تقرير / إيمان الصماط 

 

 فيما يقارب الاسبوع  الى يومنا هذا، تجتاح أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي سماء العاصمة صنعاء لتواصل تهديد المحاصيل الزراعية في عدد من المناطق الزراعية .

 

وأفاد شهود عيان في امانة  العاصمة صنعاء عن مشاهدتهم لأسراب مهولة من الجراد الصحرواي وصلت للتو في أجواء  العاصمة وسط خروج الالاف من الأطفال لجمع ما يمكن من الجراد  كما شوهد المواطنون وهم يلتقطون صورا لاسراب الجراد المكتظة في سماء المدينة مستخدمين كاميرات هواتفهم النقالة .

 

فيما اكدت مصادر محلية على منصات التواصل مقاطع فيديو تظهر انتشار الجراد الصحراوي  في سماء العاصمة  و انتشرت في المقابل صورًا طريفة لكيفية تعامل اليمنيين مع غزو الجراد.

تعريف الجراد

 

الجراد ومفردُها جرادة (الاسم العلمي: Locusta)تسمى احيانا “النطاط”، وهي حشرة من رتبة مستقيمات الأجنحة،  ويعتبر الجراد نوعا من حشرات الجنادب التي تمتلك أرجلا خلفية قوية تساعدها على القفز وهناك ما يقرب من 18,000 نوع من الجندب في العالم، وهي حشرات آكلة للنبات تستطيع القفز إلى 20 مرة أطول من جسمها ،وطول الجرادة الناضجة يتراوح بين 3 إلى 13 سم، يقسم جسمها إلى:

 

رأس ،صدر ، ،بطن (مقسم 11 قطعة) ،ستة أرجل.

 

ويوجد في الرأس فم به أسنان حادة، كما يحمل الرأس أيضا قرنين قصيرين للاستشعار، ونتيجة لعملية التزاوج تضع أنثى الجراد بيضها في حفر تحت الأرض،  ليفقس وينتج طور انتقالي لفترة حوالي شهر يدخل بعدها في طور النضوج، ليكون جراد جديد.

 

الصدر: مركز الحركة يتكون من ثلاث حلقات تتصل بها ثلاثة أزواج من الأرجل ويغطي الحلقة الصدرية الأولى درع وتحمل الحلقات 2. 3 في الصدر الأجنحة.

 

البطن: تتركب البطن من 11 حلقة الخلفية منه غير مرئية بوضوح ويوجد عضو السمع على الحلقة البطنية الأولى والبطن خال من الزوائد إلا من المؤخرة حيث توجد آلة وضع البيض في الأنثى وعضو الفساد في الذكور.

 

ويصدر الجراد أصوات موسيقية  من خلال حك الأرجل الخلفية أو الأجنحة الأمامية مع الجسم. وتحفر أنثى الجراد لتضع بيضها عن طريق آلة وضع بيض سيفية تحت الأرض ، وتغطيه بسائل لتحميه من البرد، ليفقس عن مخلوق بطور انتقالي لفترة حوالي شهر يدخل بعدها هذا المخلوق طور النضوج.

 

دورة حياة الجراد

 

تمر دورة حياة حشرات الجراد بثلاث مراحل رئيسية هي البيضة، الحورية، الحشرة الكاملة، ولكل مرحلة فترة زمنية تختلف عن الأخرى، وذلك حسب الظروف الجوية.

 

وللجراد قدرةُ عجيبة على التّجمع والطيران مسافاتٍ شاسعة سعياً وراء الأماكن الخصبة، وقد يقطع في سعيه هذا آلاف الكيلومترات، فيجتاز الصحارى والجبال الشاهقة وحتى المحيطات ليبلغ مأربه، وعندما يجده ينقض عليه انقضاضاً، فيبيده عن بكرة أبيه بوقت قياسي، ولمّا يفرغ منه ينتقل إلى غيره بالطريقة نفسها. وهكذا تتحول مروجٌ خضراء مهما كانت شاسعة إلى صحارى قاحلة بلمح البصر.

 

أنواع الجراد وأماكن وجوده وأشدها خطورة :

 

تعدّدت أنواع الجراد منذ ظهورها على سطح الأرض حتى بلغت في يومنا هذا حوالي خمسة عشر ألف نوع، منها ما يعيش منفرداً متوحداً، ومنها الجراد الرحّال الذي يعيش ضمن أسرابٍ تضم ملياراتٍ من الأفراد،وإذا لم يحدث مكافحة على الحدود وتركة يصل للمزروعات يتسبب في خسائر ضخمة جدا حيث أن الكمية التي يتناولها سرب الجراد الواحد الذي يمكن ان يمتد إلى 100 كليو متر ويتكون من 50 مليون جرادة هي 100 ألف كليو من المزروعات .

