ماذا تريد المملكة السعودية من امريكا؟ وماذا تريد امريكا من السعودية؟
طوفان الجنيد*
لم يعد خافي على أحد ان العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية هي علاقة استراتيجية معقدة ومتعددة الأبعاد، قائمة على التبعية والطاعة العمياء و تبادل المصالح منذ تم انشاء مملكة ال سعود من قبل البريطانيون والغرب الكافر وزرعه في قلب الجزيرة العربية كما تم زرع الكيان الصهيوني على الاراضي الفلسطينية ليشكلان خنجران مسمومان في خاصرة الامة الإسلامية.
ما الذي تريده السعودية من أمريكا؟
الضمانات الأمنية والعسكرية فلا يستطيع النظام السعودي العيش بدون الحماية الامريكية أو البقاء على عرش المملكة وهذا وهم قديم عفى عليه الزمن وكشفت الاحداث والوقائع ان الغول الامريكي لم يعد قادر حتى على حماية نفسه.
الحماية من البعبع الايراني رغم ان الايام كشفت انه لا يوجد أي مطامع في السعودية وقد تأكد النظام السعودي بنفسه وعقد مع ايران علاقات دبلوماسية ممتازة فلا توجد أي تهديدات إقليمية على السعودية لا من بعيد ولا من قريب حتى اليمن لا تهدد المملكة وتكن لها كامل الاحترام وحق الجوار بقدر ما تدافع عن نفسها من الاستهداف المتكرر من قبل النظام السعودي، أما على المستوى العسكري تسعى السعودية لشراء أحدث الأسلحة الأمريكية (مثل الطائرات المقاتلة، أنظمة الدفاع الصاروخي) للحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة.
رغم ان الاحداث والحروب التي جرت وتجري في منطقة الشرق الاوسط اثبت فشل الدفاعات الامريكية وقوتها الجوية والبحرية وأعظم مثال ما حصل لها في حرب اليمن وكيف سقطت هيبتها العسكرية وحتى دعمها اللوجستي.
تريد السعودية من أمريكا دعما سياسيا ودبلوماسيا لسياساتها الإقليمية، واعترافًا بدورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي وهذا وهم يضاف إلى أوهامها لأنها فاشلة في سياستها الخارجية بكل ما تعني الكلمة من معنى.
فعلى المسار الفلسطيني والقصية الفلسطينية لم تقدم السعودية أي حل للقضية الفلسطينية إلا ما تمارسه من متاجرة وبيع وخيانة لفلسطين والقضية الفلسطينية وأكبر مثال مشروع التطبيع مع اسرائيل تريد السعودية أن تبقى تحت الوصاية للولايات المتحدة وشريكًا موثوقًا في ضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية، والاستثمار ونقل التكنولوجيا.
مع رؤية 2030، تتطلع السعودية إلى جذب الاستثمارات الأمريكية الضخمة وشركات التكنولوجيا العملاقة للمساعدة في تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، خاصة في مجالات مثل التكنولوجيا، الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، والصناعات العسكرية، وهذا التعاون لو كانت امريكا صادقة في سياستها لتحقق منذ زمان.
ما الذي تريده أمريكا من السعودية؟
ان أبرز ما تريده امريكا من المملكة هو الحلب المتواصل للنفط واستنزاف اموال الخزينة السعودية واستخدام المملكة كعجاز تتوكأ عليها لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها الاجرامية والاحتلالية واستخدام نفوذها في دول اوبك ضد النظام الروسي وخاصة اثناء حربها مع أوكرانيا.
التعاون الأمني والاستخباراتي المزعوم في مكافحة الإرهاب بينما في الحقيقية هي دعم الارهاب وتبنية خاصة ضد تنظيمي القاعدة وداعش والنصرة.
تريد أمريكا من السعودية أن تكون حجر الزاوية في التطبيع مع "إسرائيل" وهكذا نرى ونلاحظ أن الولايات المتحدة تدفع وتضغط على السعودية للمضي قدمًا في عملية التطبيع مع "إسرائيل"، وهو ما يعتبر إنجازًا استراتيجيًا كبيرًا لأمريكا في المنطقة مستغلة الرمزية الدينية للمملكة واحتواها على المقدسات الإسلامية، كما ان الصفقات العسكرية التسليحية والاستثمارات الاقتصادية الضخمة مع السعودية تمثل أكبر دعمآ للاقتصاد الأمريكي.
الخلاصة
العلاقة السعودية الأمريكية هي علاقة متبادلة ومتجذرة مبنية على المصالح المشتركة والاستراتيجية التغيرية لوجه المنطقة وبقاء الهيمنة والاستكبار الامريكية على الاقتصاد العالمي، هذه العلاقة تتكيف وتتطور مع تغير الأولويات في كلا البلدين، لكنها تبقى أحد الركائز الأساسية للسياسة الشيطانية في الشرق الأوسط.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب

