بقلم: ألان ماكلويد

(موقع- mintpressnews” منتبرس نيوز” الانجليزي, ترجمة: نجاة نور- سبأ)

قررت إدارة ترامب إلغاء معاهدة نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ التي عقدت منذ 33 عاماً من أجل بيع الطائرات الأمريكية بدون طيار ذات التقنية العالية لمن تريد, والأولى في تلك القائمة، بحسب تقارير رويترز هي: السعودية والإمارات والأردن ورومانيا، وستبدأ المبيعات على الفور تقريباً.

ستشير هذه الخطوة بلا شك إلى نهاية معاهدة نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ، وهي اتفاقية دولية طويلة الأمد موقعة مع 34 دولة, تهدف إلى وقف انتشار الصواريخ النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى, حيث وقع معظم العالم المتقدم، بما في ذلك روسيا، على مبادئها.

ومع ذلك، فإن التحول المفاجئ لإدارة ترامب هو مثال آخر على سياسة تصعيد احتمال نشوب صراعات دولية.

في العام الماضي، سحب ترامب من جانب واحد الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، وهو اتفاق تم توقيعه بين الرئيس ريغان والأمين العام السوفييتي ميخائيل جورباتشوف، تنص على أنه “سنمضي قدماً في تطوير خيارات الرد العسكري الخاصة بنا”.

في أبريل، قضى البيت الأبيض أيضاً معاهدة الأجواء المفتوحة، وهي اتفاقية سمحت للاعبين الرئيسيين في العالم بمراقبة بعضهم البعض بحرية جوياً وزيادة المعرفة والفهم قدرات الجميع، وبالتالي الحد من مخاطر الحرب النووية العرضية بين الشرق والغرب.

وفي الشهر الماضي، أشار ترامب إلى أنه سيسمح بانتهاء معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة  في يناير، مما يسمح للولايات المتحدة بزيادة إمداداتها من الأسلحة النووية بسرعة.

وقد بدأ هذا بالفعل، حيث تم تسليم الدفعة الأولى من الرؤوس النووية منخفضة المدى إلى الجيش في يناير, وتم ذكر أسلحة جديدة مثل هذه على وجه التحديد في تقرير ميزانية البنتاغون الأخير عن الحاجة إلى أسلحة جديدة لمواجهة الصين وروسيا.

يبدو أن جزءاً من هذه الخطوة هو محاولة لإجبار دول معادية مثل روسيا والصين على الرد من خلال تطوير الترسانة النووية الخاصة بها، وبالتالي شل اقتصادياتها من خلال تعزيز عسكري مكلف.

قال المبعوث الخاص للرئيس، مارشال بيلينجسليا، لمركز أبحاث في واشنطن العاصمة الشهر الماضي:” نحن نعرف كيف نربح هذه السباقات ونعرف كيف ندفع الخصم على النسيان, إذا كان علينا ذلك، فسوف نفعل”.

في يناير، نقلت نشرة العلماء الذريين “ساعة يوم القيامة” الشهيرة – وهي مقياس لمدى قربنا من نهاية العالم – إلى 100 ثانية حتى منتصف الليل، وهي أكثر الأوقات خطورة في تاريخ البشرية، مستشهدة بـ “التنافس الخطير والعداء بين القوى العظمى يزيد من احتمالات الخطأ النووي”.

وحقيقة أن خبراء العالم يعتقدون أننا أقرب إلى الفناء مما كانت عليه حتى أثناء أزمة الصواريخ الكوبية التي لم تحظ إلا باهتمام عام معتدل, ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعرفون هم خائفون حتى الموت.

مثال على ذلك مقال في مجلة السياسة الخارجية الأمريكية فورين أفيرز، شارك في كتابتها نائبة الأمين العام السابق للناتو (الأمريكية)، روز جوتيمولر، واصفة تهور ترامب بأنه “علامة مخيفة على مدى خطورة كيف سيصبح العالم”.

أصبحت الأمور خطيرة للغاية لدرجة أن جوتيموللر صورت حتى فلاديمير بوتين على أنه رجل سلام وأحد البالغين الكبار في المعادلة، وليس شيئاً ما يكون قادة الناتو غالباً عرضة للقيام به.

حول قرار بيع طائرات بدون طيار إلى السعودية، جادل هايدي غرانت، مدير إدارة أمن تكنولوجيا الدفاع بالبنتاجون، بأن الآلات ستساعد المملكة على مكافحة الإرهاب وتساعد في وقف التهديدات التي تصل إلى الولايات المتحدة.

ومع ذلك  يجادل آخرون بأن السعودية هي نفسها واحدة من الدول الإرهابية الرائدة في العالم.

فمنذ عام 2015, يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية اليمن البلد المجاور لها، مما خلق حسب ما وصفته الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث أصبح 24 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة وحوالي 10 ملايين يعانون من “مستويات شديدة من الجوع”.

تأسف الأمم المتحدة لذلك إلا أنها  “لم تعد موجودة” كدولة, وتقدر وزارة الزراعة في البلد أنه كان هناك ما لا يقل عن 10.000 غارة جوية استهدفت المزارع و 800 غارة استهدفت كلاً من أسواق المواد الغذائية المحلية و 450 مرافق تخزين المواد الغذائية في السنوات الأربع الماضية، مما يعني أن مساحات شاسعة من تربتها الآن أصبحت شديدة السمية لدرجة أنها لا يمكن زراعتها مرة أخرى لاستمرار الحياة.

قامت الولايات المتحدة بتزويد الهجوم السعودي وتدريب قواته ومساعدته والدفاع عنه، لكنها لم تتمكن من تدمير الحوثيين، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم التزام قواتهم، لكن من المحتمل أن تساعد الطائرات بدون طيار التحالف بشكل كبير.

بالإضافة إلى الانسحاب من المعاهدات، هدد ترامب أيضاً كل من إيران وكوريا الشمالية بالإبادة النووية بالتزامن مع تصاعد عدوانها في أمريكا اللاتينية، ودعم الانقلاب الناجح في بوليفيا والعديد من الفشل ضد نيكولا مادورو في فنزويلا.

“ينبغي أن تكون جائحة فيروس كورونا المستجد بمثابة تذكير قوي بمدى هشاشة النظام الدولي”, حيث خلص غوتيمويلر إلى أن هذه هي اللحظة الخاطئة تماماً لتقويض أو إضعاف المكونات الرئيسية الأخرى لهذا النظام، خاصة في المجال النووي.

ومع ذلك، يبدو أن ترامب حريص على زيادة نطاق الشركات الأمريكية المصنعة للأسلحة بشكل كبير، بغض النظر عن الآثار التي سيعاني منها بقية العالم.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.