العشر الاوآخر من رمضان.. عبادة السحر ولحظة الفوز بالليلة المباركة
السياسية – عبدالخالق الهندي:
ينتظر المسلمون بفارغ الصبر العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك لما لها من أهمية روحانية فهي أحب الأيام إلى الله ويستجاب فيه الدعاء، ومن ثم يستعد المؤمن لاستقبال لياليها.
ويحرص كل فرد مسلم في هذه المعمورة على أن تضييع منه ليالي العشر الاواخر من شهر رمضان واستغلالها في العبادات.
وتبدأ ليالي العشر الأواخر من رمضان من ليلة الحادي والعشرين منه، وتنتهي بانتهاء الشهر الفضيل سواء أكان ناقصا (29 يوما) أو تاما (30 يوما)، فإن نقص الشهر فهي تسع ليال.
فضلها ومكانتها
العشر الأواخر من رمضان لها مزايا تفضلها على غيرها من ليالي العام، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها بالعبادة، وفيها ليلة القدر التي هي “خير من ألف شهر”.
كما كان عليه افضل الصلاة وأتم التسليم يخص العشر الأواخر باهتمام ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها من العبادة والحرص على فعل الخير.
فيستحب للمسلم أن يحقق في هذه العشر مفهوم العبودية لله عز وجل في حياته العامة والخاصة، وأن يركز على تزكية نفسه وإصلاح قلبه والتزود بالخيرات.
أعمال العشر
يقوم المسلم في العشر الأواخر من رمضان بعدة أعمال عبادية من أهمها:
تحري ليلة القدر:
فليلة القدر هي أعظم ليالي العام لقوله تعالى إنها “خير من ألف شهر”، ومن عظيم فضل العشر الأواخر من رمضان أنها فيها. فلو قُدر للمؤمن أن يصادف ليلة القدر متعبدا لله مخلصا له الدين، لكانت وحدها خيرا له من عبادة حياته كاملة.
الاعتكاف:
وهو عبادة من أجل الأعمال الصالحات المستحبة في العشر الأواخر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه “كان يعْتكف الْعشْر الأواخِر مِنْ رمضان حتّى توفّاهُ اللّهُ”، ولتعذره في هذا رمضان بسبب الإجراءات الوقائية من وباء “كورونا” بتعليق صلاة الجماعة والتجمعات مهما كان نوعها، والاعتكاف، فيمكن للمسلم أن يعوضه بقيام الليل في البيت إيمانا واحتسابا.
تلاوة القرآن:
فرمضان هو شهر القرآن والإكثار من قراءته بتدبر وخشوع، قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}، فينبغي استغلال أوقاته، لا سيما عشره الأخيرة بالتفرغ لمدارسته ومذاكرته. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدارسه جبريل عليه السلام القرآن في كل يوم من أيام رمضان.
الدعاء:
فالدعاء عبادة عظيمة يغفل عنها كثير من الناس، ويقول فيه عليه الصلاةُ والسلام: “إن في الليل لساعة لا يُوافقها رجلٌ مُسلم يسأل الله خيرا مِن أمرِ الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كلّ ليلة”، وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: أي الدعاء أسمع؟ قال: “جوفُ الليل الآخِر ودُبر الصلواتِ المكتوباتِ.
اغتنام آخر ليلة من رمضان:
وهي ليلة من أعظم الليالي ففيها يغفر الله لعباده المؤمنين، ويعتق فيها رقاب من ارتضى عملهم، وهي ليلة الختم وليلة توزيع الجوائز.
الإنفاق في سبيل الله:
يستحب الإكثار من الصدقة في رمضان عامة وفي العشر الأواخر منه، خاصة في غير سرف ولا خيلاء، إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه “كان أجْود النّاسِ بِالْخيْرِ، وكان أجْود ما يكُونُ في رمضان”.