صواريخ اليمن.. التحديُّ الأكبرُ على "إسرائيل"
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"شكّلت الصواريخ اليمنية تحدّياً إستراتيجيّاً على 'إسرائيل'، وتسبّبت بأضرار كبيرة أثّرت بشكل مباشر على أمن جبهتها الداخلية، وكبّدتها خسائر باهظة على عمليات الاعتراض وتطوير الدفاعات الجوية"، وفقاً لتقرير مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" (FDD).
وقال: "الهجمات اليمنية كبّدت 'إسرائيل' على مدى عامين خسائر مالية وعسكرية غير مسبوقة، أكثر من 852 مليون دولار في الإنفاق على صواريخ أنظمة الدفاع الاعتراضية فقط مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود وحيتس 2 و3 وآرو، ومليارات أُخرى على العمليات الهجومية والصيانة".
وأضاف :"خسائر 'إسرائيل' في عمليات اعتراض صواريخ اليمن تجاوزت مليار دولار، حيث تزيد تكلفة الصاروخ الاعتراضي الواحد من طراز 'آرو' عن مليوني دولار، بتكلفة إجمالية للحرب حتى نهاية 2025 تفوق أكثر من 68 مليار دولار، بينما تعاني ميزانيتها العامة من عجز بنحو 9.6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي".
وبرأي خبراء المؤسسة الأمريكية، مثلت هجمات اليمنيين الجزء الواسع في الصراع الإقليمي، حيث أضافت ضربات الصواريخ والمسيّرات اليمنية على "إسرائيل" بُعداً عسكرياً جديداً في ساحة المعركة، وأجبرت الأخيرة بإعادة تقييم إستراتيجية الدفاع.
وأكدوا أن تنامي التهديد اليمني ضاعف التحديات الأمنية داخل "إسرائيل" وأثر على أمن ومعنويات جبهتها الداخلية، في ظل عجزها عن حماية عمقها من الهجمات القادمة من العدو البعيد في اليمن.
خلاصة التحليل العسكري لخبراء مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تؤكد: "إن هجمات اليمن أثرت في تغيير موازين القوى الإقليمية ومعادلات الردع في المنطقة، في ظل ارتفاع أرقام فاتورة خسائر الحرب وعمليات الاستنزاف الاقتصادية وتزايد الضغوط النفسية والاجتماعية على المستوطنين الصهاينة التي أدت لتغييرات عميقة بـ'إسرائيل'".
يُشار إلى أن "الدفاع عن الديمقراطيات" (FDD) هي مؤسسة أمريكية بحثية غير ربحية تأسست عام 2001 في العاصمة واشنطن، وتهتم بما يسمى محاربة الإرهاب وتقديم التحليلات وبحوث الأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية لصُنّاع القرار والإعلام.
وتُعرف المؤسسة التي تموّل من منظمة المؤتمر اليهودي العالمي، بولائها المطلق لـ"إسرائيل" وتوجهاتها اليمينية المتطرفة ومعاداتها للإسلام، ودعمها للمعارضين السياسيين للأنظمة في الشرق الأوسط المغضوب عليها من واشنطن باسم نشطاء في منظمات حقوق الإنسان والحريات المدنية والمجتمع المدني.
ونفّذت القوات المسلحة اليمنية، في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" التي أعلنتها صنعاء نهاية 2023، لإسناد غزة ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو - أمريكي، أكثر من 1,835 عملية بالصواريخ والمسيّرات والزوارق المسيّرة.
واستهدفت 228 سفينة تجارية وحربية معادية، وأطلقت 1,300 صاروخ ومسيّرة على الكيان، وأغلقت ميناء "أمّ الرشراش"، وأغرقت أربع سفن انتهكت قرار الحظر، وأسقطت ثلاث مقاتلات أمريكية من نوع F-18، و26 مسيّرة من نوع MQ-9، منها 22 بمعركة "طوفان الأقصى"، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي.

