السياسية- تقرير:
بعد أن فشلت من النيل من الدولة السورية عسكريا بفعل ثبات شعبها وجيشها ومقاومتها تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيق ذلك عبر الإرهاب الإقتصادي وذلك بتشديد الإجراءات القسرية من خلال ما يسمى ب ” قانون قيصر “الذي سيدخل حيز التنفيذ في الـ17 من الشهر الجاري .
و ما يسمى ب “قانون قيصر ” الذي يسعى لحرمان الشعب السوري من غذائه ودوائه تم التوقيع عليه في 20 يناير 2019 ، من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزعم حماية المدنيين في سورية، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى عميل سوري للاستخبارات الأمريكية ملقب بقيصر الذي تم استقدامه إلى الكونغرس عام 2014 و بجعبته العشرات من مقاطع الفيديو المفبركة لانتزاع تنازلات من روسيا في المفاوضات الدولية بشأن سورية.
ويأتي قانون ” قيصر” الأمريكي بعد يقين واشنطن بإفلاسها العسكري وعجزها عن تحقيق ما وتوهمت بإنجازه عبر العدوان والإرهاب، لذا تحاول أن تمني نفسها بتحقيق مكاسب وأوهام لم تستطع تحقيقها منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، من خلال تطبيق هذا القانون الجائر الذي يستهدف بالمرتبة الأولى لقمة عيش المواطن السوري الذي عاني من ويلات الحرب المفتعلة أميركيا وأوروبيا وتركيا وصهيونيا وبدعم من أنظمة خليجية مرتهنة .
فالإجراء الأميركي العدواني ليس بجديد إنما هو امتداد واستكمال للعقوبات الأميركية والأوروبية التي لم ولن تغير شيئاً من الواقع على الأرض، ولن تثني الجيش العربي السوري عن متابعة مهمّته في التصدي لكل محاولات أعداء سورية والقضاء على الإرهاب بجميع أشكاله ومسمّياته وطرد المستعمرين وعلى رأسهم المحتل الأميركي من الأرض السورية.
وهو ما أكدته الخارجية السورية حيث أدانت بشدة قيام الإدارة الأميركية بتشديد الإجراءات القسرية المفروضة علي سوريا عبر ما يسمى “قانون قيصر” مشددة أن الإرهاب الاقتصادي ما هو إلا الوجه الآخر للإرهاب الذي سفك دماء السوريين ودمر منجزاتهم.
وقال مصدر رسمي في الخارجية السورية إن ما يسمى قانون “قيصر” يستند إلى جملة من الأكاذيب والادعاءات المفبركة من قبل الأطراف المعادية للشعب السوري وذلك في سياق حربها المعلنة والتي استعملت فيها أقذر أنواع الأسلحة من الإرهاب والحصار الاقتصادي والضغط السياسي والتضليل الإعلامي.
وأضاف المصدر إن قيام الإدارة الأمريكية بفرض هذا القانون يعتبر انتهاكاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ويجعلها تتحمل مسؤولية أساسية عن معاناة السوريين في حياتهم ولقمة عيشهم وإن الإرهاب الاقتصادي ما هو إلا الوجه الآخر للإرهاب الذي سفك دماء السوريين ودمر المنجزات التي تحققت بعرقهم ودمائهم.
وتابع المصدر إنه في الوقت الذي يتوحد فيه العالم أجمع لمواجهة وباء كورونا ونتائجه وآثاره تستمر الإدارة الأمريكية التي تقمع شعبها لتكريس السياسات العنصرية في الداخل وتواصل نهج الهيمنة والغطرسة على الساحة الدولية بانتهاج سياساتها العدوانية المتمثلة في فرض الحصار على الشعوب وحرمانها من حقها في الحصول على ما يمكنها من مواجهة هذا الوباء الخطير.
