اليمنيون يجددون الولاء والبراء في ذكرى “يوم الولاية”
السياسية: صادق سريع
يحتفل المسلمون في بقاع الارض بالعيد الديني الثالث في الثامن من شهر ذي الحجة من كل عام ،ب”يوم الولاية”، وهو اليوم الذي أنزل الله فيه آية إكمال دينه، بقوله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ). “أية 3 – سورة المائدة”.
وأحيا اليمنيون يوم الخميس الفائت ، ذكرى يوم ولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، تحت شعار “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، بفعاليات جماهيرية في أكثر من 100 ساحة في عموم محافظات الجمهورية .
حشود “الولاية”
ورددت حشود الجماهير ، بحضور رسمي وشعبي كبيرين، الأهازيج والأناشيد المعبرة، ورفعت شعارات تجديد العهد وتولي من أمر الله بتوليهم والسير على نهجهم، وإعلان البراءة من أعداء الله والإسلام.
وأشار قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، إلى أهمية أحيا عظمة “يوم الولاية” وتجسيد مبدأ الولاية في الإسلام، التي تعد ضمانة لاستقامة مسيرة الدين ، وتحصين الأمة من الاختراق.
واعتبر السيد الحوثي في كلمة ألقاها بمناسبة أحياء ذكرى “يوم الولاية” الخميس الماضي، أن أكثر ما يكشف واقع المنافقين في مباينتهم لولاية الله، وما هو امتداد لها، هو موقفهم العدائي لأمير المؤمنين علي “عليه السلام” على مدى التاريخ .. وقال: “مبدأ الولاية تحتاجه الأمة الأسلامية في كل عصر، وليس فقط لمن خاطبهم الله والرسول (ص) في يوم الغدير”.
وفي المهرجان الذي أقيم ،يوم الخميس ال 8 من ذي الحجه 1444 ،الموافق 6 يونيو 2023، في التحرير بأمانة العاصمة صنعاء ، بارك عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، لأبناء اليمن الاحتفال العظيم .. وقال :” في هذا اليوم من أيام الله، نشهد فيه أن رسول الله (ص) ، بلغ الرسالة وأتم الحجة” .
وأضاف لوكالة الانباء اليمنية (سبأ):” أن هذا اليوم العظيم يؤكد أن رسول (ص) ، لم يترك هذه الأمة دون أن يحقق لها إمام يقود أمرها من بعده، وهو الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام” .
وأكد الحوثي ، أنه عندما تخلت الأمة عن مفهوم الولاية رأينا أعدائها يضعون من يتول أمر المسلمين في أفغانستان والعراق وغيرها، ورأينا ترامب في الأيام الأخيرة يقول وضعت الرجل الأول لأمريكا على قمة السلطة السعودية عندما رفع محمد بن سلمان”.
وأشار عضو السياسي الأعلى، إلى أن مفهوم الولاية في الإسلام تعني الرحمة بالشعوب وحبها، وبذل كل ما تملك من أجلها وخدمتها وتحقيق العدل، باعتبارها ولاية ممتددة لله تعالى وممتدة للنبي محمد (ص) الذي كان رحيم بالمؤمنين، مؤكدا حاجة الأمة للولاية التي تنطلق من الرحمة التي كان عليها رسول الله (ص) .
بدوره أكد عضو رابطة علماء اليمن، العلامة محمد مفتاح، أهمية هذه المناسبة الغالية على قلوب اليمنيين الذين كان لهم الحضور اللافت في هذا اليوم الذي ألقى فيه رسول الله (ص) على صحابته وحشد من المسلمين خطبة الغدير الشهيرة بعد حجة الوداع.
وقال مفتاح “ما أحوج الأمة الاسلامية في هذا الزمن وهي تواجه أعدائها وأعداء الدين الذين يعيثون في الأرض الفساد إلى تجسيد مبدأ ومعنى الولاية التي أرساها رسول الله (ص) في صحابته منذ فجر الاسلام”.
ماسر عظمة “يوم الولاية”؟
ولعظمة هذا اليوم ، بدأت الآية: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ).
بكلمة “اليوم” محلاة بأل التعريف “الألف واللام” ، للأشارة إلى أهمية وسر عظمته ، حيث روى عن أبو هريرة عن رسول الله (ص) أن صيامه يعدل عند الله عبادة ستين سنة .
ما الذي حدث في “يوم الولاية”؟
حدثت أحداث عظيمة، أولها أكمل الله فيه ديننا ، وأتم نعمته علينا ، ورضي لنا الإسلام دينا.. فأي يوم أنت يا يوم “الولاية” الذي أكتمل الاسلام فيك رسالته .
” يوم الولاية” ، اليوم الذي قال فيه النبي (ص) للمسلمين: “ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. فقال: من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، فنهض عمر بن الخطاب وقال: بخٍ بخٍ لك يا أبا الحسن أصبحت مولايَ ومولى كل مسلم ومسلمة”.
ما أهمية “يوم الولاية”؟
إن أهمية هذا اليوم من أهمية صاحبه، الذي سُئل عنه الخليل بن أحمد فقال: “ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفاها محبوه خوفاً ، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين” .
والذي قال فيه أحمد بن حنبل: “ما جاء في أحد من الصحابة من الفضائل ما جاء في علي بن أبي طالب”.
ما قصة “يوم الولاية”؟
عند عودة الرسول (ص) من حج الوداع من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة توقف في مكان يسمى “غدير خم” قرب الجحفة.. ويعرف الغدير في معجم اللغة ب “مياه الراكدة، قليلة العمق، يغادرها السَّيلُ”.
ولأن خطبة النبي (ص) وقعت في منطقة الغدير، فقد تم تسمية الاحتفال بهذا الحدث بعيد الغدير.
ماذا قال النبي (ص) في “يوم الولاية”؟
نزل النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام وأخذ بيد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ليرفعها عالياً حتى رأى الناس بياض ابطيهما، وهتف في حشود المسلمين :”ان الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، أنا أولى بهم من أنفسهم فمن ُكُنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه وأنصر من نصره، وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار”.
ما مسميات “يوم الولاية”؟
ُسميّ يوم الثامن من شهر ذي الحجة من كل عام، بيوم عيد الغدير والولاية، وسميّ في السماء يوم “العهد المعهود” وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود” .
كما سُميّ بأسماء آخرى ، مثل:” عید الله الاکبر ویوم وقوع الفرج ومرضاة الرحمن ومرغمة الشیطان ومنار الدین ویوم القیام ووضوح الحجج ودحر الشیطان ويوم الکرامة وإکمال الدین والزینة والعبادة وتمام املنعمة ویوم الصلاة والصيام والشکر وإطعام الطعام …الخ
تجديد الولاء والبراء
جدد اليمنيون في ذكرى “يوم الولاية” في ختام المهرجانات الجماهيرية ، العهد والولاء لله ولرسوله ولأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ولأئمة الهدى وإعلان البراءة من أعداء الله.