بقلم : إيميلي بوفيه

(موقع “- les cles du moyen orient لوكليه دو موين اغيونت” الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش-سبأ)

منذ شهر مايو المنصرم، ما فتئت التوترات تتصاعد في منطقة الخليج الفارسي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران, فهذه السلسلة من الحوادث كانت بمثابة مفاتيح الشرق الأوسط التي من خلالها تم أنتاج تحليلا أولياً لها، وهي السبب الجذري لهذه التوترات والتدهور الذي أصاب العلاقات بين نظام الملالي والغرب, في حين أن الاخير منقسم حول القضية الإيرانية.

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المحاط بصقوره المناهضة لإيران جون بولتون ومايك بومبو، مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية على التوالي، يميلان بشكل متزايد إلى مواجهة عسكرية مع إيران, حيث أعلن الرئيس ترامب أنه في 21 يونيو، إلغاء في اللحظة الأخيرة حملة الضربات العسكرية على مواقع عسكرية إيرانية.

يحاول الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة الأمريكية بدلا من ذلك التخفيف من حده التوترات وإنقاذ المعاهدة النووية الإيرانية الموقعة في 2015, وذلك بعد الانسحاب أحادي الجانب من قبل الإدارة الأمريكية في 2018.

من جانبها, دعت أيضاً طوكيو الحليف المخلص للولايات المتحدة الأمريكية والتي طالتها أيدي التخريب في بحر العرب إلى الاسترضاء, حيث عبرت عن شكوكها فيما يخص الاهتمام بمقاطع الفيديو التي يبثها الأمريكيون والتي تظهر وفقاً لهم الفرق البرمائية الإيرانية وهم يقومون بإزالة الألغام من على ناقلات النفط التي ترسو قبالة بحر عُمان.

وإذا كانت كندا أو أوروبا الحلفاء التقليديون للإدارة الأمريكية مترددين في مواجهة سياسة دونالد ترامب تجاه إيران، فماذا عن حلفائه في المنطقة وماذا سيكون موقفهم في حالة نشوب الصراع ؟ وهل تعتبر إيران المعزولة على الساحة الدولية قادرة أيضا على الاعتماد على الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط؟

هذا التقرير سوف يظهر أنه في الوقت الذي أنشاء فيه الأميركيين نظاما واسعا من التحالفات في المنطقة، إلا أنهم يواجهون صعوبة في السياسة الواقعية, وفي المقابل، فإن إيران ليس لديها سوى عدد قليل من الحلفاء المخلصون والذين يتسمون بالمرونة.

الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط: بين الصداقات والتحالفات والمحسوبية

إذا أصبحت روسيا أقوى في منطقة الشرق الأوسط، فأن إيران والمملكة العربية السعودية أو تركيا قد تحاول توسيع نفوذها، بالرغم من أن الوجود الأمريكي وشبة الكلي غير قابلين للجدل.

تظهر الخريطة الواردة أعلاه مدى ضخامة شبكة التحالفات التي اقامتها واشنطن علي مر العقود, وذلك للاستجابة لمختلف التحديات الاستراتيجية المختلفة التي قد تواجهها في منطقة الشرق الأوسط.

تعد تركيا بمثابة الجسر الأمريكي في الشرق الأوسط، والحليف المفضل بالنظر إلى موقعها في الناتو، على الرغم من الاختلافات بين البلدين, حيث تعد قاعدة إنجرليك الجوية الواقعة في الجهة الجنوبية من البلد موطن للقاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية التي يتم فيها تخزين الأسلحة النووية والمعدات الجوية الاستراتيجية, بما في ذلك طائرات B-52 على وجه الخصوص, وفي حين ان الأردن ليس عضوا في حلف دول حلف شمال الأطلسي، إلا أن عمان تعتبر حليفا للأميركيين الذين تمكنوا من الاعتماد على المملكة الهاشمية لاستضافة القواعد الجوية للتحالف الدولي, كما قدمت شكلٍ من أشكال الاعتدال في الصراع  الفلسطيني-الاسرائيلي.

كما يبدو أن القاهرة شريك للأميركيين في ضوء الاستثمارات العسكرية التي يعترف بها الأميركيون هناك, وإدراكا منها للدور المحوري الذي تلعبه مصر في معادلة الأمن الإقليمي، فقد تمركزت القوات الامريكية على الأراضي المصرية, كما عملت ايضاً على تمويل قوات الأمن المحلي على نطاق واسع.

تعتبر كتلة شبه الجزيرة العربية التي تتألف من السعودية والامارات والبحرين وقطر والكويت هي الحليف العظيم للولايات المتحدة الامريكية المتحدة في المنطقة وبسبب الرهانات الاستراتيجية الرئيسية والمتبادلة بين واشنطن وهذه الدول، بما في ذلك تجارة النفط ومبيعات الاسلحة ومكافحة النفوذ الإيراني، نجحت الدبلوماسية الامريكية في خلق تحالفات قوية.

