المحرر السياسي :

تمحور مضمون مبادرة رئيس المجلس السياسي الاعلى الاخ /مهدي المشاط حول مضمون الانخراط الجاد في مفاوضات جادة تفضي الى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرف حقنا للدم اليمني وحرصا على ما تبقى من اواصر الاخاء وتغليب للمصالح الوطنية العليا بالإضافة الى وقف استهداف الاراضي السعودية بالطيران المسير والصواريخ البالستية والمجنحة وكافة اشكال الاستهداف ..وشددت  المبادرة على انه في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة نحتفظ لانفسنا بحق الرد .

مبادارة مكتملة ومسؤولة راعت حقوق جميع الاطراف المشاركة في الحرب ووضعت النقاط على الحروف لايقاف حرب استمرارها لن يكون في مصلحة احد وسيؤدي الى تطورات خطيرة على الجميع ..ولهذا فان على الطرف الاخر التقاط هذه الفرصة والتعامل الايجابي مع المبادرة ولتكن اولى البوادر الايجابية رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي ووقف اعتراض السفن المتجهة الى ميناء الحديدة واحترام معانة الشعب اليمني .

لكن الرد السعودي جاء مخيبا للآمال عندما اعلن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير ان بلاده ستراقب مدى جدية الحوثيين في تطبيق مبادرة السلام التي طرحوها ..رد متسرع اعقبه سلسلة من الغارات الجوية على عدد من المحافظات وتصعيد عسكري واسع النطاق الامر الذي ينم عن عدم الرغبة في الجنوح الى السلام ووضع حدا لحرب عبثية اكلت الاخضر واليابس .

لكن المبادرة بشكل عام يمكن القول انها حظيت باهتمام اعلامي دولي كبير وهي التي جاءت من موقع القوة كما يؤكد المراقبون خاصة بعد ان تمكن سلاح الجو المسير التابع للجيش واللجان الشعبية من ايقاف انتاج 50% من الانتاج النفطي السعودي من حقلي بقيق وخريص التابعين لشركة ارمكو السعودية عقب عملية عسكرية اكثر من ناجحة اذهلت العالم بدقة توصيبها واجتياز الطائرات  المسيرة لسلسلة معقدة من منظومات الدفاع الجوي السعودي المشهورة عالميا باسم باتريوت.

الامر الايجابي والملفت للنظر ترحيب المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفت بمبادرة الرئيس المشاط داعيا الى استثمار تلك المبادرة مشددا على اهمية الاستفادة القصوى من هذه الفرصة ووضع حدا للعنف معبرا عن امله بوجود ارادة قوية لايقاف الحرب .

يمكن القول ان اذا لم تستجيب السعودية لهذه المبادرة فان الضربات سوف تشتد وسوف تصبح اكثر شراسة وضراوة واستهداف مناطق اكثر حيوية واهمية .

في المحصلة النهائية المبادة وضعت السعودية بين خيارين لا ثالث لهما السلام او الحرب .