 

1 – يعتبر الجراد الصحراوي  من الأنواع الاشد  خطرة جدا والأكثر تأثيراً على منطقتنا العربية وينتشر الجراد الصحراوي في المناطق الصحراوية الجافة في أفريقيا وموريتانيا والمغرب والسودان، وينتقل منها طائراً عبر البحر الأحمر نحو المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية، وقد ينتقل في بعض الحالات نحو بلا الشام وربما ايران واسيا.

ويتميز الجراد الصحراوي بمقدرته العالية على الطيران والسفر من قارة إلى قارة اخرى، قاطعاً البحار والمحيطات​  كما يتناسل بكثرة حيث تضع الأنثى من 95 إلى 158 بيضة ولثلاث مرات على الأقل في حياتها.

 

2- الجراد الأفريقي المهاجر في أفريقيا.

 

3- كما يوجد نوعين أخرين من الجراد الأفريقي أحدهما جراد أحمر يأتي من شرق أفريقيا، والأخر جراد بني يأتي من  جنوب أفريقيا.

 

 

 

4- الجراد الشرقي المهاجر في جنوب شرق آسيا.

 

5- الجراد الأسترالي في أستراليا.

 

 

6- جراد الأشجار في أفريقيا وحوض المتوسط.

 

 

 

 7- الجراد المغربي.

 

8- الجراد المصري.

 

9 – جراد اصفر 

فوائد الجراد

 

يُعْتَبَر الجراد من الأكلات المفضلة لدى بعض الشعوب في قارة آسيا والدول العربية، على رأسها المملكة العرية السعودية وجمهورية اليمن.

يعالج الأمراض ويحتوي على 62% بروتين و يعمل على تنشيط الجسم، وذلك لأن الجراد يتغذى على أغلب الأشجار والنباتات البرية والنباتات العطرية والطبية، والتي تحتوي على فوائد صحية عظيمة، كما أنه يعد من أكثر المقويات والمنشطات فعالية، ويساعد في علاج مرض الروماتيزم وألم الظهر، وتأخر النمو لدى الأطفال، بالإضافة إلى أنه غني جِدّاً بالبروتين بنسبة 62%، ودهون بنسبة 17% ومواد عضوية بنسبة 21% ومنها: المنجنيز، والكالسيوم، والحديد، والصوديوم، والبوتاسيوم، والفسفور، وغيرها.

 

أضرار الجراد

 

تناول الجراد بعد رشه قد يعرض متناوله للتسمم المُباشر

 

يتسبب بتدمير المحاصيل الزراعية وإلحاق خسائر فادحة في قطاع الزراعة والاقتصاد 

 

مكافحة الجراد

 

إنَّ طرق مكافحة الجراد تبدّلت كثيراً حسب الأزمنة وتقدّم العلم والتكنولوجيا. ففي السابق لم يعرف الناس كثيراً عن مزايا الجراد وخصائصه، وكانت وسائل الدفاع بدائية ومحدودة جداً. لذلك كانت تقتصر وسائل المكافحة على استعمال النار، يوجهونها نحو الأسراب، أو محاولة عرقلة تقدم الأسراب خاصةً الزّاحفة منها نحو المناطق الزراعية بحفر خنادق تملأ بالماء، أو بإحاطة جذوع الأشجار بصحافٍ ملساء ينزلق عليها الجراد أو غير ذلك من الوسائل عديمة الجدوى. أما الآن فإن هذه الوسائل تقدّمت وتطوّرت وأصبحت فاعليتها أكبر بكثير وهي ترتكز على أربعة محاور:

 

 – 
مكافحة الأسراب مباشرة بواسطة رشّها بمبيداتٍ خاصّة تُختار من بين تلك التي تسبب أقل أذى ممكن للبيئة والغطاء الحيواني والنباتي. إن عمليات الرش هذه يمكن أن تتم إما فردياً وعلى نطاق ضيق بواسطة جهازٍ بشري مجهّز بمعداتٍ حديثة ويرتدي بذلاتٍ خاصّة واقية، أو على نطاقٍ واسع بواسطة طائرات مصممة خصّيصاً لهذه الغاية. وقد أعطت هذه الوسيلة نتائج باهرة إذ قلّصت بشكلٍ كبير وملموس أعداد الجراد وأسرابها. إلا أن لكل طريقةٍ مساوئها، ومساوئ هذه هي الفتك رغم كل الاحتياطات بالحشرات المفيدة وأهمها النحل. أما السيئة الثانية فهي تأقلم الجراد مع المبيد المستعمل، بحيث لا يعود بعد فترةٍ يؤثر فيه. والحل هنا يكمن في تغيير نوع المبيد.

