السياسية:
كشف القائم بأعمال وزير السياحة أحمد العليي عن خطط وبرامج تعتزم الوزارة تنفيذها باتجاه تنمية القطاع السياحي وذلك في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
وجدد القائم بأعمال وزير السياحة في حوار مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) مطالبة، منظمة السياحة العالمية ومجلس الأمن بتحمل المسؤولية في الإسهام بحماية التراث الحضاري الإنساني في اليمن باعتباره إرث حضاري عالمي.
فيما يلي نص الحوار:
ـ بداية كيف تصف مهمتك في ظل الأوضاع الراهنة؟
لا شك أن المهمة صعبة ومحاطة بالكثير من التحديات، لكن مع ذلك لابد أن نعمل وطبيعة الوضع القائم في البلاد بقدر ما يستدعي منا القيام بالواجب بإعتباره واجب وطني بقدر ما نعتبره شرف لنا أيضا وحافزا على إنجاز الكثير من الأهداف والخطط والبرامج الهادفة تنمية القطاع السياحي.
ـ ما هي طبيعة هذه التحديات؟
التحديات كثيرة ومتشابكة وقد يكون من الصعب إجمالها، لكن في مقدمتها مقر وزارة السياحة الذي تم تدميره خلال أحداث العام ٢٠١١م، وهناك الكثير من تجهيزات الوزارة وأنظمتها الإلكترونية وأثاثها نهب في حينه، بالإضافة إلى أنه كان هناك نظام أرشيفي وإلكتروني ونظام اتصال متطور، ونظام حفظ للمعلومات .. اليوم نحن نواجه مشاكل كثيرة في الحصول على المعلومة السياحية المتكاملة والمتصلة بالكثير من مجالات العمل السياحي وتشعباته.
بإختصار جئنا على مبنى مدمر، تعرض لعملية نهب منظم.. لازلنا نبحث بين الركام، في بقايا بعض أدراج المكاتب المدمرة علنا نحصل على معلومة تعيننا أو تفيدنا في أعمالنا.
أضف إلى ذلك شحة الإمكانات والنفقات التشغيلية بالمقارنة مع أهمية عمل الوزارة، لكن بطبيعة الحال وفي ظرف عدوان همجي كهذا، فإنه يحتم علينا العمل وبذل الجهود باتجاه تجاوز هذه التحديات ونأمل من الحكومة دعم ومساندة جهود إعادة تأهيل الوزارة ليس من ناحية المبنى فحسب بل حتى من النواحي الأخرى المتعلقة بأرشيف الوزارة ووثائقها وأجهزتها الإلكترونية وأثاثها الذي دمر ونهب، وفي الواقع عندما تم تعييني أو تكليفي من قبل المجلس السياسي الأعلى للقيام بأعمال الوزارة لم نجد حتى كرسي لكن هذه الأمور تبقى بسيطة مقارنة بالمهمة الكبيرة الموكلة إلينا.
ـ لكن هذه الأمور تظل مهمة لتسيير العمل؟
بإمكاننا أن نعمل ونوجد شيء خاصة ولدينا دوافع كبيرة وإصرار على العمل، صحيح نحن نعاني في الوقت الراهن، لكن نأمل أن نتجاوز هذه الإشكالات وخاصة أن لدينا طواقم إدارية في الوزارة تبذل جهدا وتحاول تقديم شيء، وطالما هناك توافق في الإرادة والجهد لم يتبق إلى أن تستكمل بعض الأمور في جانب الدعم المادي لنتمكن من تحقيق وإنجاز أهداف وزارة السياحة.
ـ ماهي أهم هذه الأهداف؟
الأهداف التي أنشأت من أجلها وزارة السياحة، هي أهداف كبيرة ومتشعبة، تصب جميعها في تحقيق التنمية السياحية في اليمن ككل وتحويل السياحة إلى أحد أبرز القطاعات الاقتصادية المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني والحفاظ على المقدرات والإمكانات السياحية والاستفادة منها في تحقيق المصالح الوطنية العليا للبلد.
ونحن بصدد ترميم مبنى الوزارة من أجل التفرغ للعمل بجد وبإصرار من أجل تحقيق هذه الأهداف.
ـ لكن ماذا عن العدوان والحصار الذي ما يزال يترصد السياحة ويجعل من المهمة شبه مستحيلة؟
دعني أقول إننا نعاني أن معظم مناطق السياحية الأثرية التاريخية الحضارية استهدفها الطيران بشكل مباشر أيضا الحصار المفروض على وطننا البري والجوي والبحري أضرنا كثيرا وخاصة على عملية وصول السياحة الوافدة التي كانت تقصد اليمن، حيث يبلغ فاقد عائدات السياحة الخارجية أربعة مليارات وخمسمائة ألف دولار منذ بدء العدوان.
