السياسية – استطلاع: إيمان الصماط

“لا أستطيع التنفس” كلمة استغاثة يطلقها المواطن اليمني يوميا قبل وفاته “بوباء كورونا” الذي استفحل جراء حصار  قوى تحالف العدوان بقيادة السعودية لأكثر من خمسة أعوام  وسط صمت مريب من الأمم المتحدة.

وفي ظل استمرار العدوان والحصار خاصة مع قرصنة السفن النفطية ما زاد من معاناة المستشفيات والمراكز الصحية إضافة إلى النقص الكبير في الكادر الطبي المؤهل والأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية وهو ما يعني تزايد وتفاقم معاناة السكان.. صحيفة “السياسية  الالكترونية ” أجرت استطلاعا لمعرفة مدى إمكانية المؤسسات الصحية في مواجهة فيروس كورونا وتأثر المواطنين من الشائعات والخوف من الذهاب إلى مستشفيات العزل الصحي لاسيما في ظل عجز القطاع الصحي لمواجهة الوباء  .

فقدان الثقة بين المريض والطبيب

بمجرد شعور الإنسان بوهن في جسمه فإنه يفضل الذهاب إلى الطبيب أو استشارته ألا  أن الوضع خلال هذه الفترة الوجيزة لربما قد اختلف نوعا ما بسبب تصريحات انتشار وباء فيروس كورونا.

ونظرا لفقدان ثقة المواطنين في الأطباء والخدمات التي تقدمها المستشفيات يقول محمد عبدالله من محافظة صنعاء “أنا شخصيا أعاني من تحسس في الصدر (ربو) وما أن سمعت بوجود إصابات بفيروس كورونا في اليمن قررت أن البس الكمامة من باب الوقاية”.

ويضيف محمد “في إحدى المرات سقطت الكمامة على الأرض وغسلتها بالماء والكلوركس  وعندما وضعتها على وجهي يبدو أني تحسست من الرائحة المتبقية لذا قررت مراجعة الطبيب الذي يعرف حالتي الصحية في عيادته الخاصة”.

وأردف بالقول لكن الدكتور بعد فحصي ودون علمي اتصل بطوارئ الحجر الصحي وجاءوا بأخذي ووضعي مع الحالات المشتبه بها مما أثار فزعي وهلعي على نفسي خوفا من العدوى.

ويتقاسم الخوف معه والد أمين صالح الذي يعاني ابنه أيضا من تحسس في الصدر منذ أكثر من ثلاثة أعوام، فوالده أصدر “قسم: أن لا يذهب أمين إلى أي مستشفى خلال هذه الفترة ولو كلفه فقدان حياته حتى لا يكون عرضه للعدوى من المستشفيات غير المؤهلة بالكوادر أو المستلزمات الطبية.

وعند ظهور أي وباء بأحد المجتمعات فان الأطباء والممرضون، وجميع العاملين في القطاعات الصحية في أنحاء العالم يمثلون خط الدفاع الأمامي لمواجهة أي كارثة وبائية، والعمل الحد من انتشاره داخل أوطانهم، إلا أن الأطباء والمرضى في المستشفيات اليمنية لهم وضع أكثر خطورة من غيرهم.

عبير الخولاني، ممرضة في إحدى المستشفيات بأمانة العاصمة أكدت أنها ليست مستعدة للمخاطرة بحياتها نظرا لعدم وجود الحماية والوقاية الشخصية للكادر الصحي..

وقالت عبير إن الأطباء أنفسهم لا يتعاملون مع المرضى تاركين مواجهة الوباء والخطر للممرضين  .

 

قلق المستشفيات من الحالات المشتبه بها.

والدة هاني أحمد من محافظة صنعاء تقول إن ابنها البالغ من العمر 17 عاما  لديه زراعة كلى وحالته مستقرة، إلا أنه شعر بكتمه في التنفس فذهبوا به إلى عدة مستشفيات خاصة وحكومية لكنهم رفضوا استقباله خوفا من أن يكون مصاب بكورونا حتى لا يضر بسمعة المستشفى أو إغلاق المستشفى أو تحويله إلى مركز حجر صحي.