وفي حين تتشارك قطر حاليا في مواجهة دبلوماسية كبيرة مع الرياض وأبو ظبي، فان الدول الثلاث تتفق على تحالفها مع واشنطن.

يكمن “الكترون الحر” الدائم في الشرق الأوسط في دولة إسرائيل التي تعتبر أيضا أحد الحلفاء المخلصين للولايات المتحدة الأمريكية.

ومن ناحية أخرى، يبدو ان أفغانستان والعراق واليمن وباكستان حلفاء للولايات المتحدة, حيث تعتمد هذه الدول على مساعداتها المالية والسياسية، كما أنها قادرة على القيام بلعبة دبلوماسيه مزدوجة.

فالعراق، على سبيل المثال، لم ينس الاحتلال الأمريكي من العام 2003 إلى 2011 وهو يولي اهتماما وثيقا لإيران، وأكثر من ذلك الآن أن الميليشيات الشيعية “الحشد الشعبي” المدعومة من نظام الملالي والتي تمثل العمود الفقري لقوات الأمن العراقية حتى اليوم, كانت وراء هجوم تنظيم داعش على العاصمة بغداد في العام 2014.

وهكذا، ففي حين أن الولايات المتحدة قد نشرت شبكة واسعة من القواعد العسكرية في الشرق الأوسط, كما نسجت تحالفات واسعة النطاق، فإنها تبدو متعددة الصيغ في طبيعتها ومتانتها.

إن ألازمة الحالية في العلاقات الإيرانية الأمريكية تسلط الضوء على هذا الملف بالذات.

التحالفات الأمريكية التي تواجه الأزمة الإيرانية

تعتبر الرياض هي الحليف الأكثر شهرة بالنسبة للأميركيين, ففي الوقت الذي تدعي فيه عدم السعي للمواجهة، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة: “لن تتردد في التعامل مع أي تهديد موجه ضد شعبنا وسيادتنا أو مصالحنا الحيوية”.

تبنى الأمير محمد بن سلمان استراتجية الهجوم المباشر أو غير المباشر على إيران، فعلى سبيل المثال، دعت صحيفة سعودية يملكها شقيق ولي العهد في يونيو الولايات المتحدة الأمريكية للقيام “بضربات جراحية” ضد طهران، بينما غرد محرره على موقع تويتر لـ”ضربهم بشدة!”

يقترن هذا الخطاب العدائي أيضا بمشاركة عسكرية حقيقية

للمرة الاولى منذ العام 1991, رحبت الرياض بعودة القوات الأمريكية إلى ترابها كجزء من الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الولايات المتحدة والمملكة الوهابية يوم 19 يوليو.

وهكذا تم إعادة تثبيت القوات الأمريكية في قاعدة “الأمير سلطان” الجوية التي تم هجرها عنها بعد حرب الخليج الأولى، والتي ضمت في نهاية المطاف نحو 500 جندي وعشرات الطائرات العسكرية.

ومن المتوقع أن تستفيد المملكة العربية السعودية كذلك من نشر أنظمة صواريخ الباتريوت أرض-جو.

ومن جانبه, برر البنتاغون ” كناية عن وزارة الدفاع الاميركيه” إرسال القوات إلى السعودية جراء وجود “تهديدات ناشئة وذات مصداقية في المنطقة”.

أضف إلى السعودية، تعرف الولايات المتحدة أن بإمكانها الاعتماد على إسرائيل, ففي الواقع أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جديد استعداده لأن يقف متحدا مع الأمريكيين في مواجهة اي عدوان إيراني, إذ لطالما دعا رئيس الدولة اليهودية إلى ضرورة شن عمل عسكري ضد إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي.

ومع ذلك، فإن بعض وسائل الإعلام الأجنبية مثل صحيفة نيويورك تايمز، قدمت تقريرا عن الاحتياطي الكبير لجيش الدفاع الإسرائيلي في حال كان هناك مواجهة مسلحة مع إيران:

ففي الواقع، فإن وجود ما بين 20 إلى 25 ألف من مقاتلي حزب الله في سوريا ولبنان في المنطقة الحدودية المتاخمة لدولة إسرائيل والذين يحضون بدعم كبير من إيران يمثلون تهديداً للدولة اليهودية.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن هذين الحليفين يتقاسمان عداء شائعاً وشائناً ضد إيران، فان التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران قد أجهدت نظام التحالفات الأمريكية في الشرق الأوسط.

