دلالات وابعاد خطاب السيد عبد الملك الحوثي
عبد العزيز الصراري…..
بقراءة متأنية لكلمة السيد عبد الملك الحوثي بمناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبها افضل الصلوات والتسليم يمكن ان نحدد مضمونيين رائسيين لتلك الكلمة يتمثلان بالاتي :
الاول: بستعراض لواقع المناسبة واهميتها وما تمثلة من قيمة ايمانية ومعرفية وواقع الامة الحالي وما آل اليه من تردي بسبب الابتعاد عن تعاليم دين الله ومبادئه وقيمه السامية.
الثاني: وضع البلاد في السنة الخامسة للحرب وما الت اليه تلك المواجهات.
ففيما يتعلق بالمناسبة واهميتها فقد اسهب قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في الحديث عنها وهي مناسبة تستحق ذلك.. كيف لا وهي من حملت للبشرية رسالة قدر لها ان تغير مجرى التاريخ الانساني منذ ذلك الوقت وحتى اليوم والى ان يرث الله الارض ومن عليها.. رسالة حددت معالم الحق وارست قيما ومبادئ واخلاق كانت ومازالت تشكل اسس حياة للبشرية برمتها ومعالم مضيئة في مسيرتها رسالة جاءت بدين خالد اضاء معالم الطريق نحو حياة عامرة بالايمان والهدى والفضيلة رسالة ختم الله بها انبيائه برسول الهدى محمد صلوات الله عليه.
واستعرض السيد عبد الملك الحوثي المسيرة المظفرة لرسول الله منذ مولده وحتى الجهر بالدعوة وما لاقاه من متاعب وما ارساه من قيم ومبادئ واخلاق سامية كانت وما زالت هي جوهر الدين وأسسه وتطرق إلى واقع الأمة في تلك الفترة وما كانت تعيش فيه من ظلال وتخبط وصراع وقلق وحروب وما الت اليه تلك الصراعات من واقع مرير حتى جاءت رسالة الحق لتقضي على تلك الضلالات وترسي حياة وواقع جديد قائم على الايمان بالله ووحدانيته بمبادئ الدين الحنيف الذي ارسى دعائم الحياة الحقة والكريمة.
ولفت السيد عبد الملك الحوثي الى اهمية المناسبة في هذا الظرف الخطير الذي تعاني منه الامة الاسلامية من مشاكل وتحديات خطيرة تهدد واقع الامة وحاضرها ومستقبلها وما مثله احتفال شعبنا اليمني بهذه المناسبة من حشد مهيب يليق بها وجعله لها بمثابة محطة توعوية تربوية تعبوية ومعرفية لتعزيز المحبة للرسول والاقتداء به وترسيخ المفاهيم الاسلامية.
وفي معرض تطرقه لواقع البلاد وهي داخلة في السنة الخامسة للحرب، حدد السيد عبد الملك الحوثي بخارطة طريق للمواجهة بدأها بتحذير موجه الى الامة بكاملها بان تاخذ الحيطة والحذر في تعاملها مع مشاكلها بما لايفتح ثغرة للاعداء والمتربصين بها كما حدث في لبنان والعراق خاصة وان العدو الاسرائيلي يبتهج بما يحصل هناك وفي غيرها من الدول العربية .
ونصح السيد عبد الملك الحوثي تحالف العدوان الظالم بوقف العدوان وفك الحصار على شعبنا اليمني مؤكدا ان شعبنا اليمني لن يتراجع ابدا في مسيرته التحررية التي تحقق له الاستقلال التام وحرية القرار وفق مبادئه وانتمائه وهويته الايمانية تجاه قضاياه في الداخل و الامة الاسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومقدساتها والموقف الحاسم من اسرائيل كعدو للامة الاسلامية والمناهضة للهيمنة الامريكية والنزعة الاستعمارية والسياسية العدائية الامريكية ضد امتنا الاسلامية مؤكدا ان تلك مبادئ ثابتة في السياسية اليمنية لايمكن الحياد عنها والمقايضة بها مهما كلفت المواجهة موضحا ان بلادنا تمد يد السلام والاخاء الى كل الامة الاسلامية ومن يعادي الشعب اليمني ويعتدي عليه يتحمل مسؤولية خياره الخاطئ وقراره الظالم وان استمرار العدوان سيحتم على شعبنا اليمني تطوير قدراته العسكرية وتوجيه اقسى ضربات الرد الى العدوان وهذا حق مشروع مجددا الدعوة للنظام السعودي بوقف جاد للعدوان والحصار واحترام حق الجوار والا فمخاطر الاستمرار في العدوان كبيرة ونتائجها عليهم وخيمة لقد كانت تلك بمثابة خارطة طريق للعمل خلال الفترة القادمة وبلادنا على وشك الانتهاء من العام الخامس للحرب تسير من انتصار الى انتصار اخر لانها تدافع عن قضية عادلة تصد عدوانا غاشم وغادر استهدف البلاد بكاملها .