اليمنيون لا يحتاجون إلى مؤتمر لجمع التبرعات، إنهم بحاجة إلى إنهاء الحرب
مع انتشار فيروس كورونا الذي أدى إلى تفاقم أزمة اليمن، يجب على الحكومات الغربية اتخاذ موقف حازم مع السعودية لإنهاء القتال.
بقلم: عبد العزيز الكيلاني
(موقع “ميدل ايست آي” البريطاني، ترجمة نجاة نور، سبأ)
رعت المملكة العربية السعودية مؤتمر الأمم المتحدة لجمع التبرعات من أجل مساعدة اليمن, وقال وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن المملكة تدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي في اليمن لتخفيف المعاناة ودعم الجوانب الإنسانية والاقتصادية والتنموية.
وهنا يجدر الإشارة بأن اليمنيين يهتمون بالسخرية من السعودية التي تتدخل عسكريا في بلادهم منذ أكثر من نصف عقد.
بعد تدمير اليمن، تشارك السعودية في استضافة قمة لجمع التبرعات, حيث قال نادر هاشمي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة دنفر، لـ ميدل ايست اي: “هذا هو ذروة النفاق الأخلاقي, وما يثير الشجب هو أن الأمم المتحدة تضفي الشرعية على هذه العملية في المسرح السياسي”.
“دعونا لا ننسى أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، كان محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، ينفق 5-6 مليار دولار شهرياً على حرب اليمن, وبجزء بسيط من هذه الأموال، كان من الممكن إعادة بناء اليمن لتصبح دولة مزدهرة”, الشعب اليمني لا يحتاج إلى مؤتمر لجمع التبرعات, إنهم بحاجة إلى توقف الحرب والقتال.
لقد كانت السعودية تمدد الحرب، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية أو في طرح خطة لإنهاء الصراع, وبدون خريطة طريق لإنهاء هذه الحرب المدمرة، من غير المرجح أن تتحسن أمور الشعب اليمني الذي يستحق أن يعيش في سلام دائم.
اليمن في خضم أزمة إنسانية خطيرة, ومنذ بدء تفشي الكوليرا قبل ثلاث سنوات، كان هناك أكثر من 2.3 مليون حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا, وفي العام الماضي، قال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، هيرفي فيرهوسيل، إن حوالي 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأن ما يقرب من 10 ملايين منهم على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
لقد توسعت هذه الأزمة إلى حد كبير بسبب تدخل التحالف بقيادة السعودية, ووفقاً لمشروع موقع الأحداث المسلحة وبيانات الأحداث: “منذ عام 2015، أصبح التحالف بقيادة السعودية وحلفاؤها مسؤولين عن أكثر من 8000 حالة وفاة من أصل 11.700 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها فيما يتعلق بالاستهداف المباشر للمدنيين في اليمن.
إن حصيلة عدد القتلى هو 100000 على الأقل، مع وفاة عشرات الآلاف بسبب المرض وسوء التغذية الناجم عن الحرب.
وفي العام الماضي، توقعت الأمم المتحدة أن يبلغ عدد القتلى 233 ألفاً بحلول عام 2020, و 60% من الضما حايا دون سن الخامسة.
تأخر المساعدة الإنسانية
في عام 2015, تعهدت السعودية بدفع مبلغ 274 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة لليمن، لكن التمويل الموعود تأخر لأشهر.
وفي عام 2017, حذرت منظمة إنقاذ الطفولة أنه نتيجة لتأخير الرياض في تقديم المساعدة لليمن، فقد مات الأطفال.
ومن جانبه, دعا مساعد الأمم المتحدة مارك لوكوك, في يوليو 2019, السعودية والإمارات إلى دفع “نسبة متواضعة” فقط من مئات الملايين من الدولارات التي تعهدوا بها في فبراير من ذلك العام, حيث تشير هذه التأخيرات إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية لا يهتم بالإنسانية؛ وبدلاً من ذلك، يستخدم حزم المساعدات كجزء من إستراتيجيته.
في المؤتمر ورد أن المانحين الدوليين جمعوا 1.35 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لليمن، لكنه لم يصل إلى هدف الأمم المتحدة البالغ 2.4 مليار دولار اللازم لتنفيذ اكبر أكبر عملية إنقاذ مساعدة في العالم من المساعدات الرئيسية.
قال الباحث والمحلل اليمني إبراهيم جلال لـ “ميدل إيست آي “ينبع جزء من النقص في التمويل من تزايد انعدام الثقة في وكالات الأمم المتحدة العاملة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بسبب استخدامها في المساعدة لتوفير الأسلحة وانعدام الشفافية والمساءلة؛ كما وأصبحت البلدان تتطلع إلى نفسها، وبالتالي تعيد توجيه الموارد لمواجهة تحديات كوفيد -١٩، وبالتأكيد تزايد القطيعة والمنافسة في المنطقة”.
يتحمل الحوثيون بعض المسؤولية عن الوضع الحالي الذي يعيشه البلد، مع اندلاع الاشتباكات بينهم والحكومة اليمنية, لكن الأزمة لم تصل إلى مستويات غير مسبوقة إلا بعد تدخل الرياض.
الناس يموتون
بعض الحكومات الغربية – بما في ذلك الولايات المتحدة التي تبيع الأسلحة للتحالف – تشارك أيضاً في المسؤولية، لأنها فشلت في اتخاذ موقف حازم مع السعودية بشأن إنهاء الحرب, ومن خلال دعم الرياض بدون شروط، تتعارض هذه الحكومات مع القيم والمبادئ التي تدعي أنها تمثلها.
اليوم، سئم الشعب اليمني من الكلام, ووسط تفشي فيروس كورونا، يحتاجون إلى رؤية تعاون حقيقي والعمل على الأرض لمنع الوضع من التدهور.
وأضاف إبراهيم جلال بقوله أن التسوية التي يتم التفاوض عليها سياسياً مهمة والطريق إليها غير مستقرة.. مشيراً إلى الحاجة إلى استراتيجية رعاية صحية شاملة لمعالجة الانتشار السريع لفيروس كورونا, الناس يموتون ونحن نتكلم, هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير صحية عاجلة وذات مصداقية.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.