وفي الواقع، وباستثناء الرياض وتل أبيب، فضلت معظم الجهات الفاعلة في المنطقة أن تلعب على بطاقة الاسترضاء والوساطة أو حتى أن تظل على الحياد, وهكذا، فإن دولة الإمارات التي غالباً ما تدثرت بعباءة الرياض، تبدو مترددة, حيث فضلت أبو ظبي التأكيد بثقلها على أن التطورات الأخيرة في الخليج الفارسي ستتطلب “عقول حكيمة في المنطقة والعالم للبدء في تهدئة الوضع”.

في الواقع، في حالة المواجهة العسكرية وتحديد المواقع الجغرافية للإمارة – الساحل الذي يمتد على جزء كبير من الخليج العربي وخليج عمان – فإن عائدات النفط والسياحة سينخفض.

وكما هو الحال في قطر، فأن العزلة التي عانت منها من قبل جيرانها في منطقة شبه الجزيرة العربية أدى بها لتكون أقرب إلى طهران خلال العامين الماضيين.

تواجه الدوحة الآن معضله: فمن ناحية، تمر صادراتها من الغاز التي تشكل أهمية بالغة بالنسبة لاقتصادها عبر مضيق هرمز، وبالتالي فهي تعتمد بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي.

ومن ناحية أخرى، فإن الدوحة هي موطن لأكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، حيث تضم ما يقرب من 11 ألف جندي وحوالي 100 طائرة عسكريه في قاعدة العديد الجوية, ولذلك تدعو الدبلوماسية القطرية إلى الهدوء وضبط النفس قبل أن يضعها الصراع الإيراني الأمريكي في وضع حساس جدا على الصعيد السياسي والاقتصادي.

ظلت العراق والبحرين والكويت التي تعتمد صادراتها من الهيدروكربونات كذلك على استقرار المنطقة، ولاسيما منطقة الخليج الفارسي حذرة جدا في ملاحظاتها أو لم تعرب عن نفسها:

فعلي سبيل المثال، ففي حالة العراق، تغطي إيرادات النفط ما يقرب من 95 % من أجمالي الانفاق الحكومي ولذلك فان بغداد ليس لديها اي مصلحه في تعطيل منفذها الاقتصادي الوحيد بسبب الاشتباكات المسلحة, حيث لم تتبنى بغداد أي رد فعل يذكر على إطلاق الصاروخ الذي استهدف منشأة اكسون موبيل النفطية في محافظة البصرة العراقية في 19 يونيو, كما لم تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن  هذا الهجوم, بيد انه حمل السمات المميزة للوكيل الإقليمي الإيراني, وإذ أن هذا الهجوم لم يكن يهدف إلى استهداف البصرة نفسها، فقد كان هذا العمل موجهة إلى عملاق النفط الأمريكية.

لم يعتلي البلدان الأخرى في المنطقة، مثل الأردن أو مصر أو تركيا الكثير من  القلق إزاء هذه الأزمة, نظراً لكون اقتصادها لا يرتبط ارتباطا حيويا بالاستقرار السياسي والعسكري لمضيق هرمز, كما هو الحال مع جيرانهم في الخليج الفارسي, والأمر كذلك لأنه في حين أن بعض البلدان مثل تركيا لا تزال تتمتع بالحق في استيراد النفط الإيراني دون فرض جزاءات أمريكية، فان هذا الامتياز قد ولى الآن منذ 2 مايو, ولذلك فإنهم، في الوقت الحاضر، يحافظون على وقوفهم في موقف المراقبين اليقظين.

الجهاز الدبلوماسي- العسكري في طهران: حلفاء مخلصون قليلون وعازمون

بسبب عزلتها الدبلوماسية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد كبير, بالإضافة إلى القوى السنية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، لم يعد أمام إيران الإسلاميه سوى عدد قليل من الحلفاء في المنطقة, وبالرغم من ذلك، فان الصراعات والحروب الاهلية العديدة التي اندلعت في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، أتاحت فرصه لطهران للالتفاف على هذه العزلة وإنشاء حلفاء أوفياء.

تم أثبات أهمية هذا الصراع في الشام بالنسبة لطهران التي قدمت دعما كبيرا للنظم القائمة, ففي سوريا، عمل النظام الإيراني على مساعدة بشار الأسد في العام 2012 في الوقت الذي كان فيه المتمردون السوريون وتنظيم الدولة الإسلامية على مقربة من الإطاحة بالحكم العلوي.

ومن أجل تحقيق الهدف المنشود، تمكنت طهران من الاعتماد على قواتها المسلحة, خاصة على حزب الله اللبناني الذي استحوذ على القضية الإيرانية منذ إنشائه في 1985 والذي تدعمه طهران على الصعيدين المالي والعسكري بشكل مكثف، كما تم تسليط الضوء عليه سابقا، من أجل الحفاظ على الوكيل في المنطقة الساحلية المتوسطية الاستراتيجية.

