الانتقالي الجنوبي في قبضة إسرائيل
السياسية – هناء السقاف:
أثار إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات استعداده لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني ردود أفعال واسعة وجدلًا شديدًا على المستوى الرسمي والشعبي داخل اليمن، في ظل اتهامات للمجلس بالخضوع لما يمليه عليه محمد بن زايد وحكام الإمارات والترويج للتطبيع على حساب الشعب الفلسطينيي وقضية الامة العربية و الاسلامية كافة .
وابدى الشارع اليمني عن خيبة امله من صدور تصريحات مرحبه للتطبيع مع الإسرائيليين من داخل اليمني التي لطالما كانت هي السباقة في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته والدعوة الى طرد المحتل من المقدسات الإسلامية.
وفي هذا الشأن حرصت صحيفة السياسية الالكترونية على متابعة تلك الردود والآراء و رصدها للتجلى الرؤية بشكل اوضح حول تلك المؤامرات الصهيونية .
التطبيع توجه خطير..
كشف عضو المكتب السياسي لأنصار الله،نائب رئيس مجلس الشورى محمد البخيتي، أن الهدف من إشارة الصحيفة الاسرائيلية (يسرائيل هيوم) إلى وجود علاقة سرية بين إسرائيل والإنتقالي والتبشير بامكانية ولادة دولة صديقه هو التسلل إلى وجدان أنصار الإنتقالي، مشيراً إلى أن هذا توجه خطير ينبغي مواجهته.
وقال البخيتي في تغريدة له على تويتر ، إن “إنزعاج الاخوان من هذا التسلل ليس من منطلق اخلاقي وإنما من منطلق تنافسي لأن إسرائيل سبق وأخترقت وعيهم لدرجة الإنسجام الكامل، حيث أصبحوا في خندق واحد معها عسكريا ووجدانيا في سوريا واليمن والعراق”.
نتيجة حتميه..
في هذا الشأن اعتبر عضو مجلس الشورى بليغ الشامي ل “السياسية” ان ماحدث هو نتيجة حتمية بعد اكثر من خمس سنيين عدوان على اليمن وهو ان تقوم هذه الدول المعتدية بالإيعاز لمرتزقتها بالداخل ان تطبع مع العدو الاسرائيلي وإدخاله على خط المواجهه!!كما هي اصلا هذه الدول مطبعه مع العدو الاسرائيلي ومدعومة منه..
وقال الشامي ” ان توقيت اعلان المجلس الانتقالي استعداده للتطبيع يأتي تأكيدا لعجز الدول التي كانت تستفرد بخيرات اليمن وبقراره السيادي سابقا عن تحقيق اهدافهم المعلنه لكسر ارادة هذا الشعب العظيم المجاهد او اهدافهم الغير معلنه ومنها الاستفراد بنهب مقدرات اليمن فقرروا استخدام اخر محاوله لهم عن طريق مرتزقتها وخونة الداخل واوحى لهم بالتنسيق مع العدو الصهيوني وبلا خجل اوحيا من الله او من هذا الشعب المسلم”..
وتابع بقوله ” ان ذلك بحسب اعتقادهم ان هذه الطريقه سوف تضعف وتهن من عزيمة هذا الشعب ، وكذالك لكي يكون اسم اليمن داخل ومن ضمن الدول المطبعه مع اسرائيل مثل السعوديه والإمارات …… وغيرها لتمرير صفقة القرن…تحت رعايه امريكيه وتمويل سعودي اماراتي”.
ودعا عضو مجلس الشورى الأحرار في جنوب الوطن بتحرير اراضيهم من دول الاحتلال والا ينجروا بعناد والتماهي مع مثل هكذا مشاريع خارجيه، حيث انهم اكثر من جرب ثمن التماهي مع العدوان.
وقال ” ان الشارع اليمني بهكذا مشاريع سيكون تأثره معدوما بعون الله خاصة من هم تحت قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي..ومن هم على طريق المسيره القرانيه ..بل العكس ستزيدهم قوه ومنعه وتشوق لمواجهة الامريكي ومشروعه الصهيوني بالمنطقه وكذلك مواجهة الاقزام من عملائها بالمنطقه واذنابها بالداخل”..
