المحرر السياسي :

نصبت نفسها شرطيا عالميا .. تضرب اينما تريد ترسل قواتها الى اي مكان في العالم ..توجه الاوامر بمقاطعة هذه الدولة او تلك .. تفرض الحصار على كل دولة لا توافقها الرأي والمواقف .. تصنف الدول وانظمتها بحسب مصالحها ومفاهيمها .. لا تعترف بأي قوانين ومعيارها في ذلك قوانينها الخاصة .. تلك هي الولايات المتحدة الامريكية الدولة التي تلوح بعصى القوة في كل قارات العالم ودولها بالخضوع والطاعة لها واتباع اوامرها منطق لا يمكن ان يسود الا في الغاب حيث صراع البقاء والبقاء للاقوى بين الحيوانات .

وهكذا الحال في مطلع الالفية الثالثة للميلاد امريكا تريد ان تحكم العالم وفرض سيطرتها عليه بمنطق القوة دونما اعتبار لقوانين دولية وما حصل في العالم مؤخرا من ثورات تكنولوجية جبارة وثورة في مجال المعلومات غيرت العالم والذي اصبح بموجب ذلك قرية كونية صغيرة .

لقد تضررت دول كثيرة من سياسة القوة التي تتبعها الولايات المتحدة الامريكية في مختلف البلدان والتي اصبحت هاجسا يؤرق العديد من الانظمة في العالم وما حصل مؤخرا في الشرق الاوسط وبالتحديد في المنطقة العربية خير دليل على تلك السياسة الرعناء لامريكا اليمن وسوريا والعراق وليبيا خير دليلا على ذلك تم تدمير البنية التحتية اليمنية وقتل عشرات الالاف من المواطنين اليمنيين بالسلاح الامريكي وبالتدخل المباشر وغير المباشر في الحرب الظالمة التي تشنها دول العدوان على اليمن والتي تتلقى الدعم اللا محدود من قبل امريكا في عدوانها على اليمن.

العالم كله شاهدا على ذلك والحال نفسه ينطبق على سوريا وتلك الهجمة الشرسة التي شنت عليها من قبل الدول الغربية بزعامة امريكا ومخلفته تلك الحرب من دمار واسع لكل البنية التحتية السورية وضحايا من البشر يقدر مئات الالاف وفي الجانب المقابل لسوريا كان العراق اكثر  الخاسرين من الهجمة الامريكية الشرسة فاقت ضحايا مدنيين وعسكريين المليون انسان والتدمير في الاراضي العراقية يفوق الوصف والخيال ولتكون النتيجة بعد وقف المعارك في العراق احتلال دائم من خلال قواعد عسكرية امريكية برية وجوية في الاراضي العراقية متخذه من ذلك منطلقا للهجمات على الدول المجاورة وهذا ما حدث مؤخرا بالقرب من مطار بغداد من غارة جوية ادت الى استشهاد قاسم سليماني قائد فيلق القدس وابو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي ورفاقهما في عمل ادق وصف له بالعربدة العسكرية الامريكية دون مراعاة للسيادة الوطنية العراقية والقوانين الدولية .

لم يعد هناك امان على المستوى الدولي بوجود الولايات المتحدة الامريكية واصبح الخوف يسيطر على الانظمة وقادة دول العالم يتجنبون اغضاب سيد البيت الابيض خوفا من بطشه وجبروته لكن وكما يقال ما بعد الكمال الا النقصان فهاهي الولايات المتحدة الامريكية بعد تربعها على سيادة العالم بدأت ملامح افول نجمها وهذا منطق التاريخ الذي يجب التسليم به فابستقرار سريع لاحداث التاريخ وحقبه المختلفة نرى ان امبراطوريات جبارة قد سادت في العديد من دول العالم في حقب تاريخية مختلفة وافل نجمها ودمرت واصبحت اثرا بعد عين واليوم يمكن القول ان العد التنازلي للامبراطورية الامريكية قد بدء والشواهد على ذلك كثيرة أكانت على المستوى الداخل الامريكي او على مستوى حلفائها الذين بدأوا يتذمرون من السياسة الامريكية واتساع موجة الكراهية لهذه الدولة في مختلف دول العالم وبروز تكتلات دولية عصرية جديدة على سبيل الماثل مجموعة بريكس وعودة روسيا كلاعب قوى في السياسة الدولية وبروز العملاق الصيني كقوة اقتصادية منافسة للقوى الاقتصادية الامريكية يمكن القول بكل تاكيد ان مسالة الافول الامريكي قد بدات فعلا .