حشدت طهران ما بين 10 و 20 ألف من الأفغان الشيعة, حيث وعدتهم بأجور عالية وأوراق ثبوتية إيرانية لهم ولأسرهم, حيث جندتهم في “لواء الفاطميون” في وقت مبكر من العام 2014 لتعزيز خطوط الدفاع السورية.

تم إرسال هؤلاء الأفغان الذين لم يتلقوا أي تدريب عسكري حقيقي إلى مناطق احتدام القتال, تعرضوا خلالها لخسائر فادحة جدا، إذ سقط  2000 قتيل و 8 ألف جريح.

وفي العراق، من المؤكد أن دور إيران في حماية النظام العراقي لا يختلف عن الدور الذي جاء به التحالف الدولي.

إن الدعم الذي أولته طهران للميليشيات الشيعية “الحشد الشعبي” مكنها من صد هجوم تنظيم داعش على بعد ما يقرب من 100 كيلومترا شمال العاصمة بغداد في شهر يونيو 2014, ومن ثم قيادة الهجمات العراقية المختلفة الرامية إلى استعادة الأراضي التي احتلها التنظيم الإرهابي, حيث كانت معركة الرمادي أول استعادة رئيسية للجيش العراقي من تنظيم داعش من 2014 إلى 2015, إذ تم جلب المليشيات الشيعية كعنصر أساسي في الجهاز الهجومي العراقي.

جعل تنظيم داعش من المعارك الحاسمة في مدينة الرطبة في جنوب غرب محافظة الأنبار والواقعة في قلب الصحراء في 2016 قاعدة خلفيه، أو قاعدة الموصل من 2016 إلى 2017, والتي كان نطاقها الاستراتيجي قويا, مثل الوصول الرمزي, حيث أكدت الدور المركزي لميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في الحرب ضد داعش, كما سيتم توضيحها عندما تمكنت قوات البيشمركة من استعادت الأراضي في العام 2014 خارج منطقه كردستان العراق التي تتمته بحكم ذاتي.

وبالمثل، ففي اليمن واصل النظام الإيراني هذا المخطط الداعم للجماعات المسلحة المحلية من أجل جعلها وكلاء لهم في المنطقة, وقد حصل الحوثيون الشيعة الذين كانوا في حالة حرب منذ العام 2014، وبالتالي الحصول على دعم طهران من بداية الصراع.

وعلى الرغم من أنه يبدو هادئا بصورة نسبية في البداية,  إلا أن التزام الحوثيين بالنظام الإيراني كان ملحوظًا منذ العام 2015، وهو العام الذي اعلن فيه التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده الرياض.

إن الدعم المالي المحتمل الذي تقدمه طهران غير معروف بشكلٍ دقيق, ومع ذلك، فمن المعروف جيداً أن إيران قدمت الأسلحة للمتمردين الشيعة.

حاول المتمردون الحوثيون بنجاح فاتر للإطاحة بالسلطة الموالية للسعودية في العام 2014, حيث يعارض هذا الفصيل أي مرونة مع التحالف الذي تقوده الرياض:

على الرغم من تفوقها في القوه النارية (يتم نشر الطيف العسكري بأكمله البرية والبحرية والجوية من قبل السعوديين ضد الحوثيين)، فقد فشل التحالف في إلحاق نكسات خطيرة على الحوثيين, حيث تعثرت الرياض في الصراع الذي أدى بالفعل إلى سقوط الف من جنودها وتدمير المعدات العسكرية ذات القيمة المرتفعة، مثل الطائرات الثلاث والمروحيات التسع التي أسقطها الحوثيين منذ بداية الصراع.

ونتيجة لذلك، لا يزال الدعم الإيراني أكثر أهمية من أي وقت مضى, كما يتضح من خلال جمله من الأمور, منها إطلاق صاروخ حوثي على مطار سعودي في 12 يونيو.

الخلاصة:

وهكذا، فان لعبة التحالفات الإيرانية الأمريكية في الشرق الأوسط تدل على أنه بالرغم من الجهاز العسكري والدبلوماسي الضخم الذي نشرته الولايات المتحدة الأميركية في جميع انحاء المنطقة، إلا أن إيران تمكنت من أقامه شبكة من الوكلاء في لبنان سوريا أو العراق أو اليمن.

ومع ذلك، أظهرت التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة أن حلفائها يعارضون بشكل عام النزاع المفتوح بسبب المخاطر الاقتصادية الحيوية المرتبطة بمنطقة الخليج الفارسي، ولا سيما مضيق هرمز, حيث يقع المضيق في قلب منطقة الخلاف.

يبلغ عرض هذا المضيق أربعين كيلومتراً, حيث يعتبر أحدى الرئتين الاقتصادية الحالية في العالم, وبدون بديل فعال عن هذا المضيق، لن يخاطر أي من الطرفين بالانخراط في صراع مفتوح وتأجيج المنطقة.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.