مؤقف المرتزقة لم يكن مستغربا
من جانبها لم تبدي الاعلامية والباحثة السياسية امة الملك الخاشب عن استغرابها لما كشفت عنه الصحيفة الاسرائيلية بل انتقدت من اعربوا عن صدمتهم وتفاجئهم متسائلة ..وقالت ” بالله عليكم مالجديد ؟. وأنتم تعرفون جيدا أن النظام السعودي والاماراتي ما هما إلا أذرع للصهيانة منذ نشأتهما وبدوره المجلس الإنتقالي خدام الخدم فمن الطبيعي أن يكون تابع لسيدهم الرئيسي “.
وتابعت الخاشب حديثها مع” السياسية ” بقولها ان العدوان على اليمن والاستيلاء على أراضيه وجزره وموانئه وبحاره كذلك ماهو إلا مخطط صهيوني لاستكمال مشروع السيطرة على البحر الأحمر .
واضافت ” ما سيطرت العدوان على الجزر السودانية وشراءهم للنظام السوداني وكذلك الأريتيري وسيطرتهم على سقطرى اليمنية وعدن ودفعهم لعملاءهم لشراء ذممهم وبيع أوطانهم إلا جزء من مخططهم الجهنمي الخبيث الذي كشفه الشهيد القائد منذ عشرون عاما وحذر منه ورفع الشعار كسلاح ضد مشاريعهم التي ترعاها الإدارة الأمريكية،.
واكدت الباحثة خاشب ان كل من ينتمي للمسيرة القرآنية يفهم تلك المخططات جيدا ويميز العدو من الصديق ولا تنطوي عليه الأكاذيب التي تبرر بها أمريكا تدخلها في الشعوب والهيمنة عليها
وقالت ” ما حاربوا الأنصار إلا لأنهم وجدوا فيهم صدق الموقف في رفضهم لكل مشاريع التبعية والإذلال وحفلة وارسو ليستت ببعيده وكان النظام الصهيوني يهدف من من خلف نشر صور المدعو خالد اليماني بقرب النتنياهو لتعويد الشعب اليمني على مثل هكذا علاقات مع كيان العدو حتى تصبح حالة روتينية يرضى بها اليمنيين.
ترحيب صهيوني…
نشرت صحيفة “اسرائيل اليوم” الصهيونية مقالا يكشف عن ما وصفه بـ”الأصدقاء السريين” الجدد في اليمن، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، ويذكر الكاتب بعض المؤشرات التي وصفها بالإيجابية بشأن مواقف “الانتقالي” تجاه إسرائيل، على الرغم من عدم وجود علاقة دبلوماسية رسمية معه حتى الآن.
ونقل التقرير عن هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي تغريدات في تويتر ترحّب بالتطبيع مع إسرائيل، وتعليقه بأن “العرب والإسرائيليون يتفقون على حل الدولتين والدول العربية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل”..مشيرا إلى أن العديد من الإسرائيليين تجاوبوا مع هذه الكلمات، وتمنوا “للدولة الجديدة” أو الحكم الذاتي في اليمن الكثير من النجاح.
ونقل عن مصادر لم يسمها أن إسرائيل على اتصال بالحكومة الجديدة في جنوب اليمن من خلف الكواليس.
وتعليقاً على ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية، قال الخضر السليماني مدير مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي إن المجلس جزء لا يتجزأ من المنظومة العربية، مبدياً استعداد المجلس لإقامة علاقة مع إسرائيل إذا لم يتعارض ذلك مع مصالحه الوطنية، حسب تعبيره.
وهنا يرى خبراء سياسيون ان تصريحات الانتقالي لن تكون الاخيرة انما هي البداية في حال لم يردع المطبعون والمرتزقة في اليمن وستشهد الايام المقبله تغزل اكثر وضوحا بين الطرفين وزيارات متبادلة بينهما لتتجلى بعدها في العلن والايام كفيله بكشف المزيد.