الأمم المتحدة ترفع اسم السعودية من القائمة السوداء
بقلم: إديث م. ليدرير
(وكالة أسوشييتد برس, ترجمة: نجاة نور-سبأ)
رفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اسم التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية من القائمة السوداء العالمية للقوى التي أدت ممارساتها حدوث أضرار بالأطفال خلال الصراع، وهي خطوة أثارت احتجاجات فورية يوم الاثنين من جماعات حقوق الإنسان.
صدر التقرير السنوي إلى مجلس الأمن حول الأطفال والنزاع المسلح والذي أزال اسم التحالف من قائمته الجديدة نسبيا للقوات الحكومية والجماعات المسلحة التي وضعت إجراءات تهدف إلى تحسين مستوى حماية الأطفال, على الرغم من ما خلص إليه من أن التحالف كان مسؤولاً عن قتل وتشويه 222 طفلاً العام الماضي بينهم 171 أثناء الغارات الجوية.
يقاتل التحالف بقيادة السعودية والمدعوم من الولايات المتحدة والذي يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الحوثيين الشيعة وحلفائهم, وذلك بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014، ودفع تقدمهم عبر أفقر دول العالم العربي التحالف بقيادة السعودية إلى إعلان الحرب في مارس 2015.
صدر التقرير في الوقت الذي أفاد فيه الحوثيون أن غارة جوية شنتها قوات التحالف بقيادة السعودية أصابت سيارة تقل مدنيين في شمال اليمن، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً بينهم أربعة أطفال.
وقالت فرجينيا جامبا، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة، في مؤتمر صحفي لإطلاق التقرير أن الأمين العام اتخذ قراراً بإخراج السعوديين من “القائمة السوداء” بعد “الانخفاض الكبير والمستمر في عداد القتلى والتشويه بسبب الضربات الجوية, وأشارت جامبا إلى أنه قبل حوالي خمس سنوات، كان هناك حوالي 1700 طفل في اليمن ضحية الغارات الجوية، مقارنة بـ 171 حالة وفاة وإصابة في العام الماضي من الغارات الجوية.
وأكدت أنه مع استمرار الخسائر، ستستمر مراقبة الأمم المتحدة لمذكرة مع السعوديين بشأن إنهاء عدد وفيات وإصابات الأطفال، وقد يؤدي عدم تنفيذها إلى إعادة السعودية إلى القائمة العام المقبل.
جو بيكر مدير الدفاع عن حقوق الأطفال في هيومن رايتس ووتش، اتهم الأمين العام بإضافة مستوى جديد من العار إلى “قائمة العار” بإزالة التحالف الذي تقوده السعودية وتجاهل أدلة الأمم المتحدة الخاصة على استمرار الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال”.
وقالت أدريان لابار، مديرة “ووتش ليست” المعني بحقوق الأطفال والنزاع المسلح، وهي مجموعة مناصرة دولية، إنه بإزالة التحالف والذي يضم أيضاً الإمارات العربية المتحدة يرسل الأمين العام رسالة مفادها أن الجهات الفاعلة القوية يمكن أن تفلت من أيديهم وتستمر في قتل الأطفال”.
ودعت إلى إجراء تقييم مستقل وشفاف لعملية رفع اسم التحالف من القائمة “للتأكد من أن جميع المخالفين يخضعون لنفس المعايير، بغض النظر عمن هم أو أصدقاؤهم”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت السعودية عرضت على الأمم المتحدة أي مبالغ لإزالة اسمها من القائمة قالت جامبا: “بالتأكيد لا.”
في عام 2016, قام الأمين العام آنذاك بان كي مون بإزالة اسم التحالف الذي تقوده السعودية من “القائمة السوداء” للقوات الحكومية التي ارتكبت انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في العام السابق بعد احتجاج شديد من السعودية, وأضاف غوتيريس قائمة جديدة بالقوات الحكومية والجماعات المسلحة التي اتخذت إجراءات لتحسين وضع الأطفال في عام 2017 والتي تم طرح اسم السعودية عليها.
يبقى الحوثيون على “قائمة العار” في الأمم المتحدة لفشلهم في وضع تدابير لتحسين حماية الأطفال على الرغم من أن الأمين العام قال في التقرير إنه يشعر بالتشجيع من محادثات الأمم المتحدة الجارية مع الجماعة “لإنهاء ومنع الانتهاكات التي يتم سردها”.
كما رفع تقرير الأمم المتحدة جيش ميانمار المعروف باسم “تاتماداو” من القائمة السوداء لتجنيد الأطفال واستخدامهم, بالرغم من أنه لا يزال على القائمة لقتل وتشويه الأطفال وأعمال العنف الجنسي.
ووفقاً للتقرير، تم تجنيد 8 فتيان من قبل تاتماداو في عام 2019 واستخدم الجيش أيضاً 197 طفلاً في مجموعة متنوعة من الوظائف بما في ذلك صيانة المخيمات وحمل الطوب وحصاد الأرز.
وعن طريق سحب قوات ميانمار لاستخدام الأطفال، قالت أدريان لابار “إن الأمين العام يقلل من خطورة هذه الممارسات ويترك الأطفال عرضة للأذى”.
في سوريا ، يقول التقرير إن 1454 طفلاً قتلوا أو شوهوا من قبل أطراف النزاع في 2019.
تضم القائمة السوداء القوات الحكومية السورية والجماعات المناهضة للحكومة، لكن هيومن رايتس ووتش وقائمة المراقبة انتقدت رئيس الأمم المتحدة لإغفاله القوات الروسية التي تدعم الحكومة السورية منذ عام 2015.
في أفغانستان، انتقدت جماعات حقوق الإنسان الأمين العام لإسناد 610 إصابات للأطفال إلى القوات الحكومية و 248 قتيلاً وجريحاً إلى “القوات العسكرية الدولية” دون تسمية الولايات المتحدة.
ولاحظت هيومن رايتس ووتش أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد غير الأفغاني المشارك في النزاع، حيث لم يتم إدراج القوات الأفغانية أو الأمريكية في القائمة السوداء, كما انتقدت كلاً من رايتس ووتش و”ووتش ليست” الأمين العام لاستبعاد إسرائيل من القائمة السوداء على الرغم من مسؤوليتها عن 1525 ضحية لأطفال فلسطينيين العام الماضي بينهم 29 حالة وفاة.
وعلى نطاق أوسع، قال غوتيريس إن الأمم المتحدة تحققت من أكثر من 25.000 “انتهاك جسيم” ضد الفتيان والفتيات في عام 2019, حدث أكثر من نصفها من قبل الجماعات المسلحة, وقال إن هذا كان مشابهاً للعدد المبلغ عنه في 2018, بمتوسط حوالي 70 انتهاكاً يومياً.
وأضاف التقرير أن الجماعات غير الحكومية مسؤولة بشكل كبير، ولاسيما في اليمن ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وسوريا، ولكن أيضا في غزة حيث تأخر حوالي 2127 طفلا أو حرموا من الرعاية الطبية المتخصصة خارج الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.
على الرغم من أنه لا يزال مرتفعا، إلا أن الأمين العام قال أن هناك انخفاض ملحوظ في عدد الأطفال الذين قتلوا أو شوهوا في عام 2018 وفي عام 2017 – انخفض بعدد 4019 في عام 2018 و 6154 في عام 2017, كما أن أفغانستان ظلت الدولة الأكثر دموية بالنسبة للأطفال “مع زيادة بنسبة 67 % في الهجمات الانتحارية والهجمات المعقدة التي تؤثر على الأطفال، وهو ما يفوق انخفاض الخسائر الناجمة عن الهجمات الجوية”.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.