أحمد يحيى الديلمي—-

بعض المواقف للأشخاص والكيانات والدول تستقر في الذاكرة لا تغادرها إطلاقاً لأنها تترجم عظمة من أطلقها وتعكس قوة ارتباطه بالدين وصدق انتمائه للوطن ، بالمقابل هناك مواقف سلبية تفرض نفسها على الذاكرة بالإكراه لأنها تعكس الانحطاط والتمرد على القيم وكل مألوف في حياة الناس وهذا هو محور حديثنا اليوم .

أولاً : مواقف العظمة

  • حسن نصر الله

شبه السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني ما يجري في الحديدة بملحمة كربلاء التاريخية حيث ردد العبارات المشهورة التي يرددها زوار الإمام الحسين عليه السلام من أتباع بعض الفرق الإسلامية حيث قال : يا ليتنا كنا معكم ، والعبارة تقول يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما ، أي أن السيد حسن نصر الله ببصيرته الثاقبة وعلمه المتأصل عرف جيداً طبيعة المؤامرة التي تحاك ضد اليمن ، والتي وصلت مخاطرها إلى مدينة الحديدة فاعتبر أن الدفاع عن هذه المدينة وعن الساحل الغربي لليمن مدخل للفوز والفلاح والظفر بالجنة كإثبات للشهادة الحقيقة التي تحدث عنها القرآن الكريم ووصفها بقوله تعالى ” أن الشهيد الذي يقاتل في سبيل إعلاء كلمة الله أو يكون في ميدان الدفاع عن أرضه وعرضه ودينه هو الذي يظفر بالحياة الأبدية في الدنيا والآخرة بل ويظل حياً حتى وإن تقطعت أشلاه وتمزق جسده ”

وهذا هو حال المجاهدين الأبطال في ميادين الفلاح في الساحل الغربي الذين لقنوا الأعداء أعظم الدروس وسطروا أروع البطولات ، فللسيد نصر الله آيات الشكر والامتنان والعرفان على مواقفه العظيمة وللشهداء من هؤلاء الأبطال الفلاح والفوز بالجنة إنشاء الله ، وللجرحى الشفاء العاجل .

ونقول لقرقاش : المعركة ما تزال مستمرة في حالة أشد مما كانت عليه وكلما فكر الأعداء الإيغال في أرض اليمن سيواجهون بصناديد الرجال وعليهم أن يدركوا أن أرض اليمن طاهرة لا تقبل الأقدام المدنسة ، وأن يعرفوا هذا جيداً وسواءً علّق الحرب على الوتد أم ربطها في عنقه فهي حرب بالنسبة لنا مقدسة ولعل السيد حسن نصر الله قد أصاب وأفلح حينما منحها نفس القدسية التي اكتسبتها ملحمة كربلاء التاريخية العظيمة .

  • محاضير محمد

للمرة الثانية أضطر إلى تصحيح أسم ذلك الرجل العظيم الأستاذ محاضير محمد رئيس وزراء ماليزيا ، فالاسم مشتق من بيت المحضار وهو جمع محضار كما قال لي بنفسه وهو يعني التبرك بالسادة إلى المحضار لأنهم من علموا الكثيرين في ماليزيا وأندنيوسيا الإسلام بأصوله ، وحينما سألته لماذا ينطق الاسم بمهاتير أجاب وهو يضحك : نحن في ماليزيا لنا لكنه لا نستطيع أن ننطق حرف الحاء فنقول هاء ، والعيب عليكم أنتم العرب لأنها لغتكم ويجب أن تتمسكوا بها ، وكما قلت هذا أسمي الحقيقي محاضير محمد ، كان ضروري التنوية إلى هذه المقدمة لكي يعرف الكثير الاسم الحقيقي لهذا الرجل مع انه تجاوز العقد الثامن من العمر إلا أنه لا يزال في قمة العطاء والتفكير السليم فحينما وجد أن مشروعه العظيم مشروع بناء ماليزيا بدأ ينهار وأن السعودية دخلت بثقلها بحجة بناء معاهد تابعة لجامعة محمد بن سعود، أدرك أن الخطر داهم ويقترب من ماليزيا ، على خلفية الزيارة التي قام بها العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى أندنوسيا وماليزيا ، وبدأ بتطبيق الفكرة والتمهيد لنقل الفكر الوهابي إ|لى هذه الدول وهو ما جعل محاضير بن محمد يشتد غيظاً ويقرر العودة إلى سدة الحكم من أبوابه الشرعية عن طريق الدخول في الانتخابات وبالفعل أعطاه الشعب الماليزي صوته وأعاده إلى مكانه الطبيعي وكان أفضل وأعظم قرار أقدم عليه هو الانسحاب مما يسمى بقوى التحالف التي تجمع دول الشر المتكالبة في العدوان على اليمن ، وأخيراً مثل إعلان وزير الدفاع الماليزي صاعقة كُبرى نزلت على رؤوس الأعداء ، وإنشاء الله تتواصل هذه الخطوات ويعرف العالم مدى مظلومية الشعب اليمني وصلافة وغرور وكبر الأعداء الذين يتربصون باليمن شراً وعلى رأسهم أبناء سعود وأبناء زايد .. والنصر قريب إنشاء الله لليمن ولليمنيين.

ثانياً : السلبية ( صوت المرأة عورة )

كما قلنا هذا النموذج يدخل الذاكرة بالإكراه لأنه يمثل اعتداء صارخ على القيم والأخلاق ، أكتفي بذكر نموذج حدث هذا الأسبوع على خلفية الشيله التي أطلقتها منار الشهري فتاة سعودية غردت بها فقامت الدنيا ولم تقعد ، توالت الانتقادات من كل حدب وصوب ، كم كنت أتمنى لو أن هذه الانتقادات وجهت إلى النص لأنه كان متدني ومدخل للتزلف وتملق الأمير السعودي الغر محمد بن سلمان ، لكن الانتقادات حاولت استحضار الموروث العقيم المعبر عن الانغلاق والتطرف الديني فقالوا أن صوت المرأة عوره وأنه محرم عليها القيام بمثل هذه الأعمال ، المشهد للآسف عكس حالة التفحش في المجتمع السعودي والتناقض الكبير بينما يدعيه بن سلمان من إصلاح وحالة الواقع الفعلي ، حقاً إنها مفارقة عجيبة!! تعري هذا النظام العميل وتؤكد أنه مضطر لاستمرار العدوان على اليمن والتدخل في شئون الدول العربية الأخرى كآخر رهان له يضمن به الاستمرار ويؤجل حالة الانفجار المرتقبة داخل السعودية ، وسيكون انفجار مروع إنشاء الله ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي سيصل إلى هذه النتيجة لأن السعودية على مشارف النهاية .. والله من وراء القصد ..