في اليمن” الأزمة زادت من الأزمة”
أجرى المقابلة: نيكولاس باروت
السياسية :
(صحيفة “لو فيجاروا – le Figaro” الفرنسية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)
نشرت منظمة هانديكاب الدولية غير الحكومية تقريرا حول الأثر طويل الأجل للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
ومن جانبها, سلطت أليسون بوتوملي من منظمة هانديكاب الدولية, الضوء على الوضع الحاصل في اليمن, البلد الذي زارته منذ عدة أشهر, حيث أصدرت المنظمة غير الحكومية تقريراً عن التأثير طويل المدى للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان, فاليمن لا يزال منذ أواخر مارس 2015 وحتى اليوم في قبضة الحرب – الدائرة بين الحوثيين المدعومين من ايران والحكومة التي تتلقى الدهم من جابنها من قبل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية- منذ ما يقرب من ست سنوات, وقد تفاقمت الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلد بسبب الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة الفيروس التاجي, والآن, يفتقر حوالي 19.7 مليون شخص إلى الرعاية الصحية اللازمة.
الصحيفة: نشرت المنظمة تقريراً عن مدى تأثير الغارات الجوية والقصف على اليمن, ما الدروس التي تستخلصها من هذا؟
– أليسون بوتوملي: اليمن يعاني من أزمة إنسانية شاء لها القدر أن تغرق في مستنقع النسيان, فعندما يتعرض البلد للقصف، ويموت الناس, لا يوجد حديث كافي عن الآثار المترتبة على البنية التحتية للأسلحة المتفجرة واسعة الأثر, والتي قد يعاني السكان من تلك الآثار المترتبة لسنوات أو حتى لعقود.
ومن الصعب جداً إعادة بناء هذه المباني المدمرة وحل تلك المشاكل المتراكمة, حيث لا يزال الضرر المترتب مستمر في حصد المزيد والمزيد من الأرواح, وهذا ما يسمى تأثير الصدى, وهو بمثابة عقوبة الإعدام, إذ يحدد تقريرنا أمثلة واضحة دون أن تكون شاملة, لكننا نعلم أن 90٪ من ضحايا هذه الأسلحة المتفجرة بعيدة المدى هم من المدنيين, لذا نسعى إلى تنظيم حملة لحظرها.
الصحيفة: هل لديكم أمثلة على “تأثيرات الصدى” تلك؟
– أليسون بوتوملي: يعتمد اليمن اعتماداً كليا على 90٪ من وارداته من الغذاء والدواء والوقود, ففي بداية الصراع، تم قصف ميناء مدينة الحديدة وتم تدمير رافعتين, حيث زادت تكلفة الواردات وبالتالي ارتفع معدل سعر المواد الغذائية بنحو 30٪.
كان لهذا التدمير آثار طويلة الأجل, ويمكننا أيضاً أن نتحدث عن الطرق التي تعتمد عليها البلد, فعندما يستغرق الوصول إلى مركز صحي قرابة 16 ساعة، وذلك بسبب تلف البنية التحتية, فإن هذا الأمر يحدث فرقاً.
ففي ميناء الحديدة، تم استبدال الرافعات، ولكن لا يمكننا الحديث عن عودتها إلى وضعها الطبيعي.
إن إعادة بناء بلد في أوقات الحرب أمر صعب جداً, وأود أن أضيف أن معرفة ما إذا كانت هذه البنية التحتية تم استهدافها بشكلٍ عمداً أو غير عمد, فأن الأمر لن يحدث أي تعيير, حيث أن الآثار هي نفسها.
الصحيفة: هل غيرت الدعوات إلى وقف إطلاق النار أي شيء؟
– أليسون بوتوملي: لم يكن لوقف إطلاق النار أي تأثير في الواقع, حيث لم يتوقف الصراع في الأشهر الأخيرة, ويوجد الآن 4 ملايين نازح في البلد, وهذه الفئات معرضة بشكل خاص للوقوع في شرك “كوفيد-19”.
الصحيفة: أين يقع اليمن اليوم في خط سير مواجهة الفيروس التاجي؟
– أليسون بوتوملي: يعاني اليمن من أزمة جراء أزمة, فالوباء ينتشر واليمن على المستوى الذي كانت عليه أوروبا قبل بضعة أشهر, ولكن نظام الرعاية الصحية على وشك الانهيار التام, كما لم تعد نصف المرافق الطبية تعمل, فهناك قدرات قليلة مقابل الكثير من الاحتياجات, بالإضافة إلى نقص في المعدات الوقائية مثل القفازات أو الأقنعة.
الناس خائفون من التحرك وقد تخلى مقدمو الرعاية، الذين لم يعودوا يتقاضون أجورهم عن وظائفهم في بعض الأحيان.
كما أدى تدمير الهياكل الأساسية الصحية إلى عودة الأمراض المتصلة بالمياه, واليوم يواجه البلد وباء الكوليرا والملاريا وحمى الضنك, وهذه الأمراض لها أعراض مماثلة للفيروس التاجي, لذا فالناس لا يعرفون السبب الحقيقي وراء حالات الوفاة.
الصحيفة: هل نشاطاتكم ( عمل المنظمة) اليوم في اليمن يحاف بالمخاطر؟
– أليسون بوتوملي: العمل واجب واختيار, ولا يمكننا أن نطلب من العاملين في المنظمة العمل في بيئة خطيرة, لكنهم مستعدون لذلك, وأنا معجب بزملائي على الرغم من الإجهاد وضغط العمل في ظروف سيئة ، فإن المرونة أمر لافت للنظر, وهذا البلد يعاني الكثير, ولكن لا ينبغي لأي بلد أن يعاني.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.