اليمن يتميز عن غيره من بلدان العالم بامتلاكه مخزون كبير من الآثار التاريخية والحضارية ولديه كل ما يتطلبه الزائر في المجال السياحي، أقصد كل الأنماط السياحية، كما أن الحصار والعدوان أوقف عملية القدوم والنشاط السياحي بشكل كامل وبمعدل مليون ونصف المليون سائح متوسط القدوم السياحي السنوي إلى اليمن.
ولم تقتصر الخسائر على ذلك فحسب بل تشمل فقدان الكثير من الفرص الاستثمارية في المجال السياحي تقدر بمليارات الدولارات وكذا ما يتعلق بالعمالة السياحة فقد أدى العدوان إلى فقدان أكثر من ربع مليون عامل في مختلف مجالات العمل السياحي لدخلهم وأسرهم وتسريح نحو ٩٠ بالمائة من العاملين في هذا القطاع الحيوي الهام.
أضف إلى ذلك بالنسبة للنشاط السياحي نعاني من العدوان والقلق الذي يساور الكثير هذا العدوان الذي لا يفرق بين الموقع العسكري والموقع التاريخي، أيضا إذا حاولت تنشيط العمل السياحي -السياحة الداخلية – تجد أن هناك تخوف لاستهداف الناس في الطرق ولدينا على سبيل المثال لا الحصر منشآت حمام جارف السياحية التي استهدفت بشكل مباشر وراح ضحيتها الكثير ممن كانوا يتمتعون بسياحة الاستجمام.
إذا نحن أمام عدوان إجرامي لا يمت إلى الإنسانية بصلة وهو يتجاوز القوانين والأعراف ورماها عرض الحائط وجاء ليقتل ويسلب ويدمر.
ـ لا شك أن أي أياد آثمة تطال الإرث الحضاري ستكون الكلفة بالغة ما تقديركم لحجم الكلفة التي سيتحملها النظام السعودي؟
أضعكم أمام حقائق أن هناك آلاف المواقع السياحية، وهناك الكثير من الفرص والأموال التي جمدت والتي كانت تتحصلها الوزارة للقيام بواجباتها وبالتالي نحن أمام مشكلة، حتى أن أهم مكان سياحي وتاريخي وأثري وهو صنعاء القديمة قد تأثر بشكل كبير ليس فقط من حيث عدد الرواد فحسب بل إن صنعاء تعرضت لقصف مباشر من طيران العدوان وهي المدينة المسجلة في قائمة التراث العالمي ومنظمة اليونسكو معنية بحمايتها باعتبارها موروث حضاري وتاريخي عالمي.
كل ذلك أثر سلبا على العمل السياحي وأيضا شكل خطرا كبيرا على مثل هذه المواقع والمدن التاريخية التي تتميز عما هو موجود في مدن أخرى .. تتميز مدننا باتساع رقعتها وتاريخها العريق وعدد السكان الذين يقطنوها وما زالت تحتفظ بالبناء الذي يعود لمئات الأعوام.
ـ ما هي الكلفة التي يتحملها النظام السعودي لتدميره هذا التراث ؟
خسائر كثيرة لحقت باليمن وكلفتها باهظة لكن هناك آثار لا تقدر بثمن إطلاقا لقيمتها الحضارية والتاريخية والثقافية ولا يمكن باي حال من الأحوال أن تكفي المليارات لتعويض هذه القيمة وهناك مراكز دينية دمرت من قبل الجماعات الإرهابية الوهابية وغيرها.
لو عرضت علينا أموال الأرض لما سدت الحاجة لذلك التاريخ والحضارة هناك أشياء لا تقدر بثمن تم استهدافها.
ـ ماهي خططكم لانعاش القطاع السياحي في ظل هذه الظروف ؟
نحن معنيون وبلادنا تتعرض لهذا العدوان بتنشيط السياحة الداخلية بالدرجة الأولى وهذا التنشيط يستلزم النزول الميداني وتشكيل لجان وبحث الإمكانيات للإرتقاء بالعمل باعتبار السياحة الداخلية ليست برنامج بالنسبة للمواطن وإنما تأتي نتيجة لتنقله من مكان إلى آخر وهي تنقلات تلقائية وليست مرتبة.
ـ هل تعتقد أن النزول وتنقلات المواطنين إنجاز خصوصا وأن الكثير من المواقع السياحية تفتقد للخدمات؟
هي ليست إنجاز بالطبع لكنها محاولة لتحديد هذه المواقع حسب الأولوية وترتيب البنية التحتية لها.
ـ اطلعتم على ما جرى في شلال بني مطر من حادث بسبب عدم وجود سياجات أين دور وزارة السياحة؟
دعني أوضح أن دور الوزارة هو إشرافي وليس من مهامها إنشاء المشاريع هذا من مهام ومسئولية السلطات المحلية كما أن دورنا هو وضع الخطط والبرامج وغيرها، كما أن العمل السياحي تديره تنفيذيا السلطة المحلية من خلال القانون رقم (4) الذي صدر عام ٢٠٠١، إذا هناك تضارب وهناك ابتعاد حقيقي للدور الهام للجهات المتخصصة مثل السياحة.
