السياسية – المحرر السياسي:

لم يحض رئيس يمني بحب جميع مواطني الجمهورية اليمنية كإبراهيم الحمدي الذي اجمعت عليه الارادة الوطنية اليمنية والتف حوله جميع سكان البلاد .

لم يأت ذلك الحب من فراغ بل من مسئولية وطنية تحملها الرجل واخلص لها وعمل لوطنه بإخلاص الامر الذي فتح له كل مواطني البلاد قلوبهم وهم يرون فيه الشخصية الوطنية المؤهله لقيادة الوطن وتنفيذ اجندة وطنية تضع البلاد في المكان أللائق بها بين جميع الأمم والشعوب.

قاد الحمدي البلاد بمسئولية الرجل الوطني الغيور على وطنه المحب لشعبة المثقل بهمومه التواق لإحراز تحولات وطنية عملاقة بالبلاد وكان من أبرزها تحقيق وحدة الوطن حيث عمل بهمة عالية مع رئيس الشطر الجنوبي من الوطن سالم ربيع علي على تحقيق هذا الهم الوطني ولهذا كان اغتيال الشخصية الوطنية الكبيرة الرئيس إبراهيم الحمدي بمثابة صدمة لعموم سكان البلاد ومصيبة كبرى حلت بالوطن حاضرة ومستقبلة إذ أن عملية اغتيال الحمدي لم تكن تتعلق به وبأسرته شخصيا بل قضية تتعلق بالشعب اليمني والوطن كله وبناء على ذلك يكون التعامل معها من منظور وطني وأخلاقي وإنساني.

لم يروق للمملكة العربية السعودية ما أحدثه الرئيس إبراهيم الحمدي من تحولات وطنية كبيرة وسعيه الجاد للخروج من دائرة التبعية للنظام السعودي وجعل القرار اليمني قرارا وطنيا مستقلا الأمر الذي أحدث حالة من الفتور في العلاقات اليمنية السعودية تطور إلى حالة خلاف وتوتر حول العديد من الملفات والقضايا كتذمره من حجم التدخل السعودي في اليمن ورغبته في تعزيز قوة اليمن بالإضافة الى ملف الحدود بين البلدين والتدخل السافر للنظام السعودي في الشأن اليمني من خلال سفارته بصنعاء.

لقد جاءت عملية الاغتيال بحسب تقرير لدائرة التوجيه السياسي والمعنوي للقوات المسلحة اليمنية بعد أن حصلت السعودية وعملائها في الداخل على خطة الرئيس الحمدي وسالم ربيع علي تتعلق بالوحدة اليمنية ودمج القوات المسلحة والموقف من باب المندب والصراع العربي الاسرائيلي وهي أمور اقلقت جميعها النظام السعودي الذي ومنذ تأسيس المملكة الشريرة يقوم على تنفيذ الاغتيالات وتدبير الانقلابات بالمنطقة العربية والعديد من دول العالم ينفذ أجندة لدوائر الاستخبارات العالمية بعد أن وضع حكام هذه المملكة كل مقدرات وأموال النفط تحت تصرف الدول الغربية وأجهزة استخباراتها لتنفيذ المؤامرات وحياكة الانقلابات والاغتيالات والدسائس ضد العديد من الدول والشخصيات الوطنية.

لقد كانت عملية اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي بحق أبشع جريمة في التاريخ الانساني الحديث والمعاصر عندما يتم التآمر على تدبير عملية اغتيال لرئيس دولة وبأيدي سعودية ويمنية دون وازع من دين أو ضمير بتواطؤ واضح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية الأمر الذي يؤكد حقيقة الدور المخابراتي العالمي في عملية الاغتيال.

وفي حقيقة الأمر فإن ما حدث في الـ11 أكتوبر 77م يوم عملية تنفيذ الاغتيال ليس مجرد عملية اغتيال وإنما انقلاب دموي مكتمل الأركان بحسب ما ذكر تقرير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وعملوا بعدها من قام بعملية الاغتيال وطيلة عقود من السنين على اتلاف وطمس وإخفاء كل الأدلة والمعلومات المتعلقة بالجريمة وقاموا بتوزيع الأموال وشراء ذمم القادة والمسئولين والمشايخ وتحكموا بالقرار اليمني وحاولوا تشويه صورة الرئيس الحمدي وتاريخه وانجازاته كل تلك الأمور قام بها فريق عملية الاغتيال من الجانب السعودي علي بن مسلم مسئول الملف اليمني في الديوان الملكي وصالح الهديان الملحق العسكري السعودي بالسفارة السعودية بصنعاء ومن الجانب اليمني الضالعين بالجريمة أحمد الغشمي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة  والرائد علي عبد الله صالح قائد لواء تعز.

لقد وضع تقرير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة النقاط على الحروف وهو يعد الأول الذي يصدر عن الجريمة منذ ارتكابها لان الضالعين الرئيسيين فيها هم من تولوا السلطة طيلة العقود الماضية وإجراءات القتله وممارساتهم ومن خلفهم السعودية ضد كل من يحاول الاقتراب من هذه القضية.

لقد صار العالم يعرف الآن حقيقة الدور القذر للمملكة العربية السعودية في تدمير اليمن وممارسه المملكة الحقيرة ضدها عبر عقود طويلة من الزمن وسعيها الدؤوب لجعل اليمن ترزح تحت حكم اللصوص والقتلة وإدخالها تحت دوامة الصراع والحروب المتواصلة وتغذيتها الدائمة للخلافات والصراعات القبلية والوقوف وبقوة ضد وحدة اليمن وتقدمه وتطوره.