هذه المرة وبعد أكثر من خمس سنوات من العدوان والحصار على اليمن لن نستنجد بالأمم المتحدة العاجزة عن فعل شيء لإيقاف العدوان الظالم ،ولن نستغيث بالمجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول العظمى التي لا يهمها إلا مصالحها ومكسبها للتدخل ومساندة المطالب العادلة بإيقاف هذه الحرب الجائرة (الحوت أو الغول) الذي يبتلع اليمن ارضا وإنسانا.

 

هكذا ادركنا نحن اليمنيون في هذه الأرض الطيبة التي احالها تحالف العدوان الى سجون كبيرة محاصرة برا وجوا وبحرا أن المجتمع الدولي مستغفلا عن ما يحدث في اليمن إذ إنه يتبع مصالح آنية تسيره، فيغض بصرة احيانا ويعمى عن الحقيقة ويزيف الوقائع رغم ادراكه لها احيانا أخرى، يساند الظلم ويعاون الظالم على ظلمه رغم معرفته أن اليمن منذ العام 2015 والذي تم فيه تشكيل تحالف من عدة دول بدعم من واشنطن ، يعيش مأساة إنسانية تقول الأمم المتحدة إنها غير مسبوقة في التاريخ الإنساني وفي تاريخ الحروب البشرية.

 

إلا ان المجتمع الدولي برمته لايهمه شأننا إلا في ما يتعارض مع مصلحه وهو يرى بأم عينيه حجم الغارات الجوية ومئات آلاف عمليات القصف البحري والبري وما تسببت فيه من دمار شامل للبنية التحتية في اليمن، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين الذين حولهم تحالف العدوان إلى أهداف مباشرة لعملياته الجوية والبحرية بشكل خاص.

 

فمنذ اللحظات الأولى لشن العدوان مساء ال26 من مارس 2015م يستهدف التحالف بغارته وقصفه المدنيين في الأسواق والطرقات والمساجد والقرى والمدن، الأمر الذي شكل صدمة في الضمير الإنساني.

 

ويتحدث الكثير من المنظمات والمراقبين ومسؤولي الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني المستقلة عن الخسائر البشرية المدنية والخسائر في البينة التحتية المدنية، وبحسب التقارير فقد شكل الأطفال القتلى والجرحى بالقصف المباشر أكثر من 25 % من إجمالي عدد الضحايا المدنيين.

 

كما تورد التقارير الحجم المهول للخسائر في المنشئات المدنية التي جرى استهدافها من قبل تحالف العدوان من مطارات، وموانىء،وشبكة مياه ،ومحطات مياه وكهرباء، وطريق وجسور، وشبكات ومحطات اتصال،ومبان حكومية من مدارس ومستشفيات، إضافة للمنشئات الاقتصادية على قائمة أهداف تحالف العدوان لتحقيق أهداف الحصار في وقت قصير حيث بلغ أجمالي المنشئات الاقتصادية المستهدفة ارقما تتعدى الخيال في القطاع الصناعي والتجاري من مصانع متنوعة، ومنشئات تجارية مختلفة، وأسواق ،ومزارع دواجن ومخازن أغذية، محطات وقود ،ووسائل نقل،وقوارب صيد وغيرها ناهيك عن أن هذه الأرقام التي تتصل بالضحايا المدنيين او الخسائر في البنية التحتية جراء الاستهداف المباشر لتحالف العدوان، تظل دون الرقم الحقيقي بضعف إلى ضعفين من الأرقام المعلنة لدى المجتمع الدولي وحتى الجانب الرسمي بسبب ظروف الحرب وضعف موازنة الدولة واحتلال جزء من الأراضي جراء الحصار لتنفيذ إحصاء دقيق، وإن إحصاءها بشكل دقيق يحتاج إلى وقف الحرب ورفع الحصار.

 

وتصف منظمات الأمم المتحدة بأن المأساة اليمنية نتيجة العدوان والحصار لم يتكشف بعد كل وجهها البشع.

 

لهذا كله فإننا كلنا في اليمن ابناء الشعب اليمني لا نستغيث ولا نستعين إلا بالله فهو معيننا وناصرنا عليه توكلنا وإلية أنبنا نمتثل لقول الله تعالى على لسان سيدنا يونس بن متى عليه السلام الذي ظل يسبّح الله تعالى، قائلاً: “لا إله إلّا أنت، سُبحانك إنّي كنت من الظّالمين”، ثمّ بعد ذلك أمر الله -تعالى- الحوت فقذف به على اليابسة، حتى نجا.