الــ”كورونا الأمريكي”..!
السياسية – مجيب حفظ الله :
لا نتحدث هنا مرض الكورونا الذي صار الشغل الشاغل للعالم بأسره.. بل نتحدث عن السياسات الأمريكية الخاطئة التي تشكل تهديداً على الشعوب أكثر من هذا الوباء الخطير..
فيما يحتاج الفلسطينيون إلى سلامٍ عادلٍ شامل يعيد لهم جزءاً من الأرض التي سلبها منهم اليهود على مدى أكثر من سبعين عاماً إذا بالأمريكان يخلعون على ربيبتهم اسرائيل مما لا يملكون ويعلن “دونالد ترامب” القدس عاصمةً لاسرائيل.. فأيهما أخطر على القضية الفلسطينية.. فيروس كورونا أم وباء السياسات الأمريكية المجرمة في المنطقة..
في الوقت الذي يحتاج فيه العراقيون لإعادة إعمار بلادهم التي دمرتها الحروب الأمريكية المتعاقبة بما في ذلك حرب التحالف الدولي المزيفة على تنظيم داعش إذا بالأمريكان يصرون على بقاء قواعدهم العسكرية في العراق والتي ليست أكثر من معامل لإعادة انتاج الفكر التخريبي ومصانع لانتاج الإرهاب بشتى صوره..
اليوم يخرج علينا مجرمو البيت الأبيض بآخر صرعاتهم لمواجهة انتشار الكورونا في المنطقة فيعلن البيت الأبيض عزمه على المضي في ايقاف المساعدات السنوية التي يقدمها لليمن على الرغم من التحذيرات شديدة اللهجة لمنظمات الإغاثة الانسانية التي ترى بأن ايقاف المساعدات في هذا التوقيت قد يكون ضربة كارثية لجهود مكافحة وصول الكورونا إلى بلادنا..
في ظل هذه الدعوات الانسانية يشذ البيت الأبيض كما هي عادة الأمريكان عن الخط الانساني.. وكعادتهم يتجاهل الأمريكان المساعي الدولية لمواجهة هذا الوباء الدولي القاتل ويمضوا في دروب اللا انسانية التي يسيرون فيها على الدوام..
فيما يتجه العالم لصياغة نوعٍ فريدٍ من العلاقات القائمة على التعاون المشترك لمواجهة “القاتل الجديد” المعروف بـ”الكورونا” إذا بالأمريكان يصرون على التغريد خارج هذا السرب الانساني بل ويعلنون أنهم سيسبحون عكس هذا التيار الانساني وسيمضون قدماً في خططٍ لا انسانية رسمتها لهم الاستخبارات ووزارة الحرب الأمريكيتين..
على هذا الصعيد كشفت صحيفة الـ”واشنطن بوست” عن عزم إدارة “ترامب” على المضي قدماً في خطط تقليص المساعدات الانسانية لبلادنا اعتباراً من يوم الجمعة الماضي”..
قذارةٌ لا يجاري الأمريكان فيها إلّا اليهود وبني سعود فعلى الرغم من أن بلادنا هي الدولة العربية الوحيدة التي لم يصل إليها هذا “القاتل المستجد” المعروف علمياً بـ”كوفيد تسعة عشر” إلّا أن فرض المزيد من الممارسات اللا انسانية وتقليص المعونات وتشديد الحصار يشير فقط إلى أن هؤلاء أخطر من الكورونا في لا انسانيتهم وانعدام أخلاقياتهم وإفلاس ضمائرهم..
فيما العالم كله يتحد لمواجهة هذه الجائحة العالمية تشذ واشنطن كعادتها وتصرح أنها ماضيةٌ قدماً في لا انسانيتها فذاك بحسب الأدبيات الأمريكية ليس من شأنها..
اللافت في هذه الحركة الأمريكية القذرة أن الولايات المتحدة في ذات اليوم الذي أعلنت فيه عزمها المضي قدماً في تقليص المساعدات الانسانية لليمن وجدت نفسها على رأس قائمة الدول المصابة بهذا “الفيروس القاتل” وتصدرت الولايات المتحدة القائمة العالمية لعدد الإصابات بهذا الوباء بــ”أكثر من مئة ألف” إصابة مرشحةٍ للزيادة بشكلٍ كبير..
تنقل الـ”واشنطن بوست” عن هيئات الإغاثة الدولية بأن خفض المساعدات الانسانية لليمن قد يكون كارثياً وسط مخاوف من تفشي الـ”كورونا” في البلاد التي تعصف بها الحرب التي هي من صنع الأمريكان وتخطيطهم وتسليحهم..
تعتقد الاستخبارات الأمريكية أن وصول هذا الجائحة إلى بلادنا يمكن أن يصبح سلاحاً آخر لضرب صمود هذا الشعب العظيم..
لا يهتم الأمريكان كثيراً بالنواحي الانسانية أو بسلامة الناس وإلّا فإن القنابل الهيدروجينية والفراغية وكل الأسلحة الأمريكية المجرمة التي تمد بها واشنطن الرياض وأبوظبي وأعوانهما هي أكثر خطورةً من الفيروسات والأوبئة..
إذن تمضي الحرب الأمريكية على بلادنا في طريقها المجرم القاتل دون الالتفات لأي اعتبارات انسانية أو أحداثٍ عالميةٍ طارئة.. وتستخدم فيها واشنطن أقذر الأساليب بما في ذلك الحصار المطبق ومحاولة تجويع هذا الشعب وتركيعه.
يتناسى هؤلاء بأننا حينما قررنا خوض معركة الصمود في وجه هذا العدوان وأدواته وداعميه إنما اخترنا الطريق الصعب نحو العزة والكرامة والصمود والذي لن نساوم فيه او عليه لأننا نعرف طريقنا جيداً ونعرف منتهاه بإذن الله.