بقلم/ الاستاذ احمد يحيى الديلمي

 

مع إقتراب نهاية العام الخامس من العدوان الهمجي على اليمن بات الامر بأمس الحاجة إلى مقاربة جديدة والتعاطي مع الواقع بأُفق إيماني صادق، مجرد من الأهواء وأمواج الزيف والظلام، من خلال هذه الرؤية سيجد المتابع أن المسيرة تجسد ثقافة القرآن في كل ما تقوم به من أعمال دفاعية، ومن نفس الثقافة تستمد عنفوان الصمود وروح التحدي، لأن حتمية الإتكال على الخالق سبحانه وتعالى يحتم على الجميع إلتماس المنظومة القيمة للعقيدة والتمسك بروح الحضارة الانسانية بما تمثله من معايير و إخلاق وعادات وتقاليد، تبعا لذلك لا نستغرب حينما نجد أن بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد المجاهد يحيى سريع، ترجم فعليا الثقافة القرآنية بكل معانيها ففي الوقت الذي حرص على بيان الخطوات الاجرائية للحفاظ على سلامة الاسرى مجسداً بذلك قول الخالق سبحانه وتعالى :”  وإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) صدق الله العظيم.

ولا يعني هذا أننا نعتبر اخواننا في الطرف الأخر مشركين كما هو حالهم وديدنهم في تكفير كل إنسان لا يسير في فلكهم، لكننا نعتبرهم بغاة استناداً إلى ثقافة إمام المتقين ويعسوب الموحدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي نهر أحد مقاتليه عندما سمعه يشم الطرف الأخر في معركة صفين فقال: كف عن هذا فهذه ليست ثقافة الإسلام، إنما هم اخواننا بغوا علينا”، أذن هذه هي الثقافة التي جعلت الناطق الرسمي يبعث رسائل تطمين الى أُسر ذوي الأسرى، الذين لاشك أنهم في حالة رعب وخوف على أبنائهم لا خوفاً ممن أسرهم بل من استهداف طائرات من قاتلوا معه، كما هو حال الاعداد الكبيرة من المرتزقة والمخدوعين الذين استهدفهم طيران العدوان بعد عملية اسرهم وهنا تتضح الصورة الحقيقية للعدوان الذي يدور بين ثقافتين: الأولى تجسد ثقافة القرآن الكريم وتقتدي بهدي الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، والثانية تقتدي بثقافة التبجح والغرور والكبر والتعالي بما يفرضه من غلو وتطرف في المواجهة إلى حد متابعة الاسرى والتقاط ارواحهم وهم في نطاق الاسر، الى جانب التناقض الصارخ في الكشف عن الحقائق والتواصل مع أُسر من تم اسرهم او فقدوا ارواحهم. وبالعودة الى تفاصيل ما جرى في منطقة نجران وبالتحديد وادي آل ابو جبارة الممتد من يام في نجران الى كتاف في صعدة نجد ان مجاهدي الجيش اليمني واللجان الشعبية استخدموا قواعد واساليب ومعايير عسكرية حديثة دلت على تراكم الخبرة والاستفادة من التجارب فعكسوا تطور نوعي في الاداء وقدرة على تحكم في الميدان كيف لا ؟ وهم في خط الدفاع المشروع عن النفس ومقاومة اصلف وابشع عدوان بدوي غاشم يمتلك قدرات عسكرية متطورة مع ذلك يتسم أدائه بالهشاشة مما أدى الى الانكشاف الأمني وجعله مثقل بالهزائم وهذه هي الثقافة التي أرسى معالمها الفكر الوهابي والتي تقوم على الإبادة الصامتة والإدمان المفرط في تمزيق لحوم البشر والتلهي بعواطف ومشاعر البسطاء كما حدث عبر ما سُمي بعاصفتي الحزم والأمل رغم انهما جسدا ثقافة انتهازية مثخنة بالوحشية والثأر إلا ان وسائل الاعلام تصورها على انها قوافل اغاثية تنقذ البشر من الجوع والحقيقة انها مجرد فقعات تجعل هذا العدو ينغمس اكثر في اوحال الخطيئة ويتصرف بجوانح مجنونة محملة برغبات الضم والإلحاق القسري وشهوة السطو على إرادة الشعوب بتوجيه خاطئ يستخدم الدين ورقة للمزايدة والضحك على الدقون وهذا هو حال النظام السعودي منذ ان استسلم لبراعة امريكا الشيطانية وهي براعة مخيفة تحول البشر الى دمى لتتمكن من سرقة ونهب ثروات الشعوب بأسلوب منظم لا يدركه إلا العارفين ببواطن الامور،لكن في الاخير سنظل في اليمن متمسكين بثقافة القران وتعاليمه وآداب الرسول الاعظم  صلى الله عليه وعلى آله وسلم مهما تنكر الاخرين لهذه الثقافة او حاولو استغلالها بشكل خاطئ فلقد كشفت جهود المناضلين الابطال هشاشة التأثير الامريكي في حماية امن المنطقة وهو الشئ الذي يعول عليه امراء الخليج غير مدركين ان امريكا التي ينشدون حمايتها لا يهمها شأنهم قدر اهتمامها بأمن وسلامة الكيان الصهيوني وهذا هو غاية ما تسعى اليه اما الأخوة في الخليج فإنهم في قائمة الاستهداف وسيأتي اليوم الذي يحصدون فيه نتائج أحلامهم الواهمة .

والله من وراء القصد،،،