حرب اليمن.. والسباق الى البيت الابيض
السياسية: هناء السقاف
تحتد المنافسة بين المرشحين للفوز مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 المقرر اجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر والتي بموجبها سيختار الناخبون ناخبين رئاسيين، والذي بدورهم سيقومون بانتخاب رئيس جديد ونائب رئيس جديد من خلال الدائرة الانتخابية أو إعادة انتخاب المرشحين المنتهية ولايتهم.
وفيما يتنافس 17 من الحزب الديموقراطي لنيل ترشيح حزبهم، وهدفهم المشترك إخراج دونالد ترامب من البيت الأبيض، تأتي حرب اليمن كورقة يلعب بها المرشحون ضد الرئيس مهدديين البعض منهم بمعاقبة السعودية في اطار خلفية عدوانها على الشعب اليمني وتدميرها للبلاد.
وخلال العامين الماضيين ضغط الديمقراطيون بشكل كبير ضد إدارة ترامب؛ بسبب بيع السلاح للسعودية في حربها في اليمن، وزاد الضغط بعد قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وفي يوليو الماضي، أيد مجلس النواب الأمريكي قرارات تمنع بيع ذخيرة أسلحة موجهة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وأحالها إلى البيت الأبيض؛ في مقابل وعد الرئيس ترامب باستخدام حق النقض.
و ذكرت “واشنطن بوست” حينها أن الديمقراطيين وبعض الجمهوريين بمجلس الشيوخ يريدون الذهاب أبعد من ذلك، ويحبذون التنصيص كذلك على حظر بيع الأسلحة الهجومية للمملكة، وهي الخطوة التي يرون أنها ستبعث رسالة قوية بخصوص مدى انزعاج الولايات المتحدة من ممارسات العائلة الحاكمة، وكذا التخفيف من وطأة التداعيات السلبية للحرب التي تقودها باليمن، والتي خلفت كوارث إنسانية.
من جهته نشر موقع “ذي هيل” الأمريكي، الذي يتابع شؤون الكونغرس الأمريكي، تقريراً تحدث عن تغيّر مسار العلاقات الأمريكية السعودية في حال فوز أحد المرشحين الديمقراطيين بانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020..مشيرا إلى أن عدداً من المرشحين الديمقراطيين دعوا -خلال المناظرة التلفزيزنيى الأخيرة التي شارك عشرة مرشحين فيها- إلى إعادة النظر بطبيعة العلاقات الأمريكية السعودية، مذكّراً بكلام نائب الرئيس السابق، جو بايدن، حيث توعد بالتعاطي مع السعودية على أساس أنها دولة منبوذة.
ويقول المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز الذي يُعد أحد أبرز المنافسين المحتملين لمواجهة ترامب في الانتخابات “لسنوات أحببنا السعودية كحليف رائع، لكن المشكلة الوحيدة هي أن الناس الذين يديرون ذلك البلد قتلة سفاحون”..مضيفا خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أنه “بدلاً من أن نكون على علاقة ودية جداً مع الديكتاتور الملياردير محمد بن سلمان، يمكننا أن نجمع السعوديين والإيرانيين”.
ووصف ساندرز في المناظرة ما تمارسه السعودية بأنه “ديكتاتورية وحشية ..موضحا ما يجب أن نعرفه هو أن السعودية ليست حليفاً موثوقاً به، وعلينا إعادة التفكير في هوية حلفائنا حول العالم، والعمل مع الأمم المتحدة وعدم الاستمرار في دعم الديكتاتوريات الوحشة”.
وقد اتهم المرشح جو بايدن من جانبه السعودية بـ “قتل الأطفال والأبرياء”، ما يحتم “ملاحقتها”، قائلاً إن حكومة المملكة، تحظى بقيمة اجتماعية إيجابية قليلة جداً”.
ورداً على سؤال عن الطريقة التي يتعين على الولايات المتحدة الرد بها على حرب اليمن، وقضية مقتل خاشقجي، قال بايدن إنه كان سيمضي في تجميد المساعدات العسكرية إلى الرياض وجعل السعودية دولة منبوذة على الصعيد الدولي. مضيفا “كنت سأوضح بجلاء أننا لا نعتزم في الواقع بيع الأسلحة لهم، وننوي إجبارهم على دفع الثمن ونبذهم”.
من جهته قال المرشح كوري بوكر “عندما لم يتخذ الرئيس (دونالد ترامب) الموقف الذي كان ينبغي اتخاذه عند قتل وتقطيع صحفي العامل في إحدى الصحف الأمريكية؛ أرسل بذلك إشارة إلى جميع الديكتاتوريين في العالم بأن الأمر كان مقبولا”.
اما المرشح بيت بوتيجيج، فقد أعرب عن استمرار تمسكه بالعمل مع المملكة العربية السعودية لصالح الشعب الأميركي، ودعم إنهاء حرب اليمن.