أمريكا تتواطأ مجدداً مع النظام التركي للاعتداء على السيادة السورية
السياسية :
جاء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية موافقتها على شن النظام التركي عدوانا على الأراضي السورية في منطقة الجزيرة ليكشف من جديد تأمرها مع النظام التركي ضد سوريا وأبناء الشعب السوري في تلك المناطق.
البيت الأبيض الأمريكي أعلن في بيان نشره مؤخرا بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أن النظام التركي سيمضي قريباً في مخططاته في منطقة الجزيرة السورية وأن القوات الأمريكية لن تدعمها في تبادل وتماهٍ بالأدوار العدوانية بين واشنطن وانقرة ضد سوريا وسيادتها.
وفي أعقاب البيان الأمريكي انتشرت أنباء من مصادر أهلية وإعلامية تؤكد إخلاء القوات الامريكية مناطق انتشارها على طول الشريط الحدودي مفسحة المجال أمام قوات النظام التركي للعدوان على الأراضي السورية ومتخلية عن وعودها التي قطعتها لأدواتها من ميليشيا “قسد” الانفصالية في تلك المنطقة التي استخدمتها طيلة سنوات الحرب ضد سوريا وشعبها.
التحضير للعدوان التركي الجديد بالتواطؤ مع القوات الأمريكية يأتي في سياق تبادل الأدوار والمخططات بين رعاة الإرهاب أعداء الشعب السوري منذ بدء الحرب على سوريا، إذ أن النظام التركي يعد الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية في سوريا عبر فتحه حدود بلاده لعشرات آلاف المرتزقة من شتى أصقاع الأرض للدخول إلى الأراضي السورية وارتكاب المجازر فيها، ناهيك عن العدوان والاحتلال التركي والأمريكي المباشر للأراضي السورية سواء في منطقة الجزيرة السورية أو في ريف حلب أو إدلب وغيرهم، وما التهديد بالعدوان التركي الجديد إلا استكمال لفصول الحرب الإرهابية ضد سوريا في سبيل تحقيق أطماع أردوغان وأوهامه العثمانية في المنطقة.
وكانت الولايات المتحدة والنظام التركي اتفقا في شهر اغسطس الماضي على إنشاء ما يسمى “بالمنطقة الآمنة” على الحدود السورية التركية في انتهاك سافر للقوانين الدولية، حيث أعربت سوريا عن رفضها القاطع والمطلق للاتفاق الأمريكي- التركي الذى يشكل اعتداء فاضحاً على سيادة ووحدة الأراضي السورية وانتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، داعية إلى التنبه إلى مخاطر النزعة التوسعية للنظام التركي إرضاء لأوهامه في إحياء السلطنة العثمانية البائدة.
في أول موقف رسمي سوري تجاه نيات النظام التركي شن عدوان جديد على أراض سوريا في منطقة شرق الفرات، أكدت دمشق على لسان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، أنها ستدافع عن كل الأراضي السورية، ولن تقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، ومن يرتمي بأحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه.
وفي تصريح خاص للمقداد نشرته مصادر صحفية سورية ” إنه في حال شنت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد “سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سوريا، لكن على الآخرين وفي هذا المجال، ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا”.
وحول التخلي الأمريكي عن الميليشيات الكردية الانفصالية وبدء انسحاب القوات الأمريكية من المناطق الحدودية، قال المقداد : “كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأسعار سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ونحن حذرنا في الكثير من المرات من هذه المؤامرات على الوطن وعلى الشعب السوري، وقلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل”، وتابع: “نقول لهؤلاء بأنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سورية”.
وفي ردة الفعل التركية، شدد انكين آوزكوج نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي على أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لم يستخلص الدروس من فشل سياساته في سوريا ودوره الكبير بتأجيج الأزمة فيها.
ولفت آوزكوج في تصريح له إلى أن التعاون القائم بين أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بإرهابيي داعش في المنطقة هو عمل خطير يهدد أمن تركيا.
من جهته أكد عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري سازكين تانريكولو أن قرار النظام التركي الاعتداء على الأراضي السورية في منطقة الجزيرة هدفه احتلال ما يسمى “المنطقة الآمنة” وتسليمها لبقايا عناصر تنظيم داعش وجبهة النصرة وباقي المجموعات الإرهابية في سوريا.وقال تانريكولو في تصريح مماثل “هذا احتلال جديد للأرض السورية”.
بدوره، قال الصحفي التركي داريا سازاك أن مخططات النظام التركي التآمرية شرق سوريا هي احتلال لأراضي دولة أخرى مشيرا إلى أن الاعتداء التركي سيزيد الأزمة خطورة.
وفي ردود الفعل الدولية على العدوان التركي الجديد والمرتقب على الأراضي السورية، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الطريق الوحيد لضمان تركيا أمنها يكون باحترام سيادة سوريا ووحدة اراضيها وتطبيق اتفاق “أضنة” بين البلدين وليس من استباحة الأراضي السورية.
أما روسيا وعلى لسان المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، فقد دعت تركيا إلى الالتزام التام بوحدة الأراضي السورية مشددة على أن وحدة أراضي سوريا وسيادتها هي نقطة الانطلاق في إطار الجهود المبذولة لإيجاد تسوية للأزمة في سوريا وفي جميع المسائل الأخرى بما فيها ضمان الأمن لدول الجوار مجددة ضرورة مغادرة جميع القوات العسكرية الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية بشكل غير قانوني.
بدورها ميليشيا “قسد” الانفصالية التي ارتمت بأحضان الأمريكي منذ بدء الحرب ضد سوريا ونفذت أوامر واشنطن ومخططاتها في منطقة الجزيرة السورية، دعت وفق مصادر أهلية “المكونات الاجتماعية” في منطقة الجزيرة السورية للتصدي للعدوان التركي وهي ذاتها التي استمرأت الاعتداء على الأهالي في المنطقة عبر عمليات الاختطاف المتواصلة والمداهمة والسطو المسلح على الممتلكات والمنازل وغيرها من أساليب الترهيب والتضييق على المدنيين.