أنتل.. كيف تناقض الولايات المتحدة تبريرها الخاص بتسليح السعوديين في اليمن
بقلم: براينت هاريس
( موقع”المونيتور” باللغة الإنجليزية ترجمة: انيسة معيض-سبأ)
وصف مسؤول بارز في وزارة خارجية الحوثيين بأنهم مستقلون عن طهران, وذلك خلال مؤتمر صحفي قبل أيام، حيث يعتبر هذا التصريح بمثابة تحول مهم يقف في وجه سنوات من التبرير الأمريكي لدورها في الحرب في اليمن.
قال بريان هوك، منسق شؤون إيران في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين: “إن اقتراح الحوثيين الخاص بالحد من التصعيد والذي لاقى استجابة من السعوديين, دل على أن إيران لا تتحدث بوضوح عن الحوثيين، ولا لمصلحة الشعب اليمني اصلا, فهي تحاول إطالة أمد الحرب الأهلية في اليمن لإظهار القوة”.
فمنذ عام 2015, استخدمت كل من إداراتي باراك أوباما ودونالد ترامب – بالإضافة إلى تحالف من الحزبين في الكونغرس – دعم طهران للحوثيين لتبرير الدعم المستمر للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن, بالرغم من سقوط قتلى في اوساط المدنيين, حيث سعى المدافعون عن التحالف إلى تصوير الحوثيين على أنهم وكلاء مباشرون لإيران، وليسوا فاعلين مستقلين.
أصر السيناتور جون ماكين، عن ولاية أريزونا والذي كان أنذاك رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أثناء مناقشة في سبتمبر 2016 حول مبيعات الأسلحة إلى الرياض “إن الحوثيين، هم الذراع الأيمن لإيران في اليمن حيث تقوم بهجوم على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية”, فقد نفذت مئات الغارات عبر الحدود إلى السعودية وأطلقت العديد من الصواريخ الى عمق الأراضي السعودية, فهذا العدوان يغذيه الإيرانيون, في حين أن هذا التحرك في عملية بيع الأسلحة للسعودية يعد خرقاً لمعاهدة حظر بيع الاسلحة مادة 27-71.
قام العديد من المشرعين الآخرين، بمن فيهم أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب آنذاك، إيلينا روس ليتينين، والسيناتور روبيو عن ولاية فلوريدا، والنائب ستيف شابوت، عن ولاية أوهايو، بتقديم ادعاءات مماثلة في ذلك الوقت.
في الآونة الأخيرة، كتب هوك مقالًا في صحيفة وول ستريت جورنال يؤكد فيه أن دعم إيران للحوثيين يسمح لها “بشكل فاعل [بتوسيع] حدودها” واتهم وسائل الإعلام الإخبارية بعدم القيام “بما يجب للإخبار عن دور إيران في تكثيف وإطالة أمد الحرب في اليمن.
استخدم الرئيس ترامب دعم طهران للحوثيين باعتباره الجزء الأكبر من المبررات في محاولة لتجاوز الكونغرس بشأن مبيعات الأسلحة إلى الرياض, واتهم التبرير إيران بتوجيه “هجمات متكررة على البنية التحتية المدنية والعسكرية على الأراضي السعودية الإماراتية”.
وفي رسائل متنوعة: يصر الدبلوماسيون الأمريكيون السابقون على أن استقلال الحوثيين عن إيران كان معروفاً.
قال جيرالد فايرشتاين ، الذي شغل سفير الولايات المتحدة لدى اليمن منذ سبتمبر 2010 حتى 2013 ، لـموقع “المونيتور”: “انظر ، لقد قلنا طوال الوقت أن الحوثيين يسعون لتحقيق أهدافهم”. وحقيقة أنهم يتعاونون مع الإيرانيين، والإيرانيين يساعدون الحوثيين لأنهم يرون مصلحتهم في استخدام الحوثيين كورقة ضغط على المملكة العربية السعودية ، كل هذا صحيح. لكن الحوثيين لم يكونوا في أي وقت وكلاء أو عملاء لإيران. كما أنهم لم يتبعوا توجيهات القيادة الإيرانية”.
ما هو التالي, يشير تأكيد هوك الجديد على الخلاف الاستراتيجي المفترض بين إيران والحوثيين إلى أن إدارة الرئيس ترامب من المرجح أن تفعل المزيد لدفع التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية للتوصل الى الحل للحرب الدموية من خلال مفاوضات السلام أكثر مما سبق, كما يمكن أن يبذل المزيد من الجهود باستمرار في الكابيتول هيل لمنع مبيعات الأسلحة للرياض, وهي التشريعات التي استخدم ضدها ترامب الفيتو بشكل متكرر.
*براينت هاريس: مراسل الكونغرس في المونيتور, وكان سابقًا مساعد مراسل البيت الأبيض لصحيفة يوميوري شيمبون، أكبر صحيفة في اليابان.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.