مجيب حفظ الله:

تعكس السياسة السعودية في استنساخ التحالفات الاقليمية المخاوف التي يعيشها النظام السعودي ممثلاً بولي عهده “محمد بن سلمان”.

لم يكن “مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن” هو التحالف رقم واحد الذي يسعى من خلاله “محمد بن سلمان لضمان ولاء الدول المحيطة بالسعودية خصوصاً مع تزايد اعداء المملكة جراء السياسات العدوانية التي تمارسها الرياض بحق دول المنطقة.

ويرى محللون سياسيون ان “التحالف الثماني” للدول المطلة على البحرين “العربي والاحمر” لا يحمل فكرةً جديدة ويعكس حالة من التخبط والهواجس التي تتلاعب بولي العهد السعودي..

وبهذا فان هذا التحالف الذي يحمل الرقم خمسة في قائمة التحالفات التي انشأها بن سلمان منذ توليه القيادة الفعلية في المملكة يؤكد ان الرياض تخشى من فقدان تأثيرها في المنطقة وخصوصاً في العالمين العربي والاسلامي.

وبرغم  ان مسلسل تكوين تحالفات اقليمية ــ يفترض بها ان تكون فاعلة لكنها ليست كذلك ــ بدأ منذ تقلد “محمد بن سلمان” حقيبة وزارة الدفاع والتي افتتح العمل فيها بحرب تدميرية استهدفت “بلادنا” الجارة الاقرب للرياض..

وبحسب تقريرٌ مطولٌ بموقع “الخليج أونلاين” ان التحالف الذي تقوده الرياض للعدوان على بلادنا ليس في حقيقته سوى تحالفٍ بين الرياض وابوظبي برعايةٍ امريكية.. ولا يمكن اعتباره تحالفاً اقليمياً واسعاً.

وهو ما يؤكد ان “التحالف العشري” كما اراد بن سلمان ان يطلق عليه لم يكن عشرياً على الاطلاق بل ان بعض الدول التي رفعت الرياض اعلامها ضمن الدول المكونة له صارت بعد فترة في خانة اعداء السعودية ودخلت الرياض معها في حرب حصارٍ اثبتت فشلها كما هو حاصلٌ مع “إمارة قطر” الجارة الصغرى للسعودية.

دولٌ اخرى ضمن هذا التحالف اعلنت رفضها لفكرته منذ اليوم الاول وقد اعلن البرلمان الباكستاني ان اسلام اباد ليست جزءًا من هذا التحالف بل شدد مجلس النواب الباكستاني انه ضد اثارة حربٍ طائفيةٍ في المنطقة قد تحرق نيرانها الاخضر واليابس ان هي امتدت لكل دول المنطقة..

ولان هذا التحالف الهش لم يكن موجوداً الا في رأس مجرم الحرب “محمد بن سلمان” فقد انفرطت حبات عقده بشكلٍ متوالي وانسحبت المغرب بصمتٍ من هذا التحالف الذي استمر في الهروب الى الامام وهاهي السنة الخامسة من هذه الحرب العبثية تقترب من طي آخر صفحاتها ولا يزال “بن سلمان” يرفض الاعتراف بفشله ليس في الحرب على بلادنا فحسب بل ايضا في ايجاد قاسمٍ مشترك وقضية حقيقة تجعل حلفاءه صامدين بجواره في تحالفاته التي لا يمل من تشكيلها الواحد تلو الآخر.. 

وفقاً لخبراء غربيين فإن فعالية أي تحالفٍ تكون مشروطة بوحدة الهدف والتوجهات والأولويات وهو ما تفتقده كل التحالفات التي سعى بن سلمان لتكوينها ما بين تحالفات تفككت وتعارضت مصالح واهداف مكوناتها كالتحالف الذي انشأته الرياض للحرب في اليمن وتحالفاتٍ لم تجد طريقها إلى النور كـ”الناتو العربي” الذي ولد ميتاً.. وبهذا يكون التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي وصفته وكالة “الأناضول التركية” تحالفٌ تشكل مع وقف التنفيذ.

تلجأ السعودية لتكوين تحالفات شكلية بعضها لا يتجاوز عمره الافتراضي بضع ساعاتٍ فقط هي ذلك الوقت الذي استغرقه المؤتمر الصحفي لإشهار هذا التحالف وبعدها تدخل تحالفات “بن سلمان” في سباتٍ عميق وقد لا يرى اجتماعها الثاني النور على الاطلاق كما هو حاصلٌ مع التحالف الذي اطلق عليه بن سلمان “التحالف العسكري الاسلامي لمحاربة الإرهاب”.

ما بين هواجس  ضعف التأثير السعودي في المنطقة ورهاب افول نجم ولي العهد السعودي الطامح لوراثة عرش ابيه تتوه الرياض عن طريق العودة للحضن العربي والإسلامي وتنخرط في تحالفات وهمية الحاجة اليها غير موجودةٍ إلا في رأس بن سلمان وحسب.