السياسية :

دّشن محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، اليوم المخيم الجراحي المجاني الأول لجراحة الأورام السرطانية في هيئة مستشفى الثورة العام، في إطار تعزيز خدمات الرعاية الصحية المقدمة لمرضى الأورام.


ويعد المخيم الجراحي الأول من نوعه الذي يستمر خمسة أيام بهيئة مستشفى الثورة في المحافظة في مجال جراحة الأورام، بدعم الهيئة العامة للزكاة وبالتعاون مع مستشفى الخزان، بهدف تقديم خدمات جراحية مجانية متخصصة لمرضى الأورام.

يستهدف المخيم الحالات الأشد فقراً من مختلف مديريات المحافظة، بإجراء عمليات استئصال الأورام، إلى جانب تقديم الاستشارات والفحوصات والتشخيص المبكر، في إطار توجه إنساني يلامس احتياجات المرضى غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج.

واستقبل المخيم في يومه الأول 30 حالة، تم فحصها سريرياً وتشخيصياً، حيث تبيّن أن 14 حالة منها تحتاج إلى تدخلات جراحية، وقد أُجريت لها فحوصات طبية وتشخيصية مجاناً، تمهيداً لتجهيزها للعمليات خلال أيام المخيم.

وفي التدشين، أشاد المحافظ عطيفي بجهود رئاسة هيئة مستشفى الثورة في الإعداد والتنظيم للمخيم، بالتعاون المثمر مع مستشفى الخزان والدعم السخي من الهيئة العامة للزكاة.

واعتبر هذه الشراكة أنموذجاً عملياً للتكامل الرسمي والمجتمعي في خدمة المرضى والفئات الأشد فقراً، مؤكدًا أهمية تنظيم مثل هذه المخيمات المتخصصة للتخفيف من أعباء وتكاليف السفر عن مرضى الأورام السرطانية من أبناء المحافظة، الذين يواجهون ظروفاً معيشية وصحية صعبة في ظل استمرار العدوان والحصار.

وأوضح محافظ الحديدة، أن المخيم يمثل خطوة متقدمة في مسار تعزيز الاكتفاء الطبي في المحافظة، من خلال استقدام استشاريين وتوفير الأدوية والمستلزمات الضرورية، بما يمكن المرضى من تلقي خدمات علاجية وجراحية بالحديدة دون عناء التنقل إلى محافظات أخرى.

وجدّد تأكيد حرص قيادة السلطة المحلية على دعم المخيمات الطبية المجانية وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاحها، بما يسهم في توسيع نطاق الخدمات الصحية النوعية وتحسين مستوى الرعاية المقدمة لأبناء المحافظة.

وفي التدشين الذي حضره وكيلا المحافظة محمد حليصي وعلي قشر، أوضح رئيس هيئة مستشفى الثورة الدكتور خالد سهيل، أن تدشين المخيم يأتي امتداداً لما حققته الهيئة من نجاح نوعي في عمليات القلب المفتوح، والتي مثلت محطة فارقة في تاريخ الخدمات الطبية بمحافظة الحديدة، مشيراً إلى أن مخيم الأورام خطوة جديدة في مسار التخصصات الدقيقة.

وبين أن التعاون مع مستشفى الخزان وكوادره المتخصصة يهدف إلى نقل الخبرات وتدريب الكوادر المحلية ورفع كفاءتها في مجال جراحة الأورام، مؤكداً حرص هيئة مستشفى الثورة على الاستمرار في تنظيم مخيمات مجانية في عدد من التخصصات الطبية.

بدوره أوضح رئيس الفريق الجراحي - مدير مستشفى الخزان الدكتور أبو بكر الخزان، أن المخيم يعمل وفق آلية منظمة تبدأ باستقبال الحالات وفرزها، ثم إجراء الفحوصات الشعاعية والمخبرية اللازمة، وصولاً إلى اتخاذ القرار الجراحي بحسب طبيعة كل حالة.

وأشار إلى أن الفريق الطبي يضم استشاريين وجراحين متخصصين في جراحة الأورام، وفي مقدمتهم الدكتور عثمان الخزان، مؤكداً جاهزية الطاقم لإجراء عمليات معقدة واستئصال أورام في مناطق مختلفة من الجسم، مع توفير الرعاية الطبية قبل وبعد الجراحة للحالات المستهدفة.

في حين، أشار مدير مكتب الهيئة العامة للزكاة في الحديدة محمد هزاع، إلى أن تنظيم المخيم يأتي ضمن برامج ومشاريع الهيئة في المجال الصحي لخدمة الفقراء والمساكين والفئات الأشد فقراً، مؤكداً أن أموال الزكاة توجه في مصارفها الشرعية للتخفيف من معاناة المرضى في ظل الحصار والعدوان.

ولفت إلى أن الهيئة ستواصل دعم مثل هذه المخيمات النوعية التي تستهدف الحالات الأشد حاجة، وتسهِم في تغطية جزء من النقص في الخدمات الجراحية المتخصصة، منوهاً بدور الكادر الطبي والتمريضي في إنجاح المخيم.

من جهته، أكد مدير مكتب الصحة والبيئة بالمحافظة الدكتور علي حزام الحداد، أن المخيم يمثل رافداً مهماً للمنظومة الصحية في الحديدة، ويسهم في تعزيز قدرات المستشفيات على تقديم خدمات تخصصية، داعياً إلى تعزيز التنسيق بين الجهات الصحية والإنسانية لتكرار هذه التجربة في مجالات طبية أخرى.

حضر التدشين استشاري جراحة الأورام الدكتور عثمان الخزان ومسؤولا المخيم، الدكتور أحمد معجم، وشكيب المقطري، ونواب رئيس هيئة مستشفى الثورة.

سبأ