وفاة كيم اوعجزه صحيا قد يفرض سيناريو خطير يهدد مستقبل الدولة النووية
دول اقليمية وغربية تراقب الوضع السياسي للدولة النووية
تقرير/إيمان الصماط
تتجه انظار العالم الى كوريا الشمالية “الدولة النووية “لمعرفة ما إذا كان الزعيم كيم جونغ اون على قيد الحياة، أو ميتًا بسبب أنشطتها النووية وخروقها المستمرة لحقوق الإنسان .
و تكتسب صحة كيم اهتماما كبيرا على الصعيدين الإقليمي والعالمي بصفته القائد المطلق لبلد لديه برنامج للأسلحة النووية كثيراً ما هدد باستخدامها ضد جيرانه والولايات المتحدة.
وفي الايام الاخيرة تضاعفت الشائعات حول الحالة الصحية لزعيم كوريا الشمالية بعد اختفائه التام عن أهم يوم وطني في البلاد المعروف باسم “يوم الشمس” الموافق لعيد ميلاد جده مؤسس الدولة ، فعادة ما يتم الاحتفال بالمناسبة من خلال عرض عسكري ضخم واحتفالات عامة.
وتضاربت أنباء الرأي العام عن تدهور حالته بشكل خطير، وأنباء أخرى عن وفاته بعد أن أرسلت الصين أطباء إلى بيونغ يانغ للمساعدة في تحديد وعلاج حالته الصحية.
واكد مسؤول كبير بتلفزيون هونج كونج أن كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية توفي بالفعل .
من جانبها قالت نائبة مدير شبكة “HKSTV ” بهونج كونج إن زعيم كوريا الشمالية مات، مؤكدة أنها علمت ذلك من “مصدر قوي للغاية”، حسبما نقلت عنه مجلة “نيويورك بوست”.
كما تم مشاركة الخبر على تطبيق Weibo الصيني للتواصل الاجتماعي المستخدم على نطاق واسع في البلاد، حيث تم مشاركة الخبر بين 15 مليون متابع لدى المسؤول بتلفزيون هونج كونج.
وبحسب شبكة CNN الأمريكية، أفاد مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن الولايات المتحدة تراقب المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بأن الزعيم الكوري الشمالي في خطر شديد إثر خضوعه لعملية جراحية أفضت لوفاة كيم يونغ أون إكلينيكيًا (دماغيًا)، وفقًا لمسؤول أميركي على علم مباشر.
بينما نقلت شبكة NBC الإخبارية الأميركية، عن مصدرين آخرين، قولهما إن كيم يونغ أون البالغ من العمر 36 عامًا، والذي يعاني من زيادة مفرطة بالوزن في حالة حرجة جدًّا، وقد دخل في غيبوبة إثر عملية في القلب.
ونقلت مجلة “شوكان جينداي” اليابانية عن طبيب صيني تم إرساله إلى كوريا الشمالية للمساعدة في تشخص حالة كيم إن الزعيم الكوري أمسك بصدره فجأة وسقط أرضا خلال زيارة لمنطقة ريفية في وقت سابق من هذا الشهر، مضيفة أن الطبيب المرافق له قام بالإسعافات اللازمة ومحاولات انعاش القلب حيث تم نقله للمستشفى على الفور.
وأوضحت المجلة نقلا عن مصدرها أن الجراح الكوري المسؤول عن عملية كيم لم يكن معتادًا على التعامل مع المرضى الذين يعانون من السمنة وكان عصبيا للغاية أثناء العملية ، مما أدى إلى تأخيرات تركت كيم في “حالة إنباتية” وهي تعني أن الشخص قد يبدو مستيقظا ويفتح عينه من فترة لأخرى لكنه فاقد للإدراك، حيث يدخل في حالة من اللاوعي وفقدان الشعور بالنفس أو البيئة المحيطة من الممكن أن تستمر لشهر أو أكثر اذا كانت الحالة مستدامة.
- غياب متعمد :
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها “غياب” كيم الشكوك، ففي عام 2014، لم يظهر كيم علناً لستة أسابيع قبل أن يشاهد مجدداً متكئاً على عصاة.
وأكدت حينها الاستخبارات الكورية الجنوبية، بحسب وكالة يونهاب، أن الزعيم الكوري الشمالي خضع لعملية إزالة التهاب من كاحله.
