عبد العزيز الحزي

 

هكذا اختار الفلسطينيون قرارهم بأنفسهم دون تردد في وجه ترامب ونتنياهو ومن سار على نهجهم ،مؤكدين أن “القدس والقضية الفلسطينية ليستا للبيع ونرفض (صفقة القرن) بالمطلق” وذلك بالرغم من التهديدات والضغوط المكثفة التي لم يسلموا منها حتى من بعض إخوانهم العرب .

التأكيد الفلسطيني على أن “صفقة القرن” مرفوضة جملة وتفصيلاً جاء كصاعقة نزلت على العدو والصديق المتحالف معه، وذلك قبل وبعد الكشف عن الخطة المشؤمة ،وأعاد التأكيد الى الأذهان أن الشعب الفلسطيني الصامد لن يتخلى عن ثوابته الوطنية وحقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

 

هذه الصفقة المرفوضة فلسطينيا والتي لا تراعي إلا الإسرائيليين وتلغي قرارات الشرعية الدولية وتكرس شرعية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” وتسلب الحقوق الفلسطينية يجب أن تقابل بالرفض العربي والإسلامي ، لأنها لا تلبي أدنى حد من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته على خطوط الـ 4 من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية  .

ولقد بات لزاما علينا جميعا في هذه المرحلة الخطيرة من حياة الأمة أن نتصدى للمواقف الشاذة التي تقف إلى جانب الإدارة الأمريكية في مواقفها وفي كل الظروف مع العلم أنها تقف في الصف الإسرائيلي دائما وبصورة مستمرة ولا تراعي الحقوق العربية أو الإسلامية، فكيف ستراعي حقوق الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره والواقف وحيدا يواجه قرارات السفه الأمريكي؟!

إن خيار المقاومة ورفع السلاح أصبح حاضرا في نفوس أبناء الأمة، ناهيك عن الفلسطينيين الذين ذاقوا أصناف الويلات من قبل الاحتلال الإسرائيلي على مدى سبعين عاما .

 

الآن خيار المقاومة والكفاح المسلح  لتحرير الأرض من دنس المحتل الذي تجاوز بعدوانه كل القيم والأعراف الإنسانية أصبح واجبا وحاضرا في نفوس الفلسطينيين وأبناء الأمة من جديد، ولن يثني الفلسطينيين شىء عنه ولو تخلى الجميع عنهم فلن يتراجعوا قيد أنملة عن مبادئهم وقيمهم وعن قضيتهم العادلة، ولن يقبلوا أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الطرف الوحيد المتصرف في مصيرهم، كما لن يقبلوا بفرض أي حلول ناقصة تتنافى مع القرارات الدولية، وسيواصلون النضال حتى إنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

 

لقد جاءت ” صفقة القرن” أو ما تسمى بـ خطته السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتؤكد للفلسطينيين وأبناء الأمة العربية والشرفاء وأحرار العالم مجددا أن الأمريكيين ومعهم اذنابهم من العرب واليهود يريدون مقايضة الأرض بحلول غير عادله ،لكن الفلسطينيين أكدوا للعالم أجمع أنه لا حلول ولا تفاوض مع العدو المحتل طالما أختار الحلول الأحادية التي لا تقدم حلا منصفا للفلسطينيين أصحاب الأرض.

خطة ترامب “المشؤومة” هي بمثابة يوم أسود للقضية الفلسطينية يذكرنا بوعد بلفور وهي واحدة من هدايا ترامب المجانية للكيان الصهيوني الغاصب ، لكن هنا نؤكد للجميع أن فلسطين ستظل عربية وليست للبيع، وستسقط كل الصفقات الخاسرة ومنها صفقة أمريكا “صفقة القرن” وعرابيها”.

وهنا نستطيع أن نقول من جهة ثانية أن هذه الخطة (صفقة القرن) لا تضمن أمن العدو الإسرائيلي ايضا بل أنها تحمل في طياتها الدمار للعدو، وستكون سببا في نهايته أن شاء الله على عكس ما تكهن به ترامب من أنها تحمل مستقبلا مشرقا لإسرائيل في المنطقة.