السياسية – المحرر السياسي :

يأتي الإفراج عن ستة من الأسرى السعوديين وتسليمهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وايصالهم إلى الطرف السعودي كبادرة حسن نية تضاف إلى سابقاتها والتي دائبت بلادنا على تقديمها لحل حلة ملف الأسرى .

يحمل هذا التسليم في طياته دلالات ومعاني إنسانية يعرفها الجميع هذه الدلالات تأتي من موقع القوة والقدرة على الفعل وتبني العمل الإنساني في حرب أكلت الأخضر واليابس ليصل ضررها إلى الأخلاق والقيم الإنسانية .. الأمر الذي يؤكد  إن هذا الموقف النبيل والإنساني لقياده بلادنا هو سلوك أنساني يحتكم إليه الشعب اليمني نابع من ارث حضاري ومخزون من الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية التي يفتقر إليها الجانب الأخر الذي يوصل عدوانه الهمجي وبصلا فه دون مراعاة لقيم وأخلاق ومبادئ إنسانية سامية.

ان الحرب اي حرب كانت وفي إي بقعه من العالم ليست كما نشاهد ونرى وجهها القبيح المتمثل في القتل والتدمير فحسب بل هي وجه خفي يتمثل في أخلاق الحرب نعم حتى الحرب في اي زمان ومكان لها أخلاقها وتتمثل في تجنب إيذاء المدنيين وقتل النساء والأطفال وقصف الإحياء السكنية وتدمير المرافق العامة والبنية التحتية ومعاملة الأسرى بالأخلاق بالقيم السامية وفقا للمعاهدات التابعة للأمم المتحدة المتعلقة بالأسرى والقاضية بحسن المعاملة لهم وتقديم الرعاية الكاملة وإحصائهم والتواصل مع وطنهم والإبلاغ عن وجودهم كأسرى حرب والدخول في مفاوضات تبادل بين طرفي الحرب .

لم يحصل على الإطلاق إن قدمه السعودية أو قامت بمبادرة لطلاق أسرى لأنها تفتقر إلى الجانب الإنساني والمبدئي في هذه المسائلة بينما القيادة اليمنية في صنعاء قامت وعلى فترات متلاحقة بأكثر من مبادرة إنسانية والعالم اجمع يشهد على ذلك وهذا يدل على الأخلاق الرفيعة التي تحكم القيادة اليمنية وعملهم المبدئي المتسم بتبني الجانب الإنساني.

الحرب ليست قتل وتدمير كما قلنا لكن وجهها الأخر يبرز وقت الشدة كخلاق عالية تفصح عن معدن المتحاربين وقيمهم وأخلاقهم ومبادئهم الإنسانية السامية .