القدس العالمي .. بين جائحتي كورونا والتطبيع العربي الصهيوني
السياسية: هناء السقاف:
في وقت لم تعد تخفي فيه عدد من دول الخليج والعربية بعلاقات مع “تل أبيب” بل أن معظمها أصبح يسعى بشكل حثيث للابحار نحو التطبيع العلني.. يطل علينا “يوم القدس العالمي” في اخر جمعة من أيام الشهر الفضيل.
ولاول مرة تمنتع الحشود اليمنية والعربية من الخروج في هذا اليوم والتجمهر للاحتفاء به وذلك من باب الإجراءات الاحترازية مع تفشي وباء كورونا.. ولكن سيتم الاحتفاء بها عبر الاجواء الافتراضية وتعليق اللافتات ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي وغير ذلك.
والشعب اليمني في ظل العدوان لا ينسى قضيته المركزية وهي تحرير الاقصى والاراضي الفلسطينة من الاحتلال الصهيوني حتى في صناعته للصواريخ والتي اطلق على احداها باسم “قدس1” مما يقضي مضجع الكيان المحتل ومن يواليه.
وسيطل قائدي المقاومة العربية السيد حسن نصر الله والسيد عبدالملك الحوثي في خطابين منفصلين باوقات مختلفه لمشاركة الشعوب المناصرة لفلسطين بهذه المناسبة.
وفي قطاع غزة تجري التحضيرات على قدم وساق لإحياء يوم القدس العالمي في ظل جائحة كورونا، فيما أكدت الفصائل الفلسطينية على ضرورة احياء المناسبة بشكل فعال.
ورفع الفلسطينيون لافتات على المفترقات والشوارع في قطاع غزة للتأكيد على أن فلسطين قضية مركزية للأمة، في وقت تمنع قوات الاحتلال الصهيوني أهالي سكان القطاع من الوصول إلى القدس منذ الانتفاضة الاولى.
وفي ايران أعلنت اللجنة التنسيقية لهيئة التبليغات الإسلامية في ايران، إلغاء مراسم يوم القدس العالمي لهذا العام بسبب تفشي كورونا، مشيرة إلى أن المرشد الإيراني سيلقي كلمة خاصة بهذه المناسبة.،ويأتي الإعلان عن إلغاء مراسم إحياء يوم القدس بعد يوم واحد فقط من إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني إحياء اليوم داخل المساجد في 218 منطقة مصنفة على أنها بيضاء بالنسبة للإصابة بالفيروس، وذلك من دون الخروج إلى الشوارع..مضيفا إن الحرس الثوري سيكون مسؤولا عن تنظيم مسيرات في طهران عبر السيارات والدراجات النارية فقط، نظرا لأن العاصمة الإيرانية لاتزال عند الحالة الحمراء.
بدوره اعلن رئيس لجنة حقوق الانسان الاسلامية في بريطانيا مسعود شجرة عن اطلاق حملة “رفع راية فلسطين من اجل العدالة” في يوم القدس العالمي بدلا عن المسيرات التي قال انها سوف لن تقام هذا العام في لندن من اجل التزام التوصيات الصحية في ظل تفشي كورونا..مؤكدا اناكثر من 100 منظمة ومؤسسة ومركز اسلامي من مختلف الدول مثل اميركا وجنوب افريقيا والهند ونيوزيلندا وفنلندا وماليزيا واندونيسيا اعلنت استعدادها للمشاركة في هذه الحملة.
ونوه الى انه سيتم في الجمعة القادمة عقد اجتماع عبر الاجواء الافتراضية بمشاركة شخصيات رفيعة ومفكرين وناشطين مدنيين ويهود ومسيحيين من انحاء العالم لبحث ودراسة اهمية يوم القدس العالمي.
والى تطبيع حكام الشعوب العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني ترى قناة i24news الاسرائيلية ان خلافات العرب وحروبهم على امتداد العالم العربي شكّلت مدخلًا واسعًا لدخول “إسرائيل” التي استغلتها وما زالت من أجل تحقيق مصالحها:” ضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية وإنهاء القضية الفلسطينية، والانفتاح الاقتصادي على العالم العربي كمقدمة لانفتاح سياسي يُصبح فيه الكيان الصهيوني مقصدًا للعالم العربي” .
وبحسب القناة “شهدت السنوات الـ72 تحوّلات كبيرة في العلاقات، من رفض للاعتراف بها على قاعدة “لاءات” الخرطوم الثلاث، (لا سلام، لا اعتراف لا تفاوض مع “إسرائيل” قبل استعادة حق الشعب الفلسطيني)، إلى تطبيع عربي إسرائيلي علني وغير علني..مشيرة الى التطبيع السوداني الإسرائيلي مؤخرا وتحليق طائرة اسرائيلية في الاجواء السودانيه وزيارة نتنياهو الى سلطنة عمان ووشة البحرين وصفقة ترامب.
حتى على الصعيد الثقافي اجتاح التطبيع شاشتنا الصغيرة في منازلنا من خلال عرض أعمال درامية تتناول العلاقة مع إسرائيل أو عن تاريخ اليهود في منطقة الخليج، وهذه الأعمال هي المسلسل السعودي “مخرج7” ، والمسلسل الكويتي “أم هارون” وانتقد كُتّاب الترويج للتطبيع مع إسرائيل من خلال الدراما، بينما انتقد آخرون من يرفعون هذه “التهمة” في وجه مَن يتناولون تاريخ اليهود في المنطقة.
وقد اعتبر بعض الكُتّاب أن “المسلسل فيه إساءة متعمدة لمرحلة سياسية وحقبة هامة مرت بها المنطقة العربية وخاصة قضية فلسطين”.
الاحداث تأتي تباعا وتكشف المستور، ومع كل التطورات في كل الاصعدة لاتزال قضية فلسطين هي نبض الشارع العربي وان حاول الحكام التغافل عنها وطمسها إرضاءا لامريكا واسرائيل .. فهناك من يسلط نظره على الاقصى ويعتبره هدفه الاول متحركا صوب تحريره رغم الصعوبات التي تفرضها قوى الشر .