السياســـية: تقرير || صادق سريع

ما يجري في محافظة حضرموت المحتلة ليس استعراضاتٍ عسكرية قبل انفجار مواجهة الحسم، بل صراعٌ وجودي بين أنظمة الاحتلال السعودي والإماراتي المسيطرة على المناطق الجنوبية والشرقية، من أجل إعادة رسم خارطة النفوذ والسيطرة لنهب ثروات المحافظة الغنية بالنفط والغاز والمعادن.

تدعم قوات الاحتلال السعودي، المسيطرة على أغلب الخارطة الجيوسياسية الحضرمية، ما يسمى بـ"حلف قبائل حضرموت" بقيادة المرتزق عمرو بن حبريش وحلفائه، بصفته القائد العام لقوات حماية حضرموت، في حين تدعم قوات الاحتلال الإماراتي مليشيا ومرتزقة ما يسمى بالمجلس الانتقالي وأدواتها في المخا المحتلة، في مشهد يشبه حفلة تقاسم كعكة عيد الميلاد.

وعلى الطريقة الدموية لقوات الاحتلال الإماراتي القائمة على نموذج سفك الدماء في مدينة الفاشر السودانية، تتجه مليشيات الإمارات التي اندفعت بتعزيزات عسكرية هائلة من مدينتي عدن والمخا المحتلتين، نحو وادي وصحراء حضرموت المحتلة لمحاولة السيطرة على ثروات النفط والغاز، بينما يلتزم نظام الاحتلال في الرياض الصمت في دور "الوسيط الإقليمي"، وفي خلفيات ذلك فضائح وأطماع.

وفي الوقت الذي تقرع فيه قوات أنظمة الاحتلال السعودي - الإماراتي طبول الحرب بالوكالة عن أنظمة الاستعمار الأمريكي - البريطاني - الصهيوني في محافظة حضرموت المحتلة، تلتزم ما يسمى حكومة الشرعية المغتربة في فنادق الرياض الصمت، وكأن حالها يقول: إن التدخل في شؤون الآخرين أمرٌ يخالف "أخلاقيات مرتزقة اليمن"، ويبقى الضحية هو المواطن المغلوب على أمره.

وبينما تنفق أنظمة العدوان السعودي والإماراتي فواتير باهظة لشراء السلاح وتجنيد المليشيات وكسب الولاءات، يواجه سكان المناطق الجنوبية والشرقية المحتلة آفة الجوع، في ظل انتهاج الاحتلال سياسة التجويع، بفعل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وضعف الخدمات، وانطفاء التيار الكهربائي لساعات طويلة بشكل يومي.

إن من نواقص الإيمان والولاء والانتماء والشرف الوطني، بل والخيانة العظمى، أن يضحي مرتزقة اليمن بأرواحهم في جبهات القتال ضد الإخوة في الدم والدين والعرض والأرض والوطن، لتحقيق أهداف وأطماع أنظمة الاحتلال السعودي والإماراتي التي تنهب ثروات اليمن مقابل فتات من الأوراق المالية وبيع الشرف.

الخلاصة التي تشير إليها التحرّكات العسكرية، التي تضبط إيقاعها الإرادة الثائرة لجموع القبائل الحضرمية والمهرية الواقفة بموقف المدافع عن الأرض والعرض والحق، هي أن ساعة الصفر تقترب لانتهاء نفوذ الاحتلال الإماراتي، وفق قاعدة القول المأثور: "يا حافر الحفرة احفر وساويها عسى تقع فيها"، أو كما يُقال: "الطمع مهلكة".