السياسية: هناء السقاف

قبل اعلان تحالف  العدوان بحربها على اليمن بما يسمى” عاصفة الحزم” كانت وزارة الخارجية التركية قبلها بشهر  قد اعلنت فى بيان رسمى لها، تعليق أعمال سفارة تركيا بصنعاء بسبب حالة عدم الاستقرار التى تشهدها اليمن منذ اندلاع الاشتباكات فى البلاد.

ومع انطلاق العملية العسكرية لم تتردد تركيا في إعلان دعمها الواضح لها ..معتبرة انها تهدف  لضمان حقوق الشّعب اليمني, والحفاظ على السلطة الشرعية, وإنقاذ البلاد من الصّراعات.

وعزز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الموقف حين طالب  إيران ومن وصفها بالجماعات الإرهابية بالانسحاب من اليمن.

ولكن  العلاقات الاقتصادية المتنامية بين تركيا وإيران لعبت دوراً مهماً بالموقف التركي، حيث خشيت أنقرة أن يضر أي موقف ضد طهران على حجم التبادل التجاري بينهما والذي وصل إلى أكثر من 16 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 30 مليار خلال السنوات المتتالية.

 

ولاعتبارات اقتصادية اخرى وكذلك سياسية وعسكرية اكدت انقرة بعد ذلك على أهمية البحث عن مخرج سلمي للأزمة في اليمن بدلاً من الحل العسكري.

وبعد خمس سنوات من العدوان تشير المعلومات  أن أنقرة وبعد أن تمكنت في ليبيا من التحرك العسكري بشكل معلن بعد توقيعها اتفاقية حماية مشتركة مع حكومة فايز السراج المقربة من الإخوان، فإنها تفكر بشكل جدي في تحقيق والوصول إلى نفس الهدف في اليمن.

ويؤكد مراقبون سياسيون للمشهد برمته أن اليمن سيشهد حراكاً تركياً مكثفاً خلال المرحلة المقبلة وأن الغطاء الإنساني والاقتصادي سيفتح المجال واسعاً أمام الأتراك لاغتنام حصة كبيرة في اليمن على حساب تقلص وانحسار النفوذ السعودي ولعل العامل الرئيسي الذي سيساعد في ذلك هو التحول اللافت في موازين القوى العسكرية بين التحالف السعودي وسلطات صنعاء وأنصار الله والهزائم العسكرية التي تتلقاها الرياض وحلفائها على أيدي القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، بالإضافة إلى استمرار الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها الرياض يومياً بسبب الحرب على اليمن وما يصاحب ذلك من سمعة سيئة للمنشآت الاقتصادية والاستثمارات الأجنبية في السعودية الآخذة في التقلص هي الأخرى.

وكانت صحيفة “العرب” الصادرة من لندن بتمويل إماراتي اتهمت  في وقت سابق عن نقل” الإخوان المسلمين “في اليمن لجزء كبير من قياداتهم السياسية والإعلامية إلى تركيا استعدادا كما يبدو لمواجهة قادمة مع التحالف وتغيير في خارطة الاصطفافات السياسية في المشهد اليمني.، ” بحد تعبيرها

من جانبه قال جمال شلوف، رئيس ‏مؤسسة «سلفيوم» للدراسات والأبحاث في ليبيا حول  التحركات التركية باتجاه اليمن، قوله بأن «لدى العثمانية الجديدة التي يمثلها إردوغان حلم تقمص شخصية سليم الأول، حيث سعى إردوغان بأوهام حكمه إلى سوريا وليبيا، وها هو يتوجه إلى اليمن الآن»،

 

وذهب إلى أن الرئيس التركي «يحاول استغلال فقر السوريين، وإغراءهم بالأموال ليدفع بهم هذه المرة إلى اليمن بذات الأدوات «الإخوانية»، وعباءتهم التي تنتج الإرهابيين»..مؤكدا إن «إردوغان يبحث عبر هذا التنظيم عن «دور وموطئ قدم على البحر الأحمر، بما يمكنه من توسيع نفوذه في حوض غاز شرق المتوسط، عبر تسخير حزب الإصلاح اليمني لتحقيق طموحاته. لكن الوضع الراهن انتهى به في غرب ليبيا ودعم الميلشيات المسلحة فقط».

