6 اشخاص بينهم طفل وأصيب آخرون عندما استهدفت سفن حربية سعودية منشأة لتخزين المواد الغذائية في منطقة الجور في عبس بمحافظة حجة شمال غربي البلد.
في 8 أبريل، زعمت السعودية أنها أوقفت الهجمات العسكرية وعلقت الأعمال العدائية لدعم جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة ولتجنب خطر تفشي فيروس كورونا المستجد في اليمن، ومع ذلك، أستمر الهجوم.
نفذت قوات التحالف 76 هجوما وأكثر من 810 غارات جوية منذ أبريل، وفقا للجيش اليمني.
في شهر فقط، قتلت غارة جوية سعودية 31 مدنيا و19 منهم أطفال، وجرحت 18 طفلاً آخرين في الجوف, وعلقت اليونيسف على الحادثة قائلة “لقد كان هجوما على منطقة مأهولة بالمدنيين حيث كان الأطفال في المنطقة المجاورة للهجوم”.
أسوأ أزمة إنسانية في العالم:
بعد التصعيد في الهجمات على الموانئ اليمنية والمرافق الحيوية الأخرى، عقد وزير الصحة اليمني مؤتمراً صحفياً في صنعاء، متهماً السعودية بمحاولتها عمداً نشر وباء فيروس كورونا.
أبلغت السلطات الطبية في صنعاء عن أول حالة إصابة بفيروس كوورنا، وهو مواطن صومالي يعاني من مشاكل في الكبد والكلى وعثر عليه ميتاً في فندق بالعاصمة صنعاء.
وزير الصحة طه المتوكل قال في بيان رسمي له: “تلقينا تقريراً عن حاله في فندق بالعاصمة صنعاء, وذهبت فرق التحريات الوبائية إلى هناك على الفور، حيث تم العثور على المصاب قد توفى”.
نتيجة للحصار المستمر، خاصة على الأجهزة الطبية، يشتبه في أن فيروس كورونا قد انتشر بالفعل دون أن يتم اكتشافه في معظم أنحاء البلد، مع عدم وجود طرق الفحص الفعالة.
وعلاوة على ذلك، فإن 70 % من جميع المرافق الطبية في البلد لا تعمل وهي في وضع لا يسمح لها لعلاج ضحايا الفيروس، ناهيك عن انعدام وسائل الحماية للعاملين في مجال الرعاية الصحية.
ووفقاً للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن معظم العاملين في مجال الرعاية الصحية اليمنيين لم يتلقوا رواتبهم بشكل منتظم، لأكثر من عامين، وأضافت أن المعدات والإمدادات الطبية غير كافية أو قد عفا عليها الزمن.
وتأتي الهجمات على شاحنات الغذاء والدواء في الوقت الذي يتصارع فيه اليمن مع قطع التمويل من منظمات المساعدة الدولية، وفقا لرئيس منظمة الصحة العالمية، الذي قال إن برامج التغذية سيتم قطعها أيضاً، كما يمكن أن تتوقف 80 % من الخدمات الصحية المقدمة من خلال البرامج الممولة من الأمم المتحدة,
قالت منظمة الصحة العالمية أيضا إن هناك حاليا 260.000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد و 2 مليون آخرين سيصابون بسوء التغذية المتوسط.
ومن جانبه, قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ: “ستضعف أجهزة المناعة لدى هؤلاء الأطفال، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بـفيروس كورونا والأمراض الأخرى, كما طالب بتوفير حوالي 60 مليون دولار لحماية صحة وسلامة النساء والفتيات في اليمن بشكل عاجل، حيث تظهر الأرقام أن كل ساعتين تفقد المرأة حياتها أثناء المخاض.
حذرت الأمم المتحدة من أن 16 مليون يمني يعيشون وضع مأساوي معرضون لخطر الإصابة بفيروس كورونا، مما سيوجه ضربة كبيرة لما وصفته بالفعل بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقالت ليز غراندي مديرة المساعدة في المنظمة العالمية إن السيناريو الأكثر تصوراً بأن 55 % من أجمالي السكان في اليمن سيصابون بالفيروس.
أما صندوق الأمم المتحدة للسكان, فقد أشار إلى أن هناك حاجة إلى توفير 24 مليون دولار للقدرة على حماية العاملين الصحيين ومساعدة النساء والفتيات للحصول على خدمات الصحة الإنجابية.
أثبت هذا الوباء أنه عدواً مدمراً لأنظمة الرعاية الصحية في البلدان المتقدمة والمستقرة مثل تلك الموجودة في أوروبا، ولكن بالنسبة لليمن التي تعاني من خمس سنوات من الحرب والحصار السعودي المستمر، يمكن أن يؤدي فيروس كورونا إلى حصد عدد غير مسبوق من القتلى يذكرنا بجائحة الانفلونزا الاسبانية عام 1918 التي اجتاحت معظم أنحاء العالم.
عدد القتلى يذكرنا بالإنفلونزا الإسبانية
قالت الأمم المتحدة في بيان يوم الأربعاء إن الوضع الإنساني المتردي للمرأة اليمنية سيتدهور أكثر مع دخول جائحة فيروس كورونا إلى البلد الذي مزقته الحرب.
ووفقاً للوكالة الدولية، فإن أكثر من 48.000 امرأة يمنية يمكن أن يفقدن حياتهن من مضاعفات الحمل والولادة في بلد فقير كاليمن بسبب النقص الحاد في التمويل واحتمال إغلاق مرافق الصحة الإنجابية.
صندوق الأمم المتحدة للسكان، يشير إلى أن ما يقرب من نصف جميع المرافق الصحية في اليمن لا تعمل أو تعمل جزئياً فقط ، و 20 ٪ فقط من المرافق الصحية تقدم خدمات صحة الأمومة والطفولة بسبب نقص الموظفين ونقص الإمدادات وعدم القدرة على تحمل تكاليف التشغيل، ناهيك عن الأضرار الناجمة عن الحرب”.
وقالت المنظمة أيضا إنه “إذا أغلقت هذه المرافق، فإن ما يقدر بنحو 320 ألف امرأة حامل ستفقد خدمات مراكز الصحة الإنجابية، وقد تفقد أكثر من 48 ألف امرأة حياتها بسبب مضاعفات الولادة المتعسرة في البلد.
أفضل إجراء وقائي للسيطرة على انتشار فيروس كورونا هو ممارسة النظافة الجيدة حتى الآن، لكن الحرب والحصار السعودي غمروا معظم البلد في القذارة, حيث أن المواد الكيميائية المستخدمة لتعقيم إمدادات المياه تبقى مستحيلة جراء الحصار على المواد النفطية, كما أن الحصار السعودي المستمر حرم اليمنيين من الاستفادة من فرصة الانخفاض الحاد في أسعار النفط الخام عالمياً.
منعت السعودية 18 ناقلة، تحمل أكثر من 450 ألف طن من البنزين من الوصول إلى المحطات الكهربائية والمستشفيات، على الرغم من حملها تصاريح دولية، بحسب بيان لشركة النفط اليمنية.
في غضون ذلك، بقيت الشاحنات التي تحمل أغذية معلبة وأدوية في طريقها إلى سكان الدريهمي المحاصرين في قرية موساي لمدة أسبوعين، غير قادرة على التقدم بسبب الوابل الذي لا نهاية له على ما يبدو من هجمات صواريخ التحالف والمدفعية، مما يجعل من الصعب إدخالها إلى المنطقة .
تقع منطقة الدريهمي المكتظة بالسكان على بعد حوالي 20 كيلومتراً من مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر, حيث يعاني المدنيون هناك من نقص حاد في الغذاء والدواء مع عدم وجود ممرات للمساعدة وسط هجمات صاروخية ومدفعية يومية على المنطقة من قبل القوات السعودية, فالمنطقة محاصرة من قبل التحالف بقيادة السعودية منذ يونيو 2018.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.