عبد المجيد محمد عبد الله

ما يثير الاستهجان إلى حد التقزز أن نظام آل سعود المغرق في الجهالة والحقد يحاول تنفيذ توجيهات أسياده في الغرب وأمريكا ، ويضيف عليها ممارسات بشعة مدفوعة بنزعة عدوانية مقيتة موغلة في أعماق صدور آل سعود منذ عشرات السنين ، لذلك لم يكتف في عدوانه الهمجي السافر على اليمن بجرائم الحرب البشعة ومجازر الإبادة الشاملة ، واستخدم كل وسيلة مهما تدنت وتعارضت مع أبسط القيم الإنسانية من أجل أن يصل إلى أهدافه الدنيئة ، بل يحاول تشويه كل شيء ويوظف إعلامه السيئ مدفوع الأجر لتشويه الصورة في اليمن ، إلا أنه في كل الحالات فشل وعلى مدى ثلاثة أعوام عجاف استخدم فيها كل آلات الدمار وعقول الإبادة الوحشية والعقول الإعلامية الصدئة ففشل فشلاً ذريعاً في أن يحقق مراميه الخبيثة ، لذلك لجأ إلى أساليب أخرى أكثر قذارة من الأولى حيث تفيد المعلومات أنه جند أكثر من (أربعة ألف) مرتزق وخائن وأعتمد لهم مبالغ مالية شهرية تصل إلى أكثر من مائتين وخمسين مليون ريال ؛ لتكون مهمتهم الوحيدة بث الشائعات واختلاق الأكاذيب بهدف زعزعة الجبهة الداخلية وخلخلة الصف الوطني والتمهيد لتحقيق المرامي الخبيثة التي فشل عن تحقيقها في ميادين القتال .

في وسط ما نسمعه ونقرأه ونشاهده ونتابعه في المجالس أو عبر وسائل الإعلام نلاحظ أن بعض الأشخاص تحولوا إلى  أبواق لتمجيد العدوان ويعيشون دون خجل في مستنقعات الخيانة من أجل حفنة من المال المدنس ، وقد أختلط في هذا الجانب الحابل بالنابل وأصبح هؤلاء الناس يشعرون ويُشعرون غيرهم بأنهم صادقين وأنهم يعرفون ويعون حقيقة ما يقومون به ، مع أنهم لا يمتلكون أي مقياس للتفريق بين الأشياء ببعضها فهذه الوجوه القبيحة من فرط إجادتها للأدوار التي أوكلت إليها أصبحت تعبث بكل شيء وتسيء إلى الوطن وحقوق المواطنة السليمة وحق الانتماء إلى هذا الوطن الذي أعطاهم كل شيء بكل وقاحة ويتآمرون بكل وسيلة لتحقيق مراميهم ، في كل الحالات نجد أن هؤلاء لا هّم لهم إلا قهر أحاسيس الموطنين وإصابتهم باليأس والإحباط ، والإساءة المتعمدة إلى رجال الرجال الأبطال المجاهدين في جبهات القتال الذين يمرغون أنوف المعتدين في الوحل ويصنعون البطولات التي أذهلت العالم .

إنها بالفعل وجوه قبيحة .. للأسف نجد أنفسنا مجبرين على التعامل معها واحترام بعض أفرادها .. بالذات من يقدمون أنفسهم أنهم جزء من المسيرة القرآنية وهم ينخرون في جسدها النقي بأعمال وممارسات سيئة تتعارض مع أبسط القيم والمبادئ التي ترتهن إليها المسيرة القرآنية ، هذه العناصر للأسف هي مصدر الكذب والنفاق ، وقد أفرزها مناخ عشوائي خلط الأمور والمسئوليات ببعضها ، وبات من الصعب على الكثيرين بالذات البسطاء التفريق بين الصح والخطأ وبين الحقيقة والزور والبهتان ، المشكلة أن بعض المندسين بلغوا درجة الاحتراف في بث الشائعات وأضعفوا قدرة المتلقي على التفريق بين الغث والسمين ، كونهم يدعون بأن ما يقومون به يمثل خدمة للمسيرة وهم في الأساس أكثر عداوة وأشد حقداً على المسيرة من أولئك الذين يرفعون السلاح في وجهها ، لأنهم يتآمرون من الداخل وينفثون أحقادهم بكل جرأة وعلى مرأى ومسمع من الكل ،  وهذا هو المدخل الذي نأمل أن يلتقطه كل مواطن يمني شريف حريص على الأرض والعرض والكرامة بحيث يصل إلى مرحلة  الفرز الدقيق والتفريق بين الغث والسمين من الشائعات والأراجيف التي يروج لها الأعداء بين الحين والآخر ، ما يبعث على التفاؤل فعلاً  أن حالة الصحوة بدأت تتسع ولم تتوقف على الداخل اليمني فقط ، لكنها امتدت إلى الخارج وإلى بعض الدول الأوروبية المساندة للعدوان مثل بريطانيا التي تتصاعد فيها الدعوات المطالبة بفضح النظام السعودي وما يرتكبه من جرائم حرب بشعة ، وهو موقف يتعارض كلياً مع موقف الحكومة البريطانية المساندة للعدوان ، الغريب أنه بعد ثلاث سنوات من كل مشاهد الفناء تقدم هذه الدولة صفقة أسلحة فتاكة لهذا العدو الصلف لتساعده على الاستمرار في عدوانه.. إنها مفارقة عجيبة !! لكن يكفينا فخراً أن صمود الأبطال رجال الرجال بدأ يخرس الأفواه ويؤكد أن الصمود اليمني كفيل بإسقاط كافة الأقنعة مهما تخفت خلف الزيف والظلال وهذا هو قدر الشعب اليمني وكل إنسان فيه بأن يكون حائط الصد المنيع المدافع لا عن نفسه بل عن القيم والأخلاق والمبادئ التي تربى عليها هذا الإنسان وسيظل متمسك بها مهما عاش ..