عبد العزيز الحزي —-

بداية أريد أن أشير إلى الجهود التي تبذلها حكومة الانقاذ الوطني في اتجاه الإجراءات الاحترازية لمواجهة ظهور فيروس كورونا أو ما يعرف حاليا بمُتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، الذي ظهر في ديسمبر الماضي في الصين، ليصبح وباء عالميا ويعلن اليمن خلوه من هذا الوباء بتأكيدات منظمة الصحة العالمية، وهنا يجب أن نؤكد على أهمية استمرارية العمل من قبل المسؤولين في بلادنا والجهات المختصة في هذا الاتجاه وتضافر كل الجهود لمنع ظهور الفيروس في البلاد.

وكما يعلم الجميع فقد اتخذت دول العالم إجراءات احترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، ومجازا نستطيع القول أن هذا الفيروس الجديد “كيوفيد- 19” قد فرض حصارا شاملا على مختلف دول العالم ليغلق جميع المرافق الخدمية في مختلف الدول، وانتاب مختلف شعوب العالم الذعر والخوف والهلع من هذا الفيروس الجديد سريع الانتشار، ولقد فرضت دول العالم أجمع حجرا صحيا في جميع المرافق الحكومية والخاصة والساحات العامة وكل المرافق الخاصة والعامة، وأغلقت المطارات والموانىء والمنافذ الحدودية، وقامت السلطات في كل بلد من هذه البلدان التي تفشى فيها المرض أو لم يتفشى فيها وأعلن خلوها من “كورونا” بإغلاق المدارس والجامعات والمتاحف والصالات الرياضية وحتى المطاعم والمتنزهات، كما ألغيت المعارض والندوات والمنتديات وغيرها، ومنعت التجمعات لأكثر من مئة شخص وأقامت تلك السلطات المستشفيات الخاصة باستقبال حالات الإصابة بالفيروس الجديد، لكن هنا أريد أن نوه إلى هذا “الحصار المفروض على العالم من قبل فيروس كورونا” إن جازت المقارنة بالحصار الجائر الذي فرضته دول العدوان على اليمن، فما هي إلا أيام قليلة وتنقضي خمس سنوات من الحرب العبثية على اليمن ولا يزال هذا العدوان قائم والحصار الجائر البري والبحري والجوي ما يزال حتى اللحظة.

ونقول هنا أن العالم المحاصر حاليا بسبب كورونا ظل متفرجا على مأساة اليمن طوال الخمس سنوات من العدوان لا يعبأ بما يحدث أو يصير في بلادنا من مأساة كبيرة اعتبرتها المنظمات الدولية “الأسوأ” في العالم دون أن يحرك المجتمع الدولي أي شيء في اتجاه ايقاف العدوان ورفع الحصار والمأساة التي حلت باليمن جراء العدوان الذي تقوده السعودية وما تسبب في مقتل آلاف الأبرياء في مختلف المحافظات والتدمير والخراب الذي حل بالبلاد نتيجة قصف الطيران الحربي للبنى التحتية.. علاوة على نشر الرعب والخوف والهلع بين الأطفال والنساء، أليس ذلك شبيه بحصار واقتحام فيروس كورونا للعالم؟!

ومن هنا يجب أن يفهم المجتمع الدولي أن منطق القوة ضد أي بلد مسالم مخالفة للأديان السماوية والقوانين والأعراف الدولية، فمتى يحل الأمن والسلام وينتهي هذا العدوان على اليمن؟! ومتى سيستجيب المجتمع الدولي لدعوات إيقاف العدوان وهذه الرغبة الجامحة لدول العدوان لسلب ثروات وأرض اليمن؟! ومتى يتم البدء في إعادة الإعمار على كافة الصعد ؟! ومتى سيعرف هذا العالم أن المحتلون والغزاة دائما هم المهزومون وأن المنتصرون هم الشعوب الثائرة والحرة ؟!

وأخيرا أريد اذكر بما تنبأ به العالم العربي الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه في مقال له في خمسينيات القرن الماضي بأنه “لو أنتشر فيروس قاتل في العالم وأغلقت الدول حدودها وعزلت نفسها خوفا من الموت المتنقل، ستنقسم الأمم بالغالب إلى فئتين فئة تمتلك أدوات المعرفة تعمل ليلا ونهارا لاكتشاف العلاج والفئة الأخرى تنتظر مصيرها المحتوم، وقتها ستفهم المجتمعات أن العلم ليس أداة للترفيه بل وسيلة للنجاة”.