اليمن: البلد الذي دمرته أسوء أزمة إنسانية في العالم, نظره في خمس سنوات إلى الوراء من الحرب الدامية
(موقع”لافينيغ- “la venirالناطق بالغة الفرنسية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)
تبنى الحوثيون هجوم بالطائرات بدون طيار الذي جعل من اثنين من المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو العملاقة في المملكة العربية السعودية في مرمى نيرانها, حيث جاء هذا الهجوم نتيجة للحرب المدمرة التي تقودها الرياض على اليمن.
يشهد اليمن الذي يعتبر أفقر بلد في منطقة شبه الجزيرة العربية، صراعا دامي بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية التي تدعمها الرياض وحلفاءها, بما في ذلك دولة الامارات العربية المتحدة.
جماعة الحوثي:
لطالما عانى الحوثيون أحد فروع المذهب الشيعي من تهميش السلطة المركزية في العاصمة صنعاء لهم, ولذلك شن هذا الفصيل هجوماً على المناطق الشمالية من البلد من معقلهم في محافظة صعدة منتصف العام 2014.
وفي 21 سبتمبر، سَطر الحوثيون المتحالفون مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح أولى نجاحاتهم, حيث تمكنوا من دخول العاصمة صنعاء وسيطروا على مقر الحكومة والإذاعة الحكومية, ومن ثم, تمكنوا في منتصف شهر أكتوبر من الاستيلاء على ميناء الحديدة الاستراتيجي الواقع غرب البحر الأحمر.
واصل الحوثي زحفه إلى أن وصلوا إلى المناطق الوسطى من البلد, وفي 20 يناير 2015, استولى الحوثيون على القصر الرئاسي في صنعاء وطوقوا مقر الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تمكن من الفرار فيما بعد إلى مدينة عدن الجنوبية ومن ثم إلى العاصمة السعودية الرياض.
التحالف العربي العسكري:
عشية 26 مارس 2015, أطلقت السعودية تحالف عربي ينضوي تحت رايتها, حيث بدأت بشن عملياتها العسكرية الجوية التي تهدف إلى منع تقدم المتمردين الحوثيين صوب المناطق الجنوبية, إذ تلقى هذا التحالف المكون من دول عربية سنية الدعم الوجستي واستخباراتي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي يوليو 2015, أعلنت الحكومة النجاح الاول لها, حيث تمكنت من “تحرير” مدينة عدن التي أصبحت عاصمة “مؤقتة” للبلد, وفي أكتوبر من نفس العام، استعادت القوات الحكومية المدعومة من الرياض قبضتها على مضيق باب المندب الذي يمر عبره جزء كبير من حركة الملاحة البحرية في العالم.
هدنة هشة في الحديدة:
13 يونيو من العام 2018, شنت القوات الموالية للحكومة اليمنية هجوما على مدينة وميناء الحديدة, حيث تعتبر هذا الميناء نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية.
وبعد أن تمكنت الأمم المتحدة من جمع فرقاء الأزمة اليمنية على طاولة المفاوضات, أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في منتصف ديسمبر الماضي عن التوصل إلى إتفاق وقف اطلاق النار، ولاسيما في مدينة الحديدة, وذلك عقب المحادثات التي جرت في السويد, وبالرغم من التوقيع على اتفاق ستوكهولم, إلا أن العمليات القتالية وتبادل اطلاق النار استمر ولكن بصورة متقطعة.
أعلنت الأمم المتحدة في مايو الماضي عن الانسحاب أحادي الجانب من ميناء الحديدة وراس عيسى والصليف.
الانفصاليون الجنوبيون:
ينقسم المعسكر المناهض للحوثيين بين القوات الموالية للمجلس الانفصالي والقوات الموالية للحكومة اليمنية خاصة في المناطق الجنوبية ، فهذه المنطقة كانت دولة مستقلة قبل اتحادها مع الشطر الشمالي في العام 1990.
في نهاية يناير من العام الماضي, انقلب المجلس الانتقالي الجنوبي على حلفائهم الموالين للحكومة, حيث عملوا على تطويق القصر الرئاسي, وتوالت الأحداث في المدينة, إلى أن تمكنت القوات الانفصالية من الاستيلاء على العاصمة المؤقتة عدن في 29 أغسطس الماضي.
كما شهدت المدينة إشعال فتيل عمليات قتالية ضارية في 7 من اغسطس من هذا العام بين القوات التابعة للمجلس الانتقالي أو ما تعرف ايضاً باسم قوات الحزام الأمني التي تتلقى الدعم من قبل دولة الامارات وبين القوات الحكومية, إلى أن تمكنت القوات الانفصالية من الاستيلاء على العاصمة المؤقتة عدن في 29 من نفس الشهر.
أسوأ أزمة إنسانية:
أشارت العديد من المنظمات الإنسانية المختلفة إلى أن الصراع الدائر في اليمن أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص جلهم من المدنيين.
ومن جانبها, سلطت الأمم المتحدة الضوء وبشكل منتظم على وقوع البلد في شرك أسوأ أزمة إنسانية في العالم, حيث أشارت إلى وجود 3.3 مليون نازح داخلي, بالإضافة 24 مليون شخص أي ما يعادل 80٪ من أجمالي عدد السكان يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية أو إلى الحماية, في حين أن 14.3 مليون شخص من بينهم في حاجة ماسة للمساعدات.
كما وصفت منظمة اليونيسف اليمن بأنها “جحيم على الأرض” بالنسبة للأطفال، حيث يعاني 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.
وفي ظل مواجهة هذه الأزمة، أعلنت الإدارة الأمريكية الحليف الأقرب للسعوديين في سبتمبر الماضي إجراء محادثات مع الحوثيين لوضع حد لصراع.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.