مجيب حفظ الله —-

تضاربت التقارير والمعلومات وتسريبات الاستخبارات الأمريكية والغربية حول دوافع محمد بن سلمان وراء الموجة الثانية من الاعتقالات الملكية التي طالت هذه المرة كبار أمراء الأسرة السعودية الحاكمة وأكثرهم تأثيراً.

لكن ما لم يختلف عليه هؤلاء هو أنها صبّت كلها في خانة واحدةٍ وإن تعددت التأويلات والتفسيرات لها.

أقصر الطرق إلى عرش أبيه هو الذي دفع بن سلمان للقيام بما يمكن وصفه بسلخ جلده الملكي المتمثل بأعمامه وأبناء عمومته وكبار أصحاب رؤوس المال السعودي المرتبطين مباشرةً بالديوان الملكي.

تحت غطاء محاربة فساد الأمراء وكبار رؤوس المال السعودي واستعادة أموال الشعب السعودي المنهوبة دشّن “بن سلمان” الموجة الأولى للاعتقالات الملكية التي استضافها فندق الـ”ريتز كارلتون”.

كان الهدف يومها معلناً لكن الضبابية احاطت هذه المرة بالأهداف الرئيسية لحملة اعتقالات بن سلمان التي طالت أهم رموز الأسرة السعودية الحاكمة.

من وول ستريت جورنال إلى نيويورك تايمز إلى بلومبيرج إلى الجارديان إلى الاسوشيتد برس إلى لوموند الفرنسية وغيرها من كبريات الصحف الأمريكية والغربية هناك اجماعٌ تامٌ بأنه مهما اختلفت السيناريوهات المحتملة لحملة اعتقالات بن سلمان الأخيرة لأعمامه وأبناء عمومته فإن الحقيقة أن الرغبة في الجلوس على كرسي العرش هو الدافع الأكيد لكل هذا السعار الـ”بن سلماني”.

سيناريو الانقلاب الوشيك كان الأكثر منطقية لتصديقه فيما يخص الأمران أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك الأصغر ومحمد بن نايف ولي العهد السابق لكن مقربين من الأميرين إضافة إلى مصادر في المخابرات العالمية أكدت أن هذا السيناريو لا وجود له على أرض الواقع إلا في رأس محمد بن سلمان ومستشاريه.

سيناريو آخر هو قلب الرأي العام السعودي إضافة إلى المزاج العام لدى أمراء الأسرة السعودية الحاكمة على بن سلمان بسبب انهيارات سوق النفط وارتباطها بسياسات بن سلمان الداخلية والإقليمية هو الذي دفع بالأخير لحملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت أهم الرموز الحالية للأسرة الحاكمة.

سيناريو ثالث يرى في الموجة الثانية من اعتقالات أمراء آل سعود خطوة استباقيةً من بن سلمان لخنق الأصوات المحتملة لمعارضة صعوده إلى كرسي الملك بدلاً عن أبيه.

وبعيداً عن مصير شقيق الملك المهم أحمد بن عبد العزيز وكذا ولي العهد السابق محمد بن نايف، فإن الأكيد بأن الهدف القادم لمحمد بن سلمان سيكون “أبوه الملك” الذي قلب المملكة رأساً على عقب فقط ليمهد لأبنه الطريق نحو العرش من بعده ولم يكن يدرك حينها أن هذا المراهق الذي تشبّع بالرغبة في الانفراد بالحكم والانقلاب على كل الأصدقاء والحلفاء لن يرتضي غير الكرسي الذي يجلس عليه سلمان بديلاً حتى وإن صار حكم المملكة كلها بيده.

بعبارة “كش ملك” عبرت مراكز الأبحاث الدولية وكبريات صحف العواصم الغربية عن باطن ما اراد بن سلمان أن يظهره للناس فالجميع يدرك بأن حالة الشبق المرضي للجلوس على عرش السعودية هو هدف بن سلمان الوحيد ولو كلفه الأمر التضحية بأبيه وأمه وكل أسرة آل سعود.