إيران تنتقم لسليماني باستهداف قاعدتين للقوات الأمريكية في العراق
السياسية- تقرير:
أعلن الحرس الثوري الإيراني، صباح اليوم الأربعاء، تنفيذ ضربات صاروخية ضد أهم قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق.
وقال الحرس إن عملية استهداف قاعدة عين الأسد وقاعدة عسكرية أخرى في أربيل تمت بـ15 صاروخا باليستيا، ردا على قتل الولايات المتحدة الأمريكية للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، مقتل وإصابة 280 أمريكياً على الأقل في الضربة الصاروخية على قاعدة عين الاسد الأمريكية بمحافظة الأنبار العراقية.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن مصدر مطلع في استخبارات الحرس الثوري قوله: ” تم تحديد ما لا يقل عن 104 أهداف من أهداف الأمريكيين وحلفاؤهم في المنطقة، والتي سوف تتعرض للهجوم إذا ارتكب الأمريكيون مرة أخرى أي خطأ”.
وأوضح المصدر أن 80 جنديا امريكيا على الاقل قتلوا وحوالي 200 جرحوا في هذا الهجوم. إضافة إلى أضرار جسيمة لعدد من الطائرات بدون طيار والمروحيات والعديد من المعدات العسكرية.
وجاء الهجوم الصاروخي الإيراني بعدما توعّدت طهران بـ”الردّ” على ضربة أمريكية بطائرة مسيّرة اغتيال فيها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد العراقي أبو مهدي المهندس في بغداد الجمعة الماضي.
من جهتها أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان سقوط 22 صاروخاً في العراق، بعدما قصفت إيران بصواريخ بالستية فجراً قاعدتين عسكريتين يتمركز فيهما جنود أمريكيون.
خامنئي: الرد العسكري خطوة ضرورية
المرشد الإيراني السيد علي خامنئي اعتبر الرد العسكري خطوة مهمة وضرورية ولكن الأهم هو أن ينتهي الحضور العسكري الأميركي في المنطقة.
وأوضح المرشد الإيراني خلال لقائه حشودا من مدينة قم، إنّ الرد العسكري الذي تم كان مجرد صفعة وهو ليس بحجم الجريمة والرد الأساسي هو خروج القوات الأميركية من المنطقة.
ويأتي كلام خامنئي بعد ساعات من تبني حرس الثورة الإيرانية إطلاق عشرات الصواريخ “أرض أرض” على قاعدة عين الأسد في العراق.
وأشار خامنئي إلى أنّ “الأميركيين جلبوا معهم الفتن والدمار إلى المنطقة وأعاثوا بها فساداً أينما حلوا”.
ولفت خامنئي إلى أنهم “يريدون المفاوضات معنا مقدمة تمهيدية لبسط نفوذهم لكن خروجهم من المنطقة أمر لا بد منه”.
ظريف: إيران لا تسعى للتصعيد أو الحرب
بدوره أكد وزير الخارجية الايراني جواد ظريف أنّ عملية عين الأسد هي “صفعةٌ واحدةٌ” لأميركا والإنتقام هو إخراجها من المنطقة.
وقال ظريف أنّ إيران لا تسعى للتصعيد أو الحرب لكنّها ستدافع عن نفسها ضد أيّ عدوان.
وأكّد ظريف في تغريدة له أن بلاده لا تسعى للتصعيد أو الحرب لكنها ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان، موضحاً بلاده اتخذت تدابير متناسبة في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة.
وأشار وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف عقب اجتماع الحكومة أنّ عملية عين الأسد هي”صفعةٌ واحدةٌ” للولايات المتّحدة، مشدّداً على أنّ الإنتقام سيكون “إخراجها من المنطقة”.
ودعا ظريف أميركا إلى العودة لـ “رشدها لأنها ستتلقى ضرباتٍ أكثر إيلاماً” إن ردّت على العملية الإيرانية، مؤكّداً أنّ إيران ستعاود الرّد في هذه الحالة.
من جهته، قال مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين أشنا أن أي تحرك عسكري أميركي ضد إيران سيؤدي لحرب واسعة في كل المنطقة.
إلى ذلك أكد مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حميد رضا مقدم فر، على أن المعلومات الأولية تؤكد وقوع أضرار كبيرة في قاعدة “عين الأسد” رغم أن الأمريكيين يحاولون إخفاء الحقائق.
قاعدة عين الأسد
تقع عين الأسد في محافظة الأنبار قرب نهر الفرات كما تتسع لخمسة آلاف جندي.
بدأ بناء القاعدة عام 1980 بواسطة مجموعة شركات يوغسلافية واستغرق سبع سنوات حتى افتتحت بشكل رسمي عام 1987.
وتضم القاعدة عدة مبان عسكرية ومخازن محصنة وثكنات عسكرية وملاجئ محصنة للطائرات.
كذلك تحوي مرافق خدمية وترفيهية للجنود مثل المسابح الأولمبية وملاعب كرة قدم ودار عرض سينمائي ومسجد ومدرسة ومكتبة ومستشفى.
وتعرضت القاعدة للاحتلال إبان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 واستخدمها الأمريكيون كقاعدة جوية ومركز لنقل القوات والمؤن حتى ديسمبر – كانون الأول عام 2011 إلى أن تم إعادتها لسيطرة الجيش العراقي.
وبدأ تمركز أكثر من 300 جندي أمريكي بالقاعدة مرة أخرى عام 2014 ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وظلوا بها حتى الآن.