السياسية – خاص:

بعد تصاعد التوتر العسكري بين ايران والولايات المتحدة الامريكية على خلفية اغتيال القائد العسكري الكبير قاسم سليماني الجمعة الماضية بغارة امريكية، كشفت قطر عن اتصالات تجريها من شأنها التهدئة في المنطقة العربية.

وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تغريدى على حسابه في “تويتر”: نتابع عن كثبٍ مستجدات الأحداث في العراق و ما تمر به المنطقة من مرحلةٍ حاسمةٍ تتطلب تكاتف الجهود لا تناحرها، وتقديم الجماعة والتعددية لا الأحادية في إيجاد الحلول ومد جسور التواصل”.

وأضاف الوزير آل ثاني ” نسعى عبر سلسلة من الاتصالات للتشاور والتنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة للتهدئة وخفض التصعيد.

وتناقلت وكالات أنباء خبر سقوط قذيفتين صاروخيتين الليلة الماضي في محيط السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد.

وفجر الاربعاء وكأول رد فعلي وأولي من طهران تجاه عملية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بغارة أمريكية، أمطرت القوة الصاروخية الإيرانية قاعدة عين الأسد الجوية الامريكية في مدينة الأنبار العراقية أكبر قاعدة امريكية في الشرق الأوسط وقاعدة اخرى في مدينة اربيل بعشرات الصواريخ الباليستية.

ووفقا لوسائل إعلام ايرانية سقط بالضربات الصاروخية عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود الامريكيين في القاعدتين العسكريتين، وقالت الولايات المتحدة على لسان وزير دفاعها مارك إسبير، إن إيران أطلقت 16 صاروخا باليستيا على قواعد عسكرية في العراق من ثلاثة مواقع على الأقل، 12 منها أصابت هدفها، فيما نفى الرئيس دونالد ترامب وقوع أي إصابات بشرية.

وبرزت مخاوف كبيرة في المحيط الإقليمي والعربي والدولي من تصعيد العمل العسكري بين امريكا وإيران التي توعدت بالرد المزلزل والثأر لاغتيال اللواء قاسم سليماني، وانقسم الموقف الدولي ما بين المؤيد للرد الايراني والمعارض للعملية وفقا لمصالح تلك  الدول والعلاقات التي تربطها مع امريكا وإيران.

وتخشى بعض الدول العربية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة الامريكية من اندلاع حرب في المنطقة خوفا على مراكزها ومصالحها من تأثير الرد الإيراني الذي لن يتوقف الا بطرد امريكا من المنطقة العربية وفقا للرئيس الايراني حسن روحاني.

وعلى ما يبدو أن ايران لن تتوقف عن استهداف المصالح الامريكية في الشرق الأوسط وخصوصا في العراق حتى اقتلاع القواعد العسكرية الجاثمة على صدور البلدان العربية والتي تشكل خطرا كبيرا على الاسلام وعلى المقاومة العربية والإسلامية.

ويعتزم مجلس النواب الأمريكي اصدار قرار يحد من صلاحيات الرئيس ترامب في المجالات العسكرية وخصوصا مع ايران، وفقا لما اعلنته رئيس المجلس نانسي بيلوسي التي طالبت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، الإدارة الأميركية بوقف الممارسات الاستفزازية ضد الدول الأخرى .. مشيرة إلى أنه ليس بمقدور الولايات المتحدة والعالم تحمل تبعات حرب جديدة.

ومن المقرر أن يصوت البرلمان الامريكي خلال الساعات القادمة على مشروع قرار بشأن سلطات الحرب يستهدف الحد من تصرفات ترامب بخصوص إيران عقب إفادة قدمت للأعضاء لم تبدد القلق تجاه استراتيجية الإدارة وقراراتها.

وينتظر العالم بخوف وقلق ما ستسفر عنه الساعات المقبلة من تطورات العمليات العسكرية بين ايران والولايات المتحدة خصوصا مع اصرار المقاومة الاسلامية وتوعدها بالثأر لاغتيال سليماني الذي قدم خدمات عسكرية كبيرة ساهمت في صمودها طيلة الفترة الماضية بوجه الاعتداءات الامريكية والإسرائيلية في المنطقة العربية وبأدوات عربية.