وأكد المصدر أن سوريا التي تصدى شعبها وقواتها المسلحة الباسلة للإرهاب التكفيري وألحق الهزيمة بالمشروع المعادي ستتصدى بكل شموخ وبنفس العزيمة لهذا القرار الأميركي الجائر كما إن تضافر جهود السوريين لحماية الاقتصاد الوطني كفيل بإفشال مفاعيل هذا الإجراء والحد من آثاره.
بدورهم مراقبون أكدوا إن ما يسمى قانون قيصر يفتقد للأسس القانونية والإنسانية ويجسد مبدأ التدخل في شؤون الدول الأخرى ..منوهين أن أميركا ودولا أوروبية تفرض هذه الإجراءات القسرية خدمة للمشروع الصهيوأميركي في المنطقة خلافا لكل القواعد والأعراف الدولية.
وأوضحوا أن الولايات المتحدة والغرب يحاولون عرقلة العملية السياسية في سورية وحركة إعادة الإعمار والبناء فيها باعتمادهم الطرق غير الشرعية وغير القانونية والمتمثلة بالإجراءات أحادية الجانب.
و من وجهة نظر باحثون متخصصون في الشؤون الدولية فإن إطالة أمد الأزمة في سورية هي أكثر شيء باتت تراهن عليها أميركا الآن، لتمنح لنفسها الوقت الكافي لتمرير “صفقة القرن” المشؤومة، والكيان الصهيوني يشاركها في تنفيذ هذا الهدف من خلال اعتداءاته المتواصلة، تماماً .
وبحسب الباحثون فإن قانون قيصر يستهدف الضغط على سوريا وحلفاءها والشعب السوري خصوصا كما يستهدف تعطيل خطة اعادة اعمار سوريا وعزلها عن محيطها الطبيعي لان دور سوريا القومي هو دور متميز وهي عقدة التوازنات في المنطقة.
واكد الباحثون ان سوريا وحلف المقاومة استطاع ان يحقق انتصارات جلية ضد الارهاب في سوريا بالاضافة الى تحقيق تطور هام على المستوى الاقتصادي فهناك علاقات اقتصادية قوية تربط سوريا بايران وروسيا والصين ولبنان والعراق كما ان سوريا تعد بوابة طريق الحرير .
واشاروا الى ان هدف امريكا من الضغط على سوريا وحلفائها هو تحقيق بعض مصالحها التي تتقاطع مع مصالح الكيان الاسرائيلي . مبينين ان تلك الضغوط التي تمارسها واشنطن تريد ان تبعث من خلالها برسالة ان اي تسوية مقبلة في سوريا لن تتم الا اذا اخذ بعين الاعتبار المصالح الامريكية في المنطقة وعلى رأس هذه المصالح امن وبقاء الكيان الصهيوني وان تجبر سوريا بالجلوس على طاولة المفاوضات للتفاوض على الجولان المحتل وصفقة ترامب .لذلك فان الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة هي للتذكير دائما ان العامل الاسرائيلي يجب ان يكون موجود في اي تسوية مستقبلية.
وفيما اعتبر آخرون ان قانون قيصر لن يؤثر بشكل كبير على مؤسسات الدولة ولكنه سيؤثر بشكل اكبر على الشعب ويؤثر على وضعه المعيشي . رد اخرون بان هذا الحصار ليس بجديد فمنذ اكثر من 9 سنوات ويمارس على سوريا حصار خانق واكدوا ان هذا القانون يعد ذروة الحرب الارهابية الاقتصادية العسكرية الامريكية على البلاد ومن ثم سيبدأ بالهبوط تتدريجيا وسيتمكن الشعب من التغلب على اثاره.
واضافوا ان سوريا وحلفائها تربطهم علاقات اقتصادية قوية كما انهم يعتمدون على استخدام العملات المحلية فيما بينهم وان سوريا ومنذ بداية الحرب على الارهاب وهي تتجه شرقا نحو ايران وروسيا والصين كما انها تمكنت من خلال اجراءات الحصار من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات عدة وبذلك يمكن ان يكون الحصار فرصة اكبر منه عقبة واكدوا ان سوريا التي صمدت سنوات الحرب لن تخضع الان وهي منتصرة.
سبأ