كما تعيد هذه الأحداث مشهد 1986 عندما أعلنت أشهر صحيفة في كوريا الجنوبية مقتل جد كيم مؤسس كوريا الشمالية، كيم إيل سونغ، ثم سرعان ما أيد بيان عسكري كوري جنوبي هذه المعلومات، ولكن بعد ساعات، ظهر كيم إيل سونغ في مطار بيونغ يانغ لتحية وفد منغولي.
من جانبهم يرى بعض الخبراء أن كوريا الجنوبية وكذلك جيرانها الإقليميين وحليفتها واشنطن، يجب أن يبدأوا في الاستعداد لعدم الاستقرار الذي قد يحدث إذا ثبتت اشاعات وفاة كيم.
- مشاكل القلب وراثية :
مشاكل القلب عادة ما تهاجم عائلة كيم التي تحكم كوريا الشمالية على مدار سبعة عقود، فقد توفي كيم يونج إيل والد الزعيم الحالي، بنوبة قلبية في عام 2011.
- رئيس كوريا الشمالية أغرب زعيم في العالم :
أثارت أفعال زعيم كوريا الشمالية، كيم جون أون، جدلًا كبيرًا بسبب غرابتها التي جذبت انتباه العالم إليه، وكان آخرها إعدام وزير الدفاع بطلقات مدفع مضاد للطائرات؛ بسبب نومه أثناء إحدى العروض العسكرية.
كما أعدم أحد خصومه، وهو سانغ هون وزير الأمن العام، بقاذفة من اللهب، بسبب صلته القوية بعم الزعيم الكوري كيم جون، وأراد أيضًا التخلص من كل القيادات التي كانت مقربة من عمه الراحل وبلغ عددهم 200 قيادة.
- من سيخلف كيم بعد فاته :
وفي حال غياب كيم جونغ أون او عجزه صحيا سيمثل صدمة كبيرة لدى النخبة الكورية الشمالية، وربما يشكل أزمة سياسية لاختيار زعيم يخلف كيم.
وتحكم عائلة كيم البلاد منذ سبعة عقود عبر توريث السلطة إلى ذكور، إلا أن الزعيم الحالي البالغ من العمر 36 عاما، لم يسم خلفا له بعد بينما لا يزال أبناؤه صغارا، في حين يواجه الراشدون في العائلة عوائق محتملة.
الا ان الأنظار تتجه إلى كيم يو جونغ هي الشقيقة الصغرى للزعيم الحالي والابنة الصغرى للزعيم السابق كيم جونغ إيل من زوجته الثالثة الراقصة السابقة كو يونغ هوي باعتبارها أقوى امرأة في البلاد كما أنها عضو بارز في حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، وفقا لتقرير المصلحة الوطنية لعام 2019، وكانت تظهر إلى جوار الزعيم في زياراته الرسمية أو في المناسبات الوطنية .
و لفتت أنظار الإعلام بقوة العام الماضي عندما زارت كوريا الجنوبية ضمن الوفد الكوري الشمالي رفيع المستوى المشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لتصبح أول عضو من أسرة كيم الحاكمة تزور الجارة الجنوبية في تاريخ الكوريتين إلا أن التقارير ترجح عدم توليها الحكم، لان السياسة الكورية الشمالية ذكورية.
كما يعتبر “تشوي ريونغ هاي” عضو رئاسة المكتب السياسي أعلى هيئة لاتخاذ القرار في الحزب الحاكم، والنائب الأول لرئيس مجلس شؤون الدولة، أعلى هيئة حكومية في البلاد.
ونظرا لأن السلطات الكورية الشمالية تفرض عقوبات صارمة على نشر معلومات شخصية عن أي من أفراد الأسرة الحاكمة لذا فان جمع المعلومات الاستخباراتية والتحقق من صحتها أمراً صعباً للغاية لأنها من أكثر دول العالم سرية وتسيطر كوريا الشمالية بإحكام على أي معلومات تحيط بقائدها، الذي يُعامل تقريبًا كإله داخل البلاد.
وليس لدى كوريا الشمالية صحافة حرة، وغالباً ما تكون غائبة عندما يتعلق الأمر بقيادة البلاد. ويعتمد المحللون بشكل كبير على مسح إرساليات وسائل الإعلام الحكومية ومشاهدة مقاطع الفيديو الدعائية لأي مظهر من مظاهر الأدلة.