النفط والغاز …الوجبات الاُولى على مائدة صفقة القرن في مطلع 2020
السياسية – خاص:
“صفقة القرن” طبخة سياسية ربما يتم تجهيزها الآن بطريقة الاكلات السريعة، روائحها المنبعثة تخبرنا بذلك، كما أن المحلات التي ستباع فيها قد أصبحت جاهزة .
النفط والغاز وجبات أولى تستعد اسرائيل والسعودية والإمارات ومصر؛ لتدشين صفقة القرن من خلالهما وتحت غطائهما، ففي منتصف الشهر الجاري كشفت وسائل إعلام عبرية عن مشاورات سعودية إسرائيلية ؛ لتصدير النفط السعودي عبر ميناء حيفا، وقالت صحيفة “Infos-Israel News” إن الرياض تجري حاليا مشاورات مع كيان العدو الإسرائيلي لتطوير خط غاز إلى أوروبا.
النفط اولاً:
وأوضحت الصحيفة أن الجانبين يتفاوضان لتطوير خط الغاز الممتد إلى مدينة إيلات لأجل تصدير النفط السعودي الذي سيصل إلى ميناء حيفا ومنه إلى أوروبا والغرب.
وأشارت إلى أن العلاقات بين السعودية و”إسرائيل” في تطور مستمر بعد أن شعر الجانبان بالقلق إزاء القدرة العسكرية لدى إيران وسط ضعف أمريكا في مواجهتها .
وقالت إن الرياض تواجهها تحديات الصورة المشوهة لقيادتها بعد إدانة ولي العهد محمد بن سلمان بقتل الصحفي جمال خاشقجي والانتهاكات الخطيرة في العدوان على اليمن وان الخيارات القليلة المتاحة للرياض مقترح السلام مع “إسرائيل ” التي ستجني منه السعودية فوائد كثيرة.
وأشارت إلى أن السعودية ترى أنها بحاجة ماسة لسلوك طريق أخرى لتصدير نفطها وهو السبب لافتتاح الرياض محادثات لتطوير خط أنابيب يصل السعودية بإيلات في” اسرائيل” على بعد 40 كم فقط من المملكة.
وأوضحت بأنه يمكن تطوير هذا الطريق كوسيلة بديلة لنقل النفط السعودي إلى ميناء حيفا العميق للتصدير إلى أوروبا والغرب.
وتابعت: “قد يفتح هذا الطريق عالماً جديداً من أسواق التصدير للسعودية، في الوقت الحالي، تتطلع المملكة إلى استيراد الغاز الطبيعي، لكن مع مرور الوقت يمكنها التحرك لتطوير احتياطاتها الخاصة من الغاز الطبيعي، والتي تعد أكبر خمس احتياطيات في العالم”.
الغاز ثانياً:
وعلى العكس في مجال الغاز فإن إسرائيل هي من ستقوم بالتصدير، وبذلك تصبح إسرائيل لأول مرة في تاريخها، مصدرا للطاقة وشريكا مهما في سوق الطاقة الإقليمي، حيث أعلنت متحدثة رسمية إسرائيلية في 17 ديسمبر 2019 موافقة الحكومة على تصدير الغاز من احتياطاتها البحرية إلى مصر، ووقع وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس التصاريح اللازمة للتصدير، وقالت وزارة الطاقة في بيان “تم منح الموافقة بعد استكمال جميع الإجراءات الرسمية لدراسة الموضوع”، بحسب صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن “تصدير الغاز إلى مصر من حقول لفيتيان وتمار يمثل أهم تعاون اقتصادي بين إسرائيل ومصر منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين”. وبحسب الوزير الإسرائيلي فإن الحجم الكبير للصفقة مع مصر سيجعل إسرائيل “شريكا مهما في الاقتصاد الإقليمي للطاقة”، وأضاف “ثورة الغاز الطبيعي ستدر دخلا كبيرا على الدولة وستخفض من تلوث الهواء”.
وأبرمت شركة “نوبل” ومقرها الولايات المتحدة وشركة “ديليك” الاسرائيلية العام الماضي صفقة بقيمة 15 مليار دولار مع شركة “دولفينوز “المصرية لمدة عشر سنوات لتزويد 64 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وأكدت متحدثة باسم شركة “ديليك” لوكالة فرانس برس، أنه من المتوقع أن يتم تشغيل حقل لفيتيان في غضون “أيام”، في حين سيبدأ التصدير إلى مصر في الأول من يناير2020.
وسبق لإسرائيل أن اشترت الغاز من مصر لكن التمديدات الأرضية في خط الأنابيب كانت هدفا من قبل الجهاديين في سيناء عامي 2011 و2012.
ويقدر احتياطي الغاز في حقل “تمار” الذي بدأ الإنتاج فيه عام 2013 بحوالي 238 مليار متر مكعب، في حين يحتوي حقل “لفيتيان” المكتشف عام 2010 على 535 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى 34 مليون برميل من المكثفات.
وإلى جانب مصر، بدأ الأردن شراء الغاز من حقل “تمار” قبل ثلاث سنوات.