مرة أخرى تخلق الأمم المتحدة حالة من الجدل
وفقاً لمنظمة مراقبة الأطفال والنزاع المسلح، فإن التحالف مسؤول عن مقتل أو تشويه 222 طفلاً في اليمن خلال العام 2019.
بقلم: ماري تيرير
(صحيفة “لاكروا- la-croix” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش-سبا)
سبق وأن رفعت هيئة الأمم المتحدة اسم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من القائمة السوداء الخاصة بانتهاكات حقوق الأطفال وفي العام 2016, حيث تم شطب أسمها بالفعل بعد الضغوطات التي مارستها الرياض عليها, وهكذا ذهبت جميع أعمال الجمعيات الحقوقية والمنظمات غير الحكومية المنددة بالانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال في اليمن أدراج الرياح.
– ما الذي قررته الأمم المتحدة؟
أعلنت الأمم المتحدة في تقريرها السنوي الصادر في 15 من يونيو الجاري، أنها سوف تحذف أسم قوات التحالف العربي في اليمن من قائمة الدول والكيانات التي تنتهك حقوق الأطفال.
إذ يتألف هذا التحالف من 12 دولة سنية منضوية تحت راية السعودية، حيث يعمل في اليمن منذ أواخر مارس من العام 2015, بعد أن أخذ هذا التحالف على عاتقه مهمة دعم الحكومة اليمنية التي تخوض حرباً أهلية ضد الحوثيين وهي جماعة تتلقى الدعم من إيران الشيعية.
– لماذا اتخذت الأمم المتحدة هذا القرار؟
بررت الأمم المتحدة من جانبها تبنيها لمثل هذا القرار, وذلك بعد أن رأت ولمست انخفاض كبير في عدد الوفيات وحالات التشويه جراء الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي على اليمن.
ففي العام 2019, تسبب التحالف العربي في مقتل قرابة 222 قاصراً في اليمن من أصل 1447, وفي العام 2018, تسببت الهجمات التي يشنها التحالف العربي من ازهاق أرواح 729 طفلاً, بينما سجل العام 2017, قرابة 370 حالة وفاة.
ومن جانبها, قالت فيرجينيا جامبا ممثلة منظمة الأطفال والنزاعات المسلحة أن هذه المؤسسة “لم تتعرض لضغوط” من قبل السعودية.
في العام 2016، كشف بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، أن الرياض كانت تهدد “بخفض التمويل لعدة برامج تابعة للأمم المتحدة” في حال إدراج اسمها في التقرير, “لذا كان علي أن آخذ في الاعتبار الاحتمال الحقيقي لرؤية ملايين الأطفال الآخرين الذين يعانون من الآلام الشديدة, حينها لم أجد أمامي سوى الرضوخ للمطالب السعودية, فقد كان واحدا من أكثر القرارات المؤلمة والصعبة التي اتخذته، وهذا ما أثار سوء فهم لدى العديد من الفئات الدبلوماسية.
وجهت أصابع الاتهام لقوى التحالف العربي كونه المسؤول عن 60 % من أجمالي عدد الوفيات في صفوف الأطفال في اليمن خلال العام 2015 والبالغ عددها 785 طفلاً، وهي الأرقام التي تتنازع عليها قوى الخليج.
وفي العام 2017، أدخل الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تمييزاً جديداً على القائمة السوداء بين المتحاربين الذين لا يتخذون خطوات جادة للتحسين من حماية الأطفال وأولئك الذين ينتهجونها, وفي ذلك العام، ظهر أسم التحالف العربي مرة أخرى بين تلك الفئات.
– ما هي ردود الأفعال الناجمة عن هذا الإعلان؟
وُلد الإعلان عن عدم إدراج أسم التحالف العربي على القائمة السوداء، غضب عارماً بين أوساط جمعيات حماية الأطفال والمنظمات غير الحكومية, حيث نددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بـما أسمته “مستوى جديد من العار”, وتتفق مديرة منظمة “إنقاذ الطفولة” إنغر آشينغ مع هذا الرأي, حيث أشارت إلى أن بعض البلدان يبدو أنها أصبحت أكثر مساواة من غيرها، فهذا الأمر يظهر مرة أخرى أن الأمين العام للأمم المتحدة يضع المصالح السياسية قبل الأطفال، تاركاً للأطراف أصدقاء أقوياء لتدمير حياة الأطفال مع الإفلات من العقاب.
وقالت أدريان لابار، مديرة قائمة المراقبة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح في نيويورك: “لقد خاب أملها تماماً من قرار الأمين العام والذي نص على منح الرياض تصريحاً جديداً ومجانياً لقتل الأطفال في اليمن, إنها صفعة على وجه الضحايا وأسرهم وأولئك الذين يخاطرون بحياتهم على أرض الميدان من أجل توثيق مثل هذه الانتهاكات”.
إن إزالة أسم التحالف العربي بقيادة الرياض من القائمة السوداء أمر مشروط, حيث يذكر التقرير أن الأمم المتحدة ستكفل لمدة 12 شهرا، الحفاظ على خفض عدد الانتهاكات المرتكبة, وإلا فإن اسم التحالف سوف يدرج ضمن القائمة السوداء في العام المقبل.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.