بقلم/ محمد الطويل: ———–

لا ندري ما هو السر الذي تمتلكه هذه المدينة حتى يتحطم على أحفية جبالها كل مؤامرات احتلال وغزو اليمن على مر الازمان والسنون.

قال أحد اليمانيون الاشاوس عند بداية قصف العدوان  السعودي الامريكي لليمن في 2015م :” أين يذهب هؤلاء…إنهم لا يعرفون، أننا اليمانيين عندما نزور مدينتنا الصامدة صعدة لا نستطيع التجول في جبالها لوعورتها الشديدة…بالطبع سيغلبون ويدفنون تحت أقدام أبنائها الابطال”.

تشع هذه المدينة حرية وصمود ومقاومة وبطولة وشجاعة منقطعة النظير؛ فيتدفق سريان هذا الاشعاع على كل القرى والمدن اليمنية، وكأنها فاقت من سبات عميق استبد بها دهراً، لتزئر وتزمجر بأن اليمانيين  ولدوا من أجل النصر والعزة والكرامة والسلام.

الناظر إلى موقع هذه المدينة الاسطورة في الخريطة الجغرافية لليمن، يراها تتربع في الأعالي وكأنه يستحضر قمم جبالها الشامخة، موقعها هذا يوحي للعين الطامعة كم أن هذه المدينة عصية وبعيدة رغم أنها على الحافة.

ويجسد موقعها أيضا ثباتها الازلي كوتد مغروس، مهمته الاولى الحفاظ على استقرار وتوازن اليمن؛ فهي تأخذ بتلابيب وشمول اليمن؛ فلا يستطيع أي طامع معتدي أن يجبرها على الفكاك مهما كان عنفوانه.

اعتادت هذه المدينة على تخطي ويلاتها وجبرها؛ فكم حروب شرسة وُجهت إليها وحاولت قتل صمودها وإستئصال شموخها، لكنها تبهر العالم أجمع بالخروج منتصرة زاهية وكأنها فقط قامت لتوها بتبديل ثوبها القديم بثوب جديد يصنع الابهار والدهشة.

هذه المدينة صنائعها عجيبة، وأفعالها صابغة، استطعت وهي تواجه أعتى عدوان يضربها ليلاً ونهاراً بكل ما يملك من الاسلحة المحرمة، أن تصدر للعالم  إنسان يمني يعتز أولاً بإيمانه بالله سبحانه وتعالى ويثق بنصر ربه المؤزر، ويعتز ايضا بيمنيته وإنتمائه إلى تراب وطنه، هذه المدينة وصمودها الاسطوري جعلت من الانسان اليمني بعسيبه وجهازه وجنبيته ومشدته وشاله وصماطته فوق رأسه، وثوبه ومعوزه الملون بلون تراب ارضه، وزامله وقصيده وزجزه ونشيده ورقصاته وكل تراثه، يفاخر بأنه لم ينكسر بحول الله وقوته سبحانه وتعالى.

تقوم هذه المدينة بصناعة الصمود والشموخ مستمدة طاقتها من شموخ وإختراق صوامع مساجدها لإرتفاع السماء.

عزيمة رجالها تستحق بجدارة أن تحمل لقب ” ذو البأس الشديد”  لقد قلبوا القواعد وشكلياتها رأساً على عقب؛ فأثبتوا أن هذا اليمني حافي القدمين مكشوف الرأس لا يبارى…

صعدة ببيوتها وأسواقها وشوارعها ومساجدها ووديانها وجبالها ومزارعها وتموضعها في مكان جلوسها العالي، وطين لبنها السامك، ومسجد الهادي، ورواسي حيدان ومران وضحيان، ورمانها القاني، تشعرك بالفخر أنك يماني.