المحرر السياسي ——

الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري مؤخراً في محافظتي إدلب وحلب تأتي تأكيداً علي قدرة هذا الجيش العملاق العسكرية والتي ظلت تبنى على مدي عقود من الزمن لمواجهة العدو الإسرائيلي، لكن ونتيجة لسلسلة من التآمرات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية والعربية اُجبر هذا الجيش على توجيه قدراته العسكرية لمحاربة الإرهاب بعد أن زج محور الشر بعشرات الالاف من الإرهابيين من مختلف بلدان العالم إلى المحافظات المدن والبلدات السورية، وقدموا لهم الأسلحة المتطورة وكافة أنواع الدعم العسكري لإسقاط النظام في سوريا.

كان لزاما علي الجيش العربي السوري أن يحول فوهات بنادقه ومدفعيته وصواريخه إلى الإرهابيين بعد أن كانت مصوبة باتجاهها الصحيح وهو الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل، عندما عرفت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية خطورة الجيش  العربي السوري علي ربيبتهم اسرائيل، عملوا على تدمير هذا الجيش من الداخل عبر مؤامرات ومنها استقدام شذاذ الافاق من مختلف أصقاع العالم وزودهم بالمال والسلاح.

وبعد مواجهات مكلفة وصعبة تمكن الجيش العربي السوري من دحر الإرهابيين من معظم الأراضي السورية ليبقي ريف حلب الشمالي والغربي ومحافظة إدلب تحت سيطرة الإرهابيين، وبعد سنوات من المعاناة لسكان عدد من الأحياء السكنية المحاذية لغرب وشمال حلب جراء القذائف التي كانت عصابات الإرهاب تطلقها عليها والتي وصل ضحاياها من المدنيين إلى أكثر من عشرة ألف بين شهيد وجريح، قرر الجيش العربي السوري تحرير الريف الغربي والشمالي لمدينة حلب من عصابات الحقد والكراهية المتسلحة بالإرهاب والدمار، وكان للجيش العربي السوري ما أراد فخاض معارك شرسة مع عصابات الإرهاب وتمكن من السيطرة علي غرب حلب وريفها الشمالي بعد معارك دامية، ولأول مرة منذ عام 2011، الأمر الذي أدى إلى تأمين المدينة من كافة المحاور بعد السيطرة على آخر معاقل الجماعات الإرهابية في المنطقة.

والآن مدينة وريفها آمنة وخالية من الإرهاب وعادت الحياة إلى ربوع المدينة وأحياءها الأمر الذي مكن مطار حلب الدولي من العودة للعمل بعد انقطاع دام أكثر من ثمان سنوات، وفتح الطريق الدولي حلب – إدلب – دمشق وتحرير العديد من المصانع والمعامل التي كانت العصابات الإرهابية تسيطر عليها في أطراف مدينة حلب، الأمر الذي سيفسح المجال أمام عودة الانتاج الصناعي الوطني وتحسين الوضع الاقتصادي باعتبار حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا.

كما أن تأمين محيط المدينة سيخلق جوا من الاستقرار وسيؤدي إلى عودة المعامل والمصانع إلى ما كانت عليه ولاسيما بعد فتح الطريق الدولي حلب دمشق أمام حركة النقل للبضائع والركاب.

تحرير ريف حلب الغربي والشمالي يعد بمثابة رسالة بالغة الأهمية بعث بها الجيش العربي السوري أظهرت للعالم أن الكلمة الأخيرة هي للجيش السوري، فما حصل في حلب هو عودة الحق إلى أصحابه عبر الملاحم البطولية التي سطرها جنوده في القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى حلب وما يمثله ذلك من إشراقة لفجر جديد لسوريا وانطلاقة لتحرير ما تبقي من الأراضي السورية من الإرهاب.