محور المقاومة العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي
السياسية – خاص:
هناك قاعدة محورية في الصراع الدولي ، لا يتوانى المتصارعون في استخدامها كلما دعت الحاجة إليها، ملخص هذه القاعدة يقول: إذا استنفذت الأطراف المتصارعة أدواتها الصغيرة والمتوسطة تلجأ في العادة إلى أدوات كبرى يكون مفعولها شديد التأثير.
وفي الصراع العربي الإسرائيلي انعطف المشروع الصهيوني إلى استخدام أدواته الكبرى سريعا بعد أن فشلت كل أدواته الصغيرة والمتوسطة في إحداث أي تأثير كان هذا المشروع يأمل أن يراه.
بدأ هذا المشروع الاحتلالي والاستيطاني بتجنيد أدوات محلية معتمدا في ذلك على المناطقية والعنصرية والطائفية في كل المناطق التي يتصارع فيها مع مشروع ومحور المقاومة العربية والإسلامية، كان هدفه الأساسي استنزاف وإرباك المقاومة وشل كل تأثيرها الإقليمي والعالمي من خلال استهلاكها في حروب وصراعات داخلية بواسطة أداوته ومرتزقته وميليشياته المحلية وتنظيماته الإرهابية.
جاءت النتائج المرجوة من استخدام هذه الأداة الصغيرة مخيبة لأطماع المشروع الصهيوني ، ففي سوريا مثلاً، انتصر الجيش السوري العربي وأصبح الآن هو من يتحكم في كل أدوات الصراع بعد أن قضى على أغلبية التنظيمات الإرهابية والجهادية التي صنعها الصهاينة والأمريكان، أما في اليمن فكان العام 2019 عام الانتصارات الساحقة التي سجلها الجيش اليمني ولجانه الشعبية على كافة الجبهات القتالية المشتعلة في اليمن، علاوة على أخذ زمام المبادرة في الهجوم وهذا ما أوضحته تصريحات وزير الدفاع اليمني محمد العاطفي ومتحدث القوات المسلحة يحيى سريع بأن الجيش اليمني استكمل كـل جوانب البناء التي تؤهله لشن هجوم استراتيجي شامل يشل قدرات العدو، ويمتلك صناعات عسكرية تسابق الزمن بمستوى ينافس الدول التي سبقت في هذا المجال بعشرات السنين.
وفي المرحلة الثانية من الصراع والتي استخدم فيها المشروع الصهيوأمريكي أدواته المتوسطة والمتمثلة في المحيط الإقليمي ، كانت النتيجة أيضا عكسية ، وسجل مشروع المقاومة العربية والإسلامية انتصاراً ساحقاً، تمثل أولاً في انسلاخ الأتراك عن الصهانية والأمريكان والدخول معهم في صراع بيني أثر بشكل كبير على سير المعارك في شمال سوريا، كما أنه كشف النوايا والأطماع الأجنبية في الاستيلاء على آبار النفط في شمال سوريا، حيث تحدث ترامب عن اعتزامه إرسال شركات أمريكية للتنقيب عن النفط في سوريا، اضافة الى ارسال مئات الجنود وعشرات المدرعات إلى محيط آبار وحقول النفط، من جهتها نفذت تركيا عمليات عسكرية على الاكراد في شمال سوريا وتسعى من وراء ذلك إلى السيطرة على حقول و آبار النفط في تلك المناطق السورية التي يقطنها الأكراد .
ويسعى المشروع الصهيوأمريكي الآن لزيادة فعالية أدواته المتوسطة ( المحيط الاقليمي) مع تدخل مباشر إذا لزم الأمر، وظهر ذلك من موجة الاحتجاجات والمظاهرات في لبنان والعراق وإيران، ولكن التعامل الذكي والمتقن من قبل محور المقاومة مع هذه الاحتجاجات قد إرباك الصهاينة وهم الآن في طريقهم لاستخدام الأدوات الكبرى.
وكشفت تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتينياهو في مطلع ديسمبر الجاري عن ملامح هذه الأداة الكبرى حيث أخبر الصحفيين قبل أن ينطلق إلى البرتغال للقاء وزير الخارجية الامريكي، بأن حديثه مع بومبيو “سيتركّز أساساً على إيران وموضوعين آخرين: معاهدة دفاع مع الولايات المتحدة، واعتراف أمريكي في المستقبل بفرض إسرائيل سيادتها على منطقة غور الأردن، هذه مواضيع مهمة للغاية، ونحاول معالجتها على نحو حثيث”.
وفي السياق ذاته كتبت صحيفة القدس العربي اللندنية في إحدى افتتاحياتها الصادرة في ديسمبر الجاري، أنه يثور هذه الأيام نقاش عام في مسألة حلف دفاعي محتمل بين إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكدة أن نتنياهو، يحاول أن يدفع بالفكرة إلى الأمام، بل وتحدث عن ذلك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
ويسعى الصهاينة الآن إلى تكوين هذا الحلف بكل ما أتوا من قوة وذلك لنشر التهدئة في أوساط المواطنين في الدولة اليهودية بعد أن أرعبتهم تكتيكات واستراتيجيات حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة.
ويشير الكاتب العربي عبد الباري عطوان أن قُدرات الرّدع في دول محور المُقاومة وأذرعه العسكريّة الضّاربة قد تعزّزت، خصوصاً مع تسارعِ عمليّات تخصيب اليورانيوم في المُنشآت النوويّة الإيرانيّة.
وأورد عطوان تصريحات اللواء مرتضى قرباني المُستشار في الحرس الثوري الايراني والتي عبر فيها حسب عطوان عن استراتيجية الردع لمحور المقاومة بالقول ” سندمر إسرائيل من دون إطلاق صاروخ واحد من الأراضي الإيرانية”، وأضاف “إذا ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تُجاه ايران سنسوى تل أبيب بالأرض من لبنان، ومن دون الحاجة إلى مَعدّات أو إطلاق صواريخ من إيران”، وأضاف “إذا أمَرنا مُرشد الثّورة في “ليلةٍ ما” بإطلاق الصٍواريخ فإنّ جميع الإسرائيليين سيَرفعون راية الاستِسلام.. سنَقطعُ آذانهم إرَبًا ولا نخشى من جراثيم الفَساد”.