وكان علي البجيري عضو مجلس الشورى التابع لهادي  قد طالب قيادة حكومة هادي بتوقيع اتفاقية دفاع مشترك ومصالح مشتركة فورا مع تركيا، بحسب تغريدة له على تويتر، كما كشف في تغريدة أخرى عن لقاء ضم سياسيين يمنيين وأتراكا قال إنه تضمن طلبا يمنيا بتدخل تركيا في اليمن وتكوين تحالف مع قطر وسلطنة عمان لمواجهة “التحالف العربي“.

وقال البجيري في تغريدة ثالثة “التقى جماعة من الأكاديميين اليمنيين مع شخصيات هامة من قيادة حزب العدالة التركي في أنقرة وناقشوا معهم هموم اليمن وما تعانيه من مؤامرات وتكالب وما تعانيه القيادة اليمنية من ضغوط في الرياض، وأبدى الأشقاء الأتراك ترحيبهم الحار بالقيادة اليمنية واستعداد تركيا للوقوف مع اليمن”.

من جهته قال صالح الجبواني وزير نقل حكومة هادي إن تركيا عادت بقوة إلى الساحة العالمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.،وكتب الجبواني في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، من السياسيين الأتراك الكبار الذين يحبون اليمن“.

 

وأضاف الجبواني: “استقبلنا أقطاي في مكتبه وقت وصولنا أنقرة، ثم رافقنا في اللقاء ببقية القادة الأتراك.

في المقابل قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح إن تركيا تمثل نموذجاً للأطماع التوسعية في دول عدة من المنطقة ومنها اليمن، لافتًا إلى أنه من خلال أدواتها المتمثلة بجماعة الإخوان وما يرتبط بها من الجماعات الإرهابية تسعى أنقرة لإثارة الفوضى في اليمن.

وأشار صالح في تصريح لوكالة أنباء “هاوار” : إلى أن ما كشف عنه المتحدث باسم الحيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري مؤخرًا عن سعي تركيا بالتنسيق مع إخوان اليمن لنقل متطرفين خطرين من دول عدة وبرواتب مغرية إلى اليمن يؤكد مساعي تركيا لضرب أمن المنطقة..موضحا إلى أن تركيا تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في خليج عدن والبحر الأحمر، وتحديدا ممر باب المندب، وتحاول نقل وتهريب العناصر الإرهابية من دول عدة إلى اليمن.

 في غضون ذلك، ألمح الكاتب التركي إسماعيل ياشا، المقرّب من الرئيس  أردوغان،  إلى إمكان تدخل أنقرة عسكريًّا في اليمن، الأمر الذي اعتبره الكثيرين من المراقبين  تصعيدًا خطيرًا ضد السعودية.

وجاء ذلك ردًّا على تغريدة أنيس منصور، قال فيها: “اللهم انصر جندك وجيشك المحمدي أرنا بما تقر به أعيننا.. فإن تحقق الهدف في سوريا وليبيا فان اليمنيين يريدون تدخل تركي بتوقيف عبث وتدخلات الاحتلال السعودي الإماراتي“.

وعلق الكاتب التركي إسماعيل ياشا، على التغريدة قائلًا: “اليمنيون، يا أخي الكريم، يجب أن يشكلوا كيانًا يمثل الشعب اليمني وتطلعاته ليخاطب أنقرة.. في ليبيا هناك حكومة السراج، وفي سوريا الجيش الوطني السوري والحكومة المؤقتة.. من ندعم في اليمن؟“.

التحركات الاخيرة  لانقرة وما يدلي به مسؤولون أتراك من تصريحات في الشأن اليمني  بدعم من المرتزقة اليمنيين  يلوح بدور جديد في الافق  تسعى اليه تركيا بقيادة اردوغان بتدخل عسكري  مباشر تحت مسمى طلب شرعي من خونة اليمن ومرتزقته لتلعب مفس دور تحالف العدوان  او غير مباشر من خلال  دعمها لادواتها في الداخل شأنها شأن الامارات ..لتحقيق اهداف فشلت من قبلها تحالف دول العدوان وستفشل..

 تركيا كغيرها من دول العالم تدرك أهمية منطقتي خليج عدن والبحر الأحمر بالنسبة للأمن الإقليمي والدولي وكذا بالنسبة للأمن والاقتصاد العالميين ،لربما تعتقد تركيا ان الفرصة سانحة لها للسيطرة على اليمن المنهكه بعد حرب طويلة استنزفت البلد ا ومن شن العدوان عليها من دول التحالف ..فالجميع تعب من هذه المعركة وبالتالي ستصل تركيا في الوقت المناسب لاكل الكعكة كاملة