وتضيف والدة هاني أن هذا التصرف إللا أخلاقي من قبل المستشفيات أرعبهم وأخافهم فوق الحد اللا معقول حتى أن المريض فقد مناعته جسمه بسبب الخوف من أن يكون مصاب فعلا بالفيروس حيث بدا يسال الأطباء ويلح عليهم وما أن وصلوا إلى أحد المشافي التي وافقت على استقباله إدخاله بعد التعرف على حالته من خلال الفحوصات السابقة بقي في العناية المركزة أسبوع ليخرج بعدها ميتا.

الحرمان من مراسيم الدفن الإسلامي

أما شيماء حزام التي تعمل في إحدى القطاعات الخاصة تقول لو أصبت بهذا المرض فلن اذهب إلى أي مستشفى وسأعمل عزل صحي في المنزل وأتناول كل ماهو مناسب لأعراض الأنفلونزا.

وتضيف شيماء أن في المستشفى لن يستطيع احد من اهلها زيارتها ولن يهتم بها احد وسيتركونها وكأنها حشرة مميتة لا احد يستطيع الاقتراب منها . .وأردفت قائلة  “فعند موتي لا سمح الله سأحرم من كل مراسيم الدفن الإسلامي.

رعب وهلع أكثر من كونه وباء لدى مرضى السكري والأمراض المزمنة

استطاعت وسائل الإعلام العالمية أن تجعل من كورونا قضية موت محتمة وأنه إذا وصل إلى اليمن سيتسبب بأكبر كارثة حتى أصبح لدى مرض السكري والأمراض المزمنة فوبيا وقلق غير عادي.

تقول هناء محمد المصابة بداء السكري هي وزوجها “لم اعد استطع الخروج من المنزل وأصبح لدي خوف غير عادي خاصة شائعات أن أغلب وفيات كورونا من مصابي السكر أو أمراض مزمنة  لدرجة أن حاجيات البيت استندت في إحضارها على أقربائي القريبين من منزلي أو احد الجيران.

صمت وتجاهل الأمم المتحدة

يموت الكثير من اليمنيين في صمت ويصيرون إلى حد كبير في عداد المفقودين ولم تكترث الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية أو وسائل الإعلام لموت مئات الآلاف أو لما يعانيه اليمنيون من الأوبئة التي فتكت بهم.

كما أنها لم تعط وباء الكوليرا الذي حصد الآلاف اليمنيين كل هذا الخوف والهلع والتهويل الإعلامي على عكس فيروس كورونا وهذا يؤكد أن الأمم المتحدة التي تعتبر أداة بيد الولايات المتحدة”العضو الاقوى ” تتاجر  بأرواح اليمنيين عبر مؤتمراتها وإداناتها التي لاتسمن ولا تغني من جوع لإطالة أمد الحرب في اليمن وعدم اتخاذها خطوات ايجابية ملموسة تجاه معانة الملايين وبهذا يصبح تواطؤ الأمم المتحدة مع العدوان واضحا وجليا، وقد تكون عواقب التعامل مع تفشي وباء كورونا كتهديد سياسي وليس صحي.

وعند حصول مضاعفات أنفلونزا شديدة علينا أن لا نقلل من خطر “كورونا”، ولا نقول إنه لا يوجد  يتم مكافحتها بالمشروبات الدافئة والليمون والخضروات والتعرض للشمس والتهوية الجيدة كلها تسهم في مكافحة جميع الجراثيم وعلينا الحذر من أن نقع ضحايا لقصور في الفهم والخداع والأكاذيب التي غايتها الكيد والمكر وهذا أصبح ديدن بعض مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى  الجميع أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية  وعدم الخروج إلا للضرورة وتجنب الاتصال المباشر مع الآخرين بشكل دائم وتجنب الاجتماعات في المجالس المكتظة وتنظيف وتعقيم الأشياء والأسطح التي نلمسها، أيضا تغطية الفم والأنف بالكمامات أو المنديل هذا يساهم بشكل كبير في تقليل فرص الإصابة بالفيروس وعلى المجتمع بأسره أن يتكاتف ويكثف الجهود للحفاظ على سلامة كل اليمنيين.

يذكر أن فيروس كورونا شأنه شأن أي حدث أو مسألة لا تصبح مشكلة أو لا تجذب انتباه الناس إن لم ينشغل بها الإعلام ولو أهمل الإعلام تغطيته لأي حدث أو مسألة أخرى  لما صار قضية.