ونعتزم تقديم طلب إلى مجلس الوزراء ومجلس النواب لتعديل ذلك القانون حتى نتمكن من التحرك والعمل بما يؤدي إلى إنجاح عملنا السياحي وتقديم خدمة سياحية جيدة للزائر لليمن.
ـ المواطن البسيط عندما يذهب لمكان سياحي ولا يجد خدمات يحمل الوزارة المسؤولية؟
لأن المواطن غير مدرك لطبيعة القوانين التي تنظم العمل في بلادنا لكن من باب التنوير نقول إن السلطة المحلية هي المعنية بكافة تفاصيل هذه المشاريع ووزارة السياحة عليها الخطط والبرامج والإشراف.
بإمكاننا أن نرتقي بالسياحة وأن تكون المصدر الأول لدخل البلد لو عدلت القوانين ومنحنا الفرصة الكافية والمجال القانوني للتحرك.
ـ ماذا عن الاتصالات بينكم ومنظمات السياحة العالمية ؟
الاتصالات شبة متوقفة نتيجة للعدوان والحصار لكن نحن نبذل قصار جهدنا في سبيل التواصل مع هذه القنوات.
ـ هل تقصدون أن العدوان مسيطر على هذه القنوات ويمنع التواصل بها؟
طبعا بالتأكيد كما أن الوضع السياسي القائم في البلد يجعل من الصعوبة التواصل بالخارج في المرحلة الحالية لكن هناك تواصل بين وزارة الثقافة ومنظمة اليونسكو باعتبار أن اليونسكو معنية بالحفاظ على المدن التاريخية والآثار العظيمة في اليمن وفي كثير من بقاع العالم.
 نحن نأمل كثيرا أن يكون هناك تعاون مع كثير من الجهات ذات العلاقة بالسياحة والتراث الحضاري والإنساني، ونضع التواصل مع الجهات ذات العلاقة على المستوى العربي والدولي في مقدمة اهتماماتنا ومسئولياتنا.
ـ ماذا عن منظمة السياحة العالمية والتواصل معها وغيرها؟
هناك توجه للتواصل مع المنظمات العالمية الفاعلة في هذا المجال وممكن أن تساعدنا في الحفاظ على هذه المكنوزات وفي بعض الأعمال الخاصة بالحصر والتوثيق والاستفادة من خبراتها بهذا الخصوص.
ونحن عبر هذا المنبر نجدد الدعوة والنداء والمناشدة لها بالتعاون معنا في سبيل وقف العدوان ومد يد العون والمساهمة في الحفاظ على هذا الرصيد الحضاري والسياحي المتميز.
وأود أن أقول إنه في إطار العمل الذي قمنا به من حصر وتعريف هذه المنظمات بالأضرار التي لحقت بالقطاع السياحي، نظمنا مؤتمرات صحفية بالإضافة إلى وقفة احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة بصنعاء وسلمنا لمندوب الأمم المتحدة توضيح لما لحق بالقطاع السياحي من أضرار وخسائر وكذا توقف القطاع السياحي ووضعنا الأمين العام والمسئولين في الأمم المتحدة أمام هذه الحقائق التي أثرت على الكثير من الأسر التي كانت تعتمد على العمل السياحي في نفقاتها وغذائها وكافة متطلبات حياتها اليومية.
هناك نتائج كارثية للقطاع السياحي والأسر التي تعمل في بيع المشغولات التي تشتهر وبلادنا والمرتبطة بالمواد الخام المحلية الأولية التي ليس لها مثيلا كالعقيق اليماني وغيرها من المشغولات التي يشتهر بها اليمن لعدم قدوم السياح.
ـ هل من آمال أو طموحات يمكن تحقيقها كإضافة نوعية للسياحة؟
أتمنى أن تكون الوزارة أكبر ممول لعملية التنمية داخل الوطن من خلال تنشيط البرامج الداخلية وجعل السياحة رافدا للاقتصاد الوطني.
الهدف الآخر دفع الاستثمارات، هناك أصحاب أموال وإمكانيات لدى المواطنين مهجورة للأسف، نتمنى أن نستفيد من هذه الإمكانات التي لا تفعل من أجل صبها في عمليات استثمارية سياحية كبيرة تؤدي إلى خدمة البلد وتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة للوزارة والجهات المستثمرة.
رسالة أخيرة تودون توجيهها؟
ندعو كل أحرار العالم الوقوف إلى إيقاف العدوان ومساعدتنا في الحفاظ على الموقع الأثرية باعتبارها كنوز لليمن والعالم ككل والعمل على رفع الحصار ونقول أهلا وسهلا  لمن جاء لليمن في بلد الضيافة والكرم ويطلعوا على ما أحدثه العدوان من أضرار شملت كل شيء.