الكفاح من أجل دولة فقيرة الموارد أمر غير منطقي وينبغي أن ينتهي قريباً والحوثيون هم الفائزون.

 

بقلم : غوين داير – هاميلتون سبيكتر

 

( موقع” سانت كاثرين ستاندرد ” الكندي، ترجمة: نجاة نور – سبأ)

 

 

مرت أهوال السنوات الخمس الماضية لأن السعوديين استغلوا الإطاحة بالديكتاتور اليمني الحاكم الذي تربع على عرش السلطة في اليمن لفترة طويلة علي عبد الله صالح في عام 2012, حيث عملوا على تنصيب رجلهم، عبد ربه منصور هادي، في السلطة كرئيس انتقالي.

 

 

بعض الحروب تنتهي بالنصر، ولكن مثلما تتأجج العديد من الحروب, يبدو أن الحرب في اليمن التي يدور رحاها الآن منذ خمس سنوات أصبحت ومن المرجح على مقربة من النهاية، وقد تكون نهايتها  قريباً جداً.

 

ربما لن تكون هذه اللحظة قريبة، حيث أن الحرب قد أسفرت عن مقتل 100ألف شخص على الأقل، فيما اصبح أربعة أخماس سكان البلد البالغ عددهم 30 مليون نسمة بحاجة ماسه إلى المساعدات إنسانية, لكن الأسبوع الماضي اعلن التحالف، الذي تقوده السعودية والذي دمرت قنابله البلد، تحرير 200 اسير يتبعون الحوثيين، وانه سيسمح للمدنيين الذين يحتاجون لتلقي الرعاية الطبية في الخارج بالخروج من صنعاء، العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيين.

 

 

يقدم السعوديون مبادرات تلو المبادرات لأنهم في الواقع يديرون ببطء شديد حرب خاسره, بالرغم من أن لديهم احتكار للقوة الجوية التي تمكنوا من خلالها قصف أي شيء يتحرك على الارض (بما في ذلك عدد غير معروف من حفلات الزفاف).

 

إن تحالفهم مع دكتاتوري الممالك العربية، من دولة مصر إلى الإمارات العربية المتحدة، يمنحهم قوة كبيرة على الأرض, ولكنهم ما زالوا غير قادرين على احراز أي تقدم أو نصر.

 

تتجنب المملكة العربية السعودية عموماً اقحام قواتها بالقتال البري، لكن الحوثيين جروا الحرب إلى الأراضي السعودية, بيد أن ادعائهم بأنهم قتلوا 500 جندي سعودي وقاموا بأسر 2000 آخرين في هجوم على جنوب غرب المملكة قد يكون مبالغاً فيه، لكن من الواضح أن شيئاً كبيراً من هذا النوع قد حدث في أواخر سبتمبر.

 

جاء ذلك بعد هجوم ناجح غير عادي بواسطة صواريخ كروز وطائرات بدون طيار على أكبر منشأتي لمعالجة النفط في السعودية في منتصف سبتمبر.

 

ومن جانبها, حاولت الرياض إلقاء اللوم على إيران كالمعتاد، ومن المهين أن يتحمل اليمنيون الفقراء البائسون هذا الهجوم، ولكن من المحتمل أن الحوثيين هم الذين فعلوا ذلك.

 

والتحالف الذي تقوده السعودية اصبح ينهار, وذلك عندما أقدمت دولة الإمارات التي كانت مسؤولة عن العمليات العسكرية في جنوب اليمن بنقل دعمها من حكومة الرئيس هادي المدعومة من السعودية إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، وهي جماعة انفصالية تريد إعادة اليمن إلى سابق عهدها في جنوب اليمن.

 

لذلك فإن هذه الحرب الغبية والقبيحة قد تتجه أخيراً إلى هدنه طويلة الأمد, ربما لن تكون هناك تسوية سلمية فعلية، لأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة يسعى إلى إخفاء هزيمته لأنها كانت “حربه المفضلة”, لكنها نتائج الحرب على اليمن ستصبح بالتأكيد نعمة عظيمة للشعب اليمني.

 

عدد سكان اليمن يساوي عدد سكان المملكة، لكن جارتها الجنوبية لديها القليل من النفط فهي بلداً فقير للغاية, لذلك كان السعوديون دائماً قلقين جداً من خطر التطرف القادم من اليمن، حيث كانوا يقحمون انفسهم دائما في السياسات الداخلية للبلد وقد حققوا بعض النجاح، لأن المحادثات كانت ممولة.

 

صعد رجلهم هادي في العام 2012 الى السلطة بتفويض لمدة عامين، يتبعه (من الناحية النظرية) انتخابات ديمقراطية, وبدلاً من ذلك، بقي في السلطة بعد انتهاء ولايته وروج لدستور جديد من شأنه “إضفاء اللامركزية” على البلد، وحرم الجزء الشمالي الذي يتسم بالكثافة السكانية العالية في اليمن من أي حصة من عائدات النفط.

 

كانت لعبة هادي هي ببساطة إعادة توجيه تدفق عائدات النفط لنفسه ولأصدقائه، لكنها خدمت أيضاً أغراض السعودية لأنها ستحرم شمال اليمن من هذا الدخل.

 

معظم اليمنيين في الشمال، وخاصة القبائل الحوثية هم من الشيعة، حيث يشتبه في تورطهم مع المنافس الاكبر في الخليج السعودية السنية مع إيران التي يحكمها التيار الشيعي.

 

لا يوجد دليل على أن الإيرانيين يدعمون الحوثيين بأي شيء على الإطلاق أي شيء سوى تمنياتهم لهم، لكن الحوثيين رأوا ما كان هادي يحاول القيام به وتمردوا عليه.

 

فر هادي إلى العاصمة الرياض, حيث لا يزال يقطن هناك منذ ذلك الحين، في حين خاضت حكومته “المعترف بها دولياً” التي (لم يتم انتخابها أبداً) حرباً خاضعة لسيطرة السعودية لإعادته إلى السلطة.

 

أصبح من الواضح الآن أن الرياض لن تفوز أبداً, فبعد خمس سنوات من الحرب لا يزال الحوثيون يسيطرون على ثلاثة أرباع السكان، ولهم على الأرجح دعم شعبي واسع، فيما التحالف المناهض لهم ينهار, الفائزون واضحون للغاية وقد حان الوقت لإيقاف هذه الحرب.

 

سوف يجد هذا الشيء طريقاً صعب يسلكها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يبتعد دون أن يتعرض للإهانة علانية, وقد يستغرق ذلك بعض الوقت وبعض الوفيات، بالطبع.

 

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.