صنعاء- السياسية: خاص

أحمد يحيى الديلمي- مجاهد التاج

في الوقت الذي تحاول فيه أمريكا أن تظهرللعالم بإنها تبحث عن حلٍ سلميٍ لما يجري في اليمن على حد وصف الكثيرين, مع أن ما تتعرض له اليمن عدوان همجي سافر لا مبرر له , وكما قال مؤخراً أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بعد استلام الشيك من بن سلمان بمبلغ 600 مليون دولار”الحرب في اليمن غبية”, بعد كل هذا وبينما كان بيان البيت الابيض الذي قال ” إن الصواريخ الحوثية على السعودية” – بحسب زعمه تعرقل السلام, جاءت رسائل السلام الحقيقة المصبوغة بالبصمة الأمريكية في مديرية الحالي بمحافظة الحديدة, حيث أسقطت طائرات المعتدين صواريخ فتاكة على مخيم للنازحين الذين لاذوا بالفرار من منطقهم هروبا من جحيم صواريخ المعتدين المتوحشة وظنوا أنهم قد نجوا واستأثروا بموقع أمان واذا بجحيم أشد يلاحقهم, وقبلها كان جندي من الجنجويد قد اغتصب فتاة يمنية في الخوخة وكأن عروس البحر الأحمر الحديدة ومنطقة تهامة السلام والحب تُعاقب على صمود أبنائها ووقوفهم بوجه العدوان.

في مجزرة الحديدة اختلطت الاشلاء مع بعضها, ولم يتمكن المسعفين من التمييز بين الرجل والمرأة وبين الطفل والحيوان لأنه كان إلى جوار المخيم حظائر للأغنام, منظر بشع يهتز له ضمير كل إنسان حي, مع ذلك لم يؤثر على شعرة في رأس المتحدث باسم البيت الأبيض عفواً الأسود وظل سادرا في الغي نفسه يتباهى بسلام لا وجود له إلا في مخيلته ويتحدث عن اصلاحات بن سلمان كما يزعم.

أنها فعلاً مهزلة المهازل ومأساة المأسي, أن يصبح السلام في العالم بيد دول مصابة بهوس التباهي بالفراغ وجنون جمع المال ولو على حساب اشلاء ودماء الأطفال والنساء والحيوانات ايضا.وهنا نتسأل لماذ لا يتباكي على هذه الضحايا احد؟ اليسو بشر يحق لهم التمتع بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الآخرون؟ اسئلة حزينة وحائرة ستظل محلقة في سماء الكون تبحث عن إجابة!!!.

ما يثير الدهشة والانبهار أن إعلام العدوان مدفوع الأجر المسبق هلل لما حدث في الحديدة, وقال إنه تم ضرب مخزن للأسلحة, بما في ذلك إعلام الأفك والبهتان الذي يدعي إنتمائه لليمن من القنوات المستنسخة والسائرة في فلك العدوان فقد أكد على المعلومة نفسها وتباهى بها وكأن جدائل النساء أصبحت صواريخ وأظافر الأطفال قذائف وأمعاء الرجال طلقات نارية مع أن المنظر بشع, ومجرد رؤيته تقدم الاجابة على أي سؤال, مع ذلك تحول إلى مخزن أسلحة ألا يستحي هؤلاء على الأقل حياءً من الله سبحانه وتعالى.

في الأخير نلاحظ أن هذه هي رسائل السلام الأمريكية وما عدها زور وبهتان وأقاويل لا أساس لها إلا في ذهن من كتبها, فحتى الحبر الذي كُتبت به, لو اعطي له المجال للكلام لتبرأ منها وقال إنها مجرد أحلام واهمة وبالذات حينما تقول أحدى الصحف الأمريكية أن مثل هذه الضربة ستلبي طموحات وأحلام اليمنيين.

أنها الفاحشة الكبرى التي لا توازيها فاحشة, وهو ما يجعلنا نقول أيها الأمريكيون كفوا آذاكم عنا ونحن الإجدر بحل مشاكلنا, لان تدخلكم كالعادة يعقبه جرائم من هذا النوع وبهذه البشاعة! فهلا كففتم آذاكم عنا , ولأخواننا الذين ينتظرون العودة إلى اليمن على صهوة الدبابة الأمريكية نقول افيقوا من أحلام اليقظة فتربة اليمن مقدسة لا تقبل كل من خانها أو تأمر عليها فكيف بمن يتباهون بقتل أبناءها.

واخيراً نقول هل يعي ساسة البيت الأبيض ويدركوا أن الزوال مآل كل متغطرس ومتكبر وأن هذه سنة الله في الحياة… والله من وراء القصد.