 

2 – 
استخدام الخواتل (الكائنات التي تعيش على القنص) الطبيعية للجراد، منها: الطيور كالبلشون المعروف بمالك الحزين، واللقلق والطيور الجوارح على أنواعها، ومنها الحشرات كالزنابير والعناكب وبعض أنواع الذباب التي تضع بيضها داخل جوف الدويبة فتنمو اليرقة فيه مسببةً موت المضيف، وأيضاً بعض الزواحف لها شأن في القضاء على الجراد كالعظايا وغيرها من فصيلة السقّايات. وأخيراً يستخدم البعض لمكافحة الجراد أنواعاً معينة من الجراثيم أو الفطريات التي تغزو الجرادة فتميتها. إن هذه الوسائل وإن كانت فعّالة على المدى البعيد إلا أنها تبقى غير كافية للقضاء على هجوم مكثف للجراد الذي يبقى دواؤه الوحيد المكافحة الكيميائية بواسطة المبيدات. إنما حسنتها الكبرى أنها غير مؤذية للطبيعة وللكائنات التي تضمها.

 

3 – 
القضاء على بيض الجراد المدفون في التراب قبل فقسه وذلك بواسطة الفلاحة وقلب التراب.

 

4 – 
وضع برنامج دولي لمكافحة الجراد تقوم بموجبه مؤسسات دولية منبثقة عن الأمم المتحدة أو غيرها، وتكون مهمتها وضع خرائط تحدد مواطن الجراد ومسارات أسرابه واستنباط أفضل استراتيجية للقضاء على هذه الآفة على ضوء المعلومات المستقاة من الواقع. وهذا البرنامج يتطلّب مشاركة كل الدول فيه، لا سيّما تلك التي يقع الجراد ضمن نطاق أراضيها. لأن مشكلة الجراد لا تقتصر على دولة واحدة، فهي لا تعرف حدوداً حتى تلك التي رسمتها الطبيعة.

 

 

وسُمي الجراد بهذا الاسم لأنه آفة آكلة للنباتات ومدمرة للمحاصيل الزراعية؛ إذ يترك الأرض “جرداء” من خلفه. ويُمكن لسرب واحد من الجراد أن يستهلك ما يعادل استهلاك 35 ألف شخص من المواد الغذائية في اليوم الواحد، لذلك عندما تصبح الأسراب كبيرةً وواسعة الانتشار، فإنها تشكل تهديدًا رئيسيًّا للأمن الغذائي وسبل المعيشة الريفية.

 

و غارات الجراد لا تعترف بالحدود السياسية ولا تخص بلدا دون غيره مما يجعلها تهدد الكثير من الدول العربية وغير العربية وقد وصف القدماء الجراد بأنه آفة تأتي في مجموعات كبيرة جدا تؤدي إلى حجب الشمس وتستقر على السطح النباتي وتبدأ في التهام أجزاء النباتات تاركة بعد ذلك الخراب والدمار ومن الصعب حصر الخسائر التي تسببها هذه الآفة بسبب تنقلها المستمر وسرعة حركتها إذ أن أفراد الجراد الكاملة لها القدرة على الطيران لمسافات طويلة لتهاجر إلى الأماكن الأكثر ملاءمة للغذاء ووضع البيض حيث إن لها القدرة على قطع مسافة ما بين 5. 1. 9. 1 كيلو متر / الساعة.

 

وقد تسبب الجراد بغزواته على المحاصيل في حدوث المجاعات وقد أدت غارة الجراد الصحراوي إلى القضاء على آلاف من الأشجار والمساحات الكبيرة المخضرة بالمراعي في شبه الجزيرة العربية وما حولها في عام 1984 كما تعرضت بيارات الموالح في فلسطين وما حولها لأضرار بالغة يصعب تقديرها وقد التهم الجراد حتى لحاء الأشجار بجانب الثمار وأجزاء الأشجار الأخرى كما أصيبت زراعات القطن والبرسيم في مصر بأضرار كبيرة وكذلك كأن لغزوات الجراد الأثر الكبير على إنتاج المحاصيل في كل من السودان والمغرب وليبيا خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين