السياسية || المحرر السياسي*

من يتوهم أن السعودية ستقف مع اليمن كدولة ومصلحة بعد كل الأحداث التي مرت بها البلاد فهو يعيش في خيال، فالسعودية تاريخ طويل من التآمر ضد اليمن، وأصبحت تلك المؤامرات واقعا شهدته الأجيال اليمنية في التاريخ الحديث والمعاصر.

ظل حلم تمزيق اليمن وتجزئته إلى كيانات هزيلة استراتيجية بعيدة المدى للنظام السعودي منذ نشأته عام 1932م ولهذا الغرض اتبعت المملكة تكتيكات متعددة لتنفيذ استراتيجيتها الخاصة بتجزئة اليمن، ووقفت ضد كل نظام وشخصية وطنية تسعى إلى وحدة البلاد، حتى وصل الأمر إلى حد تصفية الرئيس إبراهيم الحمدي، المعروف بوطنيته وسعيه مع الرئيس سالم ربيع لتوحيد اليمن.

واليوم وجدت المملكة العربية السعودية مع محتل آخر له مطامعه الخاصة في الأرض اليمنية، الإمارات ضالتها لتضع يدها معها ورسم سيناريو متكامل لتجزئة البلاد.. ولهذا السبب أنشأت الدولتين، السعودية والإمارات، المليشيات الخاصة بهما عن طريق تجميع قطيع من المرتزقة وأصحاب الضمائر الميتة واغدقتا المال عليهم لتنفيذ مخططاتهما الخبيثة.

إن الشيء المؤلم أنه يتم تنفيذ هذه المخططات التآمرية بأيدي يمنية، لا يوجد في قاموسها شيء اسمه وطن يجب الإخلاص له، وإنما هدفهم الذي يسعون من أجله هو المال ولو على حساب الوطن وأمنه واستقراره.

ما حدث مؤخرا في المحافظات الجنوبية والشرقية من اكتساح ما يسمى مليشيات المجلس الانتقالي الانفصالية، والعبث بمقدرات تلك المحافظات جعل العالم كله يعيش في ذهول من منسوب الحقد الدفين من قبل السعودية والإمارات على اليمن أرضا وإنسانا تاريخا وحضارة.

اذ لا يوجد للسعودية والإمارات أي اسهامات في تاريخ الحضارة الإنسانية عكس اليمن، الذي ترك بصماته في التاريخ الإنساني شواهد حية وتاريخية على حضارة يمنية ضاربة جذورها في عمق التاريخ البشري، أسهمت بهذا القدر أو ذاك في مسيرة الحضارة الإنسانية، في وقت كان لا يوجد شيء اسمه السعودية والإمارات.

وعليه يمكن القول إن الصراع صراع حضاري بين دولة ذات حضارة كبيرة (اليمن) وبين دولتين اشبه لم يتعد تاريخهما المائة عام، وهما نتاج للاكتشافات النفطية في العصر الحديث.

إن الشيء المطمئن أن اليمن دولة لا تموت ولا تهزم، وحقائق التاريخ شاهدة على ذلك، حيث تعاقب عليه عدد كبير من المحتلين والغزاة، لكنهم في النهاية فشلوا في ذلك وألحقت بهم الهزيمة، وبقي اليمن عصي على كل محتل وغازي.


سبأ