السياسية :وكالات :

 

تقرير لجنة الإنقاذ الدولية يقول إن حرب اليمن اذا استمرت فستكلف المجتمع الدولي ما يصل إلى 29 مليار دولار.

 

بقلم: بورزو دراغي

 

( صحيفة”الاندبندنت”,البريطانية- ترجمة: انيسة معيض- سبأ)

 

حتى لو كانت الحرب التي دامت خمس سنوات في اليمن قد انتهت اليوم، فإن الأمر سيستغرق عقدين من الزمان حتى يصل أطفال البلد الفقير إلى مستوى أقل من سوء التغذية الذي عانوه قبل النزاع، تقرير لجنة الإنقاذ الدولية .

 

وبدون وقف فوري لإطلاق النار، قد تكلف الحرب المجتمع الدولي 29 مليار دولار إضافية (22 مليار جنيه إسترليني) في الموارد، وفقاً للتقرير الذي حمل عنوان الحرب دمرت احلامنا.

 

يقول التقرير المكون من 20 صفحة: ” اصبحت اليمن الآن موطن لأكبر عدد من السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم”.

 

الوضع يزداد سوءا, فقبل عام واحد فقط، تم الإعلان عن انتشار المجاعة في أجزاء معينة من البلد, والآن، يواجه 80 % من سكان البلد البالغ عددهم 24 مليون نسمة نقصاً حاداً في الغذاء وهم على شفا المجاعة, حيث أن الأطفال يعانون أكثر من غيرهم.

 

قال فرانك مكمانوس، مدير لجنة الانقاذ الدولية في اليمن، متحدثاً في مقابلة عبر الهاتف من العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيين، “هذا يعني أن كل طفل تعرض لسرقة تلك الفرص التي كانت ستتاح له”, واضاف: “ان سوء التغذية ليس شيئاً يمكنك التعافي منه”, “سوف  يؤدي الى قصر القامة, كما يحد من فرصك, فسوء التغذية سوف يؤثر على كيفية تطويرك, ناهيك عن أن هذا سوف يحد أيضا من تطور الأمة”.

 

بدأت حرب اليمن كصراع بين الحوثيين القاطنون في المناطق الشمالية وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

 

لكنها سرعان ما تحولت إلى حرب بالوكالة بين إيران التي تدعم الحوثيين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التي تدعم الحكومة التي تتخذ من الجنوب مركزاً لها.

 

ومنذ ذلك الحين أصبح الوضع أكثر تعقيداً، حيث انخرط الانفصاليون الجنوبيون ومقاتلو القاعدة والجنود المرتزقة من السودان في مزيج من الجماعات المسلحة.

 

كان للغارات الجوية السعودية تأثيراً مدمراً على المدنيين، وكذلك الحصار على المناطق المأهولة بالسكان في المناطق التي يسيطر عليها الجانبين الحوثيين والحكومة.

 

تعرضت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا لانتقادات شديدة لمواصلة بيع الأسلحة المتقدمة وتقديم الدعم العسكري للنظام السعودي في معركته لهزيمة الحوثيين الذين يُنظر إليهم على أنهم حليف لإيران.

 

ومع ذلك، فشل كلا الجانبين في الحرب في تحقيق أهدافهما, حيث أشار التقرير إلى أن النزاع لم يدمر اليمن فحسب، بل شمل التأثير المدمر كلا من السعودية والإمارات، مما ادى بالأخيرة الى الاسراع منذ شهور للعثور على مخرج من الصراع.

 

وجاء في التقرير: “بعيداً عن دعم مكانة هادي أو ضمان الأمن القومي السعودي والإماراتي أو تقليص النفوذ الإيراني، مكنت الحرب القوات الانفصالية وعززت نفوذ إيران الإقليمي وخلقت تهديدات جديدة للأمن القومي السعودي والإماراتي فضلاً عن التهديدات التي طالت قطاع إمدادات الطاقة العالمية، ناهيك عن تركها فراغاً في الحكومة قامت بملئه  الجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية”.

 

قال “مكمانوس” أنه على الرغم من أن الجماعات الجهادية مثل تنظيم الدولة والأتباع المحليين التابعين لتنظيم القاعدة لم تعد تتمتع بالقوة كما كانت قبل عامين، إلا أنها لا تزال تحتفظ بموطئ قدم في البلد, فالحرب لم تقلل من تأثير الجهاديين, بل منحتهم مساحة للانتشار، مما يجعلهم أكثر أهمية في القوى المحركة الوطنية”.

 

تحث لجنة الانقاذ الدولية على تحقيق سلام عاجل، مشيراً إلى النجاح المتواضع لما يسمى باتفاقية استكهولم التي قلصت القتال في مدينة الحديدة الساحلية قبل عام, على الرغم من حدوث انتهاكات لوقف إطلاق النار بشكل منتظم، فقد تم تفادي الأزمة الإنسانية المدمرة على المدينة الساحلية واحتمال تفاقم انعدام الأمن الغذائي في شمال البلد.

 

ومع ذلك، أشار مكمانوس إلى أن وقف إطلاق النار في الحديدة ادى إلى تكثيف المعارك على الفور في أجزاء أخرى من البلد,  كما أن وقف إطلاق النار في الحديدة لم يكن كاملاً لكنه أفضل من لا شيء”.

 

لا تزال المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية هي شريان الحياة الوحيد للبلد التي عانت من انهيار اقتصادي بسبب الحرب.

 

يذكر التقرير قصة فله، أم الطفلتين التوأم، يسرا ويومنا، اللتان بدأتا تظهر عليهما علامات سوء التغذية الشديد عندما كانتا تبلغان من العمر عدة اشهر, لم تكن الأم قادرة على تحمل تكاليف المستشفى، لكنها تمكنت من العثور على فريق صحي تابع لـلجنة الانقاذ الدولية, وبعد شهر ونصف من العلاج، بدأت التوأمين بتعافي.

 

إن الوقف الفوري لإطلاق النار ومحاولة حل النزاع سلمياً من خلال اتفاق لتقاسم السلطة هو السبيل الوحيد لإغاثة البلد, وحث الناشطين على الضغط على المشرعين في العواصم الغربية.

 

صوت الكونغرس في الولايات المتحدة رداً على الغضب العارم تجاه ولي العهد السعودية، محمد بن سلمان، بسبب مقتل المعارض جمال خاشقجي والخسائر المدنية نتيجة للصراع في اليمن مراراً وتكراراً على إنهاء دعم واشنطن للنزاع، وقد احبط فقط من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وأضاف مكمانوس: “نحن لا نقول إن أحداً يخلو من اللوم”, “ان للولايات المتحدة والمملكة المتحدة تأثير على جانب واحد, كما ان تأثيرنا أقل بكثير على الحوثيين وإيران, ويجب أن نركز على حيث يمكننا التأثير: